سيدي يا رسول الله، محمد بن عبدالله، صلوات ربي وسلامه عليك وتحياته وبركاته إليك، يا رحمة ربنا المهداة، ويا نعمته المسداه، ويا خير خلق الله، ويا شفيعنا يوم نلقي الله تشرفت بزيارتك، ووقفت أمام حجرتك، طالبا كريم شفاعتك، فرأيتني أقول، لأكرم رسول: يا سيدي قد جئت بابك سيدي ومكثت أدعو الله دون تردد فشعرت أني في أعز سعادة وبأن كل الخير أضحي في يدي وعليك أكثرت الصلاة بروضة فرأيت أني في مراقي السؤدد لم لا وأنت المجتبي والمصطفي؟ لم لا وأنت لنا المشفع في غد أنا لست أخشي الفقر في دنيا الوري وخزائن الرحمن لما تنفد أنا لست أخشي زلة أو ذلة خير البرايا شافعي ومؤيدي أنا لست أخشي من ظلامة ظالم أنا لست أخشي من عداوة معتدي أنا لست أخشي الضيم أو بطش العدا وأنا المقيم هنا بباب محمد وهكذا تتجاوب عواطف الموحدين في كل الأرض، في محبتهم لخاتم الأنبياء والمرسلين، الذي أمرنا من الله العزيز الحكيم بان نحبه ومن آثر محبة احد أو شيء ما أكثر من حبه لله ولرسوله فالوعيد له، لقول الله تعالي: »قل ان كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين«. وبين رب العزة سبحانه ان اتباع رسول الله »صلي الله عليه وسلم« دلالة علي محبة الله تعالي، وانه يستحق به الإنسان حب الله تعالي وغفران ذنبه حيث قال الله تعالي: »قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم«. وأمرنا الله سبحانه وتعالي ان نقتدي برسول الله »صلي الله عليه وسلم« ووضح لنا ان لنا فيه الأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر حيث قال الله تعالي: »لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا«. ومن أجل ذلك فان طريق الأمن والرخاء، والرشاد والسعادة دنيا واخري يتمثل في طاعة الله تعالي وطاعة رسوله »صلي الله عليه وسلم«. ولقد وضح لنا رسولنا »صلي الله عليه وسلم« طريق النجاة باتباع كتاب الله واتباع سنة رسول الله »صلي الله عليه وسلم«، حيث قال »صلي الله عليه وسلم«: »تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي« رواه الحاكم ومما لا شك فيه، اننا في هذه المرحلة التي تجتازها أمتنا نلمس كثيرا من التحديات التي تواجه الأمة، ونشعر بكثير من الابتلاءات، التي اصابتها، وللتغلب علي التحديات، والنجاة من الابتلاءات يجب علينا ان نبحث عن الأسباب لنتحاشاها، وعن مقومات النجاة والامان. فأما الأسباب: ففي مقدمتها البعد عن الله، والبعد عن الهدي النبوي الذي يأخذ بيد الأمة، لما فيه سعادتها دنيا وأخري، ولا ريب ان نجاة الأمة من الفتن ما ظهر منها وما بطن مرتبط بكتاب ربها وسنة نبيها »صلي الله عليه وسلم« فمن تمسك بهما لن يضل ابدا. ومن تلك الأسباب أيضا: العصيان وارتكاب الذنوب اذ انه لم ينزل بلاء الا بذنب، كما قال الله تعالي: »ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون« والمخالفات والمعاصي التي يحدثها البعض تؤثر في الجميع ويتأثر من جرائها الذين لم يرتكبوها كما قال الله تعالي: »واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة«. ولان المعاصي والمخالفات يتأثر بها الجميع فان من الواجب علي الأمة ان تأمر بالمعروف وان تنهي عن المنكر وان تجاهد البغاة والعصاة وان تقوم علي حدود الله لان الناس اذا لم يأخذوا علي أيدي العصاة أوشك ان يعمهم العقاب، وقد قال رسول الله »صلي الله عليه وسلم«: »مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا علي سفينة فأصاب بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها فكان الذين في أسفلها اذا استقوا الماء مروا علي من فوقهم، فقالوا: لو انا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فان تركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا وان اخذو علي ايديهم نجوا ونجوا جميعا«. وأما مقومات الامان والنجاة لهذه الأمة فيتضح بالتمسك بكتاب ربها وسنة نبيها، وتنقية مناخها من الآثام والرذائل، ومواجهة التحديات وبايجاز شديد: ان تقتدي برسولها »صلي الله عليه وسلم« الذي أمرنا الله تعالي ان تقتدي به حيث قال رب العزة جل شأنه: »لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا«. ومن أجل ذلك كانت محبة الرسول »صلي الله عليه وسلم« جزءا لا يتجزأ من العقيدة كما قال »صلي الله عليه وسلم«: »لا يؤمن احدكم حتي أكون أحب اليه من والده وولده والناس أجمعين«. وما ذلك الا لأن محبته تثمرا الاقتداء به، والاقتداء فيه السعادة للأمة دنيا واخري ولا نجاة ولا أمان ولا سعادة لهذه الأمة الا باتباع رسول الله »صلي الله عليه وسلم« ولن يصلح آخرها الا بما صلح به أولها باتباع رسولها »صلي الله عليه وسلم« لان اتباعه وحبه دلالة علي حب الله كما قال الله تعالي: »قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم« ولو ان الأمة اخذت تعاليم رسول الله »صلي الله عليه وسلم« وتدارستها بصدق وعناية، وطبقتها بجد ورعاية، لسعدت دنيا واخري، وأمنت من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونهضت بنصرة دينها فيترتب علي ذلك نصرها لان الله سبحانه وتعالي قال: »ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم«.