نحمد الله أن بلغنا شهر رمضان شهر الطاعات والحسنات.. شهر الخير والصبر.. شهر التحلي بالخلق الحميد طمعاً في رضا رب العالمين. الكل يحرص في رمضان علي الصوم والعبادة، والصلاة في جماعة، والزكاة، والصدقة.. يعني يؤدي جميع أنواع العبادات وبانتظام وحرص شديدين.. ويتناسي البعض أن هناك عبادات أخري حرص عليها الإسلام، دين السلام والمحبة والرحمة. الإسلام دين عظيم لم يترك كبيرة أو صغيرة إلا وضع لها منهجا، وهو أسلوب حياة، الدين المعاملة، أي تعامل الناس مع بعضها.. فكانت الابتسامة في وجه أخيك صدقة.. والقوي من يملك نفسه وقت الغضب.. ولذلك أوصانا الرسول بقول «إني أمرؤ صائم عندما يشتد بنا الغضب «. كلنا نعلم سماحة الرسول ورحمته، ويجب ألا نكتفي بالعلم بل يجب أن يكون لنا فيه أسوة حسنة.. وأن نحرص علي قراءة سيرة الرسول لنتحلي بها، قدر حرصنا علي قراءة القرآن في رمضان حتي نتعلم كيف كان يعامل أعداءه قبل أصدقائه، ومدي سماحته مع من يؤذيه، علينا أن نستغل هذا الشهر في تقويم خلقنا وسلوكنا، وأن نتحلي بمنهج الرسول.. علينا أن نتحلي بروح الحب والصفاء والتسامح ويحب كل منا لأخيه ما يحبه لنفسه.. لا كره ولا حقد ولا كذب ولا مؤامرات ولا ذنب ولا نميمة.. علينا أن ندرب أنفسنا علي ذلك طوال الشهر الكريم. الإسلام ليس صلاة وصوما وزكاة . إنما هو منهج للتعايش ودعوة للحب.. فلنجعله شهرا للتصالح مع أنفسنا ومع غيرنا، وأن نستغل كل دقيقة في رمضان في صلة الأرحام والسؤال عن الأقارب والأصدقاء، وأن نتصالح مع من تخاصمنا معهم حتي يكتمل صومنا. كلام في الامتحانات جاءت شكوي طلاب الثانوية العامة من طول أسئلة الإمتحانات عامة.. وهذه الشكوي لها أساس، فواضع الأمتحان لا يخطر بباله أن الطالب يحتاج وقتاً للتفكير.. وقتاً لاستحضار ما حصله طوال عام.. وليس مجرد آلة تخرج ما في داخلها بمجرد أن يري ورقة الأسئلة.. الإمتحانات بالأسلوب الحالي لا تقيس مدي تحصيل الطالب واستفادته من المنهج الذي درسه.. وإنما تختبر قدراته علي الحفظ واستطاعته «ترجيع» ما حفظه في الامتحان ثم سرعان ما ينساه. طلب قبل بداية الامتحانات أن تغلب الرحمة علي واضعي الامتحانات وأن يتحلي المراقبون بالرأفة مع أبنائنا الطلاب، ومازلت أطالب خاصة مع استمرار الامتحانات في رمضان ارحموا أبناءنا يرحمكم من في السماء. و أهمس في أذن وزير التربية والتعليم الذي لا يريد أن يعترف أن المنظومة التعليمية كلها تحتاج إلي تغيير جذري وسريع، ارحم أبناءنا يرحمك من يسرب الامتحانات.. هذه الامتحانات التي فقدت الهدف منها بتسريبها.. الهدف من توحيد امتحان الثانوية العامة علي مستوي الجمهورية هو تكافؤ الفرص والمساوة وقياس مدي استيعاب الطالب لما درسه، والفروق بين مستوي ذكاء الطلاب.. وهذه أشياء مفقودة في الامتحانات. بس خلاص رب مضان رب كل الشهور. مرتب القضاة زاد 30% والصحفيين بعد ثورتين ينادون بالحرية وعدم الملاحقة القضائية.