الكتاب ابنة ستالين: الحياة غير العادية والصاخبة لسفيتلانا أليلويفاالمؤلف: روزمارى سوليفان الناشر : Harper Collins غالبا مايدفع الأبناء ثمن أخطاء وجرائم الآباء..و يتضاعف الثمن إذا ماكان الأب طاغية بحجم القائد السوفيتي الراحل جوزيف ستالين الذي يعد في نظر البعض المؤسس الحقيقي للدولة السوفيتية السابقة وفي نظر البعض الاخر احد أشهر طغاة العصر الذي امر بقتل وأرسال الملايين إلي المعتقلات في سيبيريا. يحكي الكتاب حياة الغموض والأسي لسفيتلانا اليلويفا الابنة الوحيدة لجوزيف ستالين والذي كان يعني اسمها باللغة الروسية «النور الخافت».سفيتلانا ولدت عام 1926 وقضت فترة شبابها داخل أسوار الكرملين لدرجة ان البعض أطلق عليها لقب أميرة الكرملين نعمت خلال نشأتها بامتيازات كبيرة.. كانت بالنسبة إ لستالين «العصفور الصغير»فقد كان لافرينتي بيريا رئيس الشرطة السرية الشهير يؤرجحها علي ركبتيه ورغم ان سفيتلانا استفادت من حماية الحزب الشيوعي فنجت من المجاعة والتصفيات التي هلك بسببها الكثير من السوفيت في ذلك الوقت لكنها لم تنج من المآسي والأحزان.حيث فقدت كل من تحب بمن فيهم والدتها التي انتحرت باطلاق الرصاص علي نفسها وكانت سفيتلانا لاتزال في السادسة من عمرها في حدث ما زال يلفه الغموض، وأرسل حبيبها في سن المراهقة إلي معسكرات الاعتقال حتي أقاربها لم يكونوا محصنين من بطش ستالين فقد تم اعدام أعمامها وأخوالها وأولادهم أو سجنهم كما توفي أخوها غير الشقيق الذي كانت علاقتها به قوية في معسكر اعتقال ألماني لأسري الحرب بعد أن رفض والدها صفقة لتبادل السجناء لإنقاذ حياته اما شقيقها الآخر فاسيلي فقد مات لادمانه الكحول. وعلي مدار أكثر من نصف قرن حاولت سفيتلانا الهرب من تاريخ أبيها الدموي وآثار سياساته القمعية ضد معارضيه والتي تسببت في قتل وإعدام واعتقال الملايين داخل الأراضي الروسية وخارجها. سيرة أبيها دفعتها للفرار من بلد لاخر ولأن تعيش حياة مأسوية غير مستقرة فرغم وفاة والدها عام 1953 لم تتمكن سفيتلانا يومًا من الهرب من إرثها وتقول الكاتبة الكندية روزماري سوليفان والتي أمضت 3،5 سنوات في البحث عن سيرة حياة ابنة ستالين ان قرارها بسرد سيرة حياة ابنة ستالين جاءت من عبارة قالتها سيفتلانا تصف فيها معاناتها من اسم ابيها وتاريخه الدموي « أينما ذهبت سواء إلي أستراليا أو إلي جزيرة ما سأكون دائما سجينة سياسية لاسم والدي مدي الحياة. هذه الكلمات التي كتبتها سفيتلانا جعلت الكاتبة تشعر أن هناك قصة مثيرة تحتاج إلي أن تروي، لذا فقد حاولت من خلالها كشف الأثر الذي تركته الحياة علي الطفلة التي نشأت في كنف طاغية دموي وقدرتها علي التعايش مع مثل هذه الحقيقة من خلال سيرة كشفت عن امرأة معقدةمتناقضة عنيدة مثل والدها وذكية جدا مثل والدتها. فرغم ان سيفتلانا عاشت طفولة مليئة بالأحلام والسحر كأميرة شابة في أروقة قصر أثري قديم محاطة بأقرباء ومشرفات ومربيات يحبونها ويدللونها بوصفها الابنة الوحيدة لستالين الحاكم القوي إلا أنها حين كبرت بدأت ملاحظة أمور لم تنتبه لها من قبل فتأتيها جدتها قائلة «أين روحك؟ لن تعرفي مكانها إلا حين تؤلمك». وتوصيها والدتها وهي تضع أصبعها علي قلبها «هذا هو المكان الذي يجب أن تدفني فيه أسرارك» وقبل أن تحتفل بعيد ميلادها السابع، تنتحر الأم بإطلاق رصاصة علي قلبها من مسدسها. فتنقلب حياتها رأسا علي عقب ويتغير كل شيء إلي الأبد وتقضي عقودا من عمرها وهي تحاول الهرب من رعب ماضيها وتقول فيما بعد «لا تستطيع أن تندم علي قدرك، مع أنني أشعر بالندم لأن والدتي لم تتزوج نجارا». وتروي سوليفان ان سيفتلانا بدأت تفهم مدي قوة والدها عندما كان عمرها 14 عامًا عندما لاحظت إحدي صديقاتها في المدرسة وهي تبكي لأن المباحث السرية ألقت القبض علي والدها خلال الليل وكانت والدة هذه الفتاة أعطت رسالة لابنتها أرادت من سفيتلانا إعطاءها لستالين. وبالفعل أعطت سفيتلانا الرسالة لوالدها في حضور أعضاء المكتب السياسي وهو ما ثار غضب ستالين الذي قال لابنته إن ال NKVD أو أعضاء الشرطة السرية لا يخطئون أبدًا. وعلي الرغم من إطلاق سراح والد صديقتها، تعلمت سفيتلانا درسا قاسيا في تلك الليلة وهو أن حياة رجل كانت تعتمد كليا علي كلمة من والدها الطفلة الصغيرة سفيتلانا كانت تلبس عرائسها ثيابا سوداء وكانت تقول «ماما ماتت وأريد ألعابي أن ترتدي ملابسها «وعندما كانت في المستشفي لتضع طفلها ومرت بظروف صحية صعبة ارسل لها والدها رسالة يقول فيها «الدولة تحتاج إلي أشخاص حتي أولئك الذين يولدون قبل أوانهم». في عام1967 بعد 14 عاما من موت ستالين تسببت سفيتلانا بفضيحة عالمية عندما هربت من الاتحاد السوفيتي إلي أمريكا وتخلت عن أطفالها في ظل الحرب الباردة بمعاونة احد ضباط المخابرات الامريكية ويدعي روبرت رايل ،فقد سافرت إلي الهند بحجة نثر رماد شيوعي هندي كانت ترتبط به بقصة حب ومن هناك لجأت للسفارة الأميركية في نيودلهي لتعود مرة أخري إلي الاتحاد السوفيتي عام 1984 ثم لتهرب مرة أخري عام 1986. خلال سنوات عمرها مرت سفيتلانا بأربع تجارب زواج فاشلة رزقت خلالها بثلاثة أطفال من ثلاثة من أزواجها كما ألفت عدة كتب حصلت من خلالها علي ملايين الدولارات وخسرتها بعد ذلك، قبل أن تموت في في 22 نوفمبر عام 2011. وهي شبه فقيرة في ويسكونسن وعمرها85 عاما وكانت تحمل الاسم المستعار لانا بيترز