أفرط في تدليل ابنته الوحيدة, ونصبهاأميرة. وأطلق المنافقون اسمها علي عطر جديد. وعندما انتحرت زوجته فرارا من صلفه, وهربا من قسوته. كانت ابنتهما في السادسة من عمرها. وانصاع الطاغية السوفيتي جوزيف ستالين لتلبية مطالبها, واغداق الهدايا عليها. لكنها عندما صارت شابة يافعة أذهلها بغلظة قلبه. فقد رفض زواجها ممن تحب وتهوي, وكان مخرجا سينمائيا. والأدهي أنه اقتاده إلي معسكرات الاعتقال والموت في أصقاع سيبيريا. ولكن سيفتلانا ظلت برغم انفراط وشائج علاقتها مع والدها, أميرة الكرملين لانها ابنة الطاغية. وهو طاغية بلغ أوج اكتماله الوحشي لحظة موته. فلم يجرؤ أحد من كبار المسئولين علي الاقتراب منه, وهو طريح الفراش في غرفة نومه لمدة خمسة أيام. كان في خلالها يعاني من سكرات الموت. وعندما تأكدوا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة مساء الخامس من مارس1953, تنفسوا الصعداء. وشرعوا في التنصل من تراثه الأسود الملطخ بدم ملايين الضحايا الأبرياء. لكنهم امتثلوا للنظام الشمولي القائم, ولم يغيروا مساره. وكان ستالين قد حكم الاتحاد السوفيتي بيد من حديد نحو ثلاثة عقود وعندما تقوض سلطانه, لم تعد ابنته المدللة أميرة الكرملين. فقد تم تجريدها من امتيازاتها. ولم تجد مخرجا من أزمتها سوي بالهرب من بلادها عام.1967 وهو ما حدث إبان زيارتها للهند بدعوي نثر رماد صديق هندي كان قد مات في موسكو, وتمكنت من الوصول إلي أمريكا بمساعدة عملاء المخابرات المركزية الأمريكية. وأصبحت تصريحاتها المناهضة لبلادها طلقات تصوبها أمريكا نحو الاتحاد السوفيتي إبان احتدام الحرب الباردة بينهما. وعندما نضب معين ابنة ستالين من الهجوم علي بلادها, أفل نجمها. ولم يعد أحد يحفل بها. وظلت تركض في متاهة أيامها وخواء حياتها دون أن يستقر لها حال. وعندما أعربت عن رغبتها عام1986 في العودة إلي الاتحاد السوفيتي. سمحوا لها بذلك وكان ميخائيل جورباتشوف الذي تولي السلطة في مارس1985, قد أرخي قبضة الكرملين عن عنق الحرية إلا قليلا, وبدأ في مشروعه للاصلاح السياسي. غير أن ابنة ستالين لم تحل لها الحياة في وطنها الذي أنكرته ذات يوم. وعادت إلي المنفي الاختياري في أمريكا, وأمضت سنواتها الأخيرة في بيوت المسنين. وماتت وحيدة منذ أيام. وعندما أعلنوا موتها, كانت تتردد أنباء هجوم عائشة الابنة المدللة للطاغية الليبي معمر القذافي ضد الثوار الذين أطاحوا به. وكانت عائشة قد هربت مع أبنائها وأمها وشقيقيها محمد وهانيبال إلي الجزائر. ومن هناك أرغت وأزبدت وهددت الليبيين بأن يوما سيأتي تندبون فيه سيدكم( معمر القذافي), كما يندب الشيعة مقتل الحسين. هلوسة عائشة جاءت بمناسبة مرور أربعين يوما علي سحل الطاغية وقتله. وكان شقيقها سيف الإسلام الوريث, الذي كان مبشرا بعرش ملك الملوك قد سقط في قبضة الثوار إبان محاولته للهرب. وتتردد أنباء أنه يدلي بأسرار يكشف فيها خفايا فلول الطاغية. وتمضي عائشة, كما مضت من قبلها ابنة الطاغية ستالين في طريق مسدود ولن ينقذ أميرة باب العزيزية حارسات القذافي الجميلات المدججات بالسلاح واللاتي كان يطلق عليهن اسم ابنته المدللة عائشة. وربما تعاطف بعض الناس يوما مع الابنة المدللة للطاغية ستالين, عندما قالت: كم كنت أود لو أن أمي تزوجت نجارا.. لكن عائشة لاتزال سادرة في غي هلوستها.. المزيد من أعمدة محمد عيسي الشرقاوي