أخوف ما أخاف علي أمتي هو اللغة التي ابتدعها الشباب علي الانترنت والتي تستخدم الحروف الانجليزية في كتابة الكلمات العربية والتي سماها البعض لغة»العربيزي»فهي تخلط العربية بالانجليزية ومن ثم فقد اضاعت الاثنتين، فلا أتقن كاتبها لغة الضاد ولا عرف اللغة الانجليزية، اذ تفتق ذهن الشباب عن ايجاد مفردات «رقمية» جديدة لحروف الابجدية العربية التي لا نظير لها في النطق في الانجليزية، فمثلا حرف الحاء، حوله مبتدعو لغة العربيزي إلي الرقم 7 فاذا اردت ان تكتب كلمة سبحان الله فستكون بلغة العربيزي Sob7anallah، وعلي هذه النسق ابتدعوا ارقاما توازي حروف الخاء والعين والهمزة. وقد جاءت هذه اللغة المكتوبة غير المنطوقة لتكمل الاجهاز علي اللغة العربية، بعد ان اصبح تعليم الانجليزية لاطفالنا هو الاساس واصبح الاباء والامهات يتباهون بالتواصل مع اطفالهم في المنتديات العامة باللغة الانجليزية كعلامة علي الرقي دون ان يدروا انهم يدمرون البنيان الثقافي والفكري لابنائنا، وويل لإمة هجرت لغتها. وقد تابعت خلال منتدي الاعلام العربي بدبي جلسة شيقة للدكتورة سهير السكري حذرت فيها من مرض «ازدواجية اللغة» الذي أصاب العرب فأصبحوا «أمة بلا لغة»، داعية إلي انشاء مراكز تنشئة للطفل العربي وفق مناهج علمية تعزز من ذكائه. وتناولت السكري التحولات التي طرأت علي المجتمعات العربية وقوضت من استخدامات اللغة الفصحي في تعاملها اليومي. وبعد أن كان الأطفال قبل بلوغ السادسة يتدارسون القرآن في الكتاتيب، عمدت كل من فرنسا وانجلترا إلي إلغاء هذا النهج عندما وضعتا اليد علي الدولة العثمانية، وذلك بعد دراسة أسباب قوة وصلابة الإنسان العربي وتمكنه من فتح البلدان المحيطة به، حيث توصلتا إلي أن الشخصية العربية تستمد قوتها من لغتها، وهو ما تعزز مع الوقت اذ اصبح اليوم تعليم الأطفال القرآن ينظر إليه في بعض الأوساط علي أنه ضرب من التشدد.وذكرت السكري أن الطّفل الأمريكيّ يدخل المدرسة ومخزونه اللغوي يحفل ب 16 ألف كلمة من قاموس اللّغة الإنجليزية، في حين يدخل الطفل العربي المدرسة وبحوزته 3 آلاف كلمة باللهجة العامية تعلمها من بيئته. وأبرزت السكري أهمية العلاقة التي تربط القرآن بالفصحي، حيث كان الرعيل الأول يحرصون علي إلزام أطفالهم بها، بجانب تحفيظهم ألفية ابن مالك، فترتفع بذلك حصيلتهم اللغوية إلي 50 ألف كلمة، تترك أبلغ الأثر علي شخصية الطفل قبل سن السادسة ما يعزز خياله وتعبيراته وإيمانه، إذ إن الروابط بين خلايا المخ تنكمش بعد سن 12 سنة، ولا يستطيع الطفل بعدها تعلم اللغة بسهولة. واذا اضفنا إلي كل ما قالته د.السكري دور الدراما التليفزيونية وبرامج التوك شو التي اصبحت تعلم النشء مفردات جديدة في السب والشتم واللعن والطعن، فلنترحم علي لغة الضاد. هل سمع احدكم عن مسلسل او برنامج ديني يتيم في رمضان؟