تصريحات كل المسئولين والمتصلين من قريب أو بعيد بعملية الانتخابات البرلمانية القادمة، تؤكد بما لايدع مجالا كبيرا للشك في انهم يبذلون غاية الجهد، كي تنعقد الانتخابات قبل نهاية العام الحالي، وفي غضون الأشهر القليلة القادمة بعد انتهاء شهر رمضان الكريم. وإذا ما صدقت هذه التصريحات، وأظن انه لايوجد سبب أو دافع لدي الجميع لعدم المصداقية،..، نكون أمام واقع يؤكد ان هذه الانتخابات أصبحت علي الأبواب بالفعل، بكل ما يعنيه ذلك من استعدادات وترتيبات كل القوي المهتمة بالانتخابات والمتطلعة لخوضها. وذلك يعني الاستعداد والتأهب من جانب القوي السياسية والحزبية للسباق الانتخابي، بما يتطلبه ذلك من حركة مكثفة، وتفاعل نشط في الشارع السياسي وبين الجماهير، سعيا للحصول علي ثقتها وتأييدها، بما يكفي لنجاح هذه القوي وتلك الأحزاب للحصول علي تمثيل مشرف في البرلمان. هذا هو المفترض، وذلك هو المتوقع من كل القوي والأحزاب المتواجدة علي الساحة السياسية، والتي تتطلع بكل شغف وقوة للدخول للبرلمان، والاستحواذ علي اكبر نسبة ممكنة من مقاعده. وهذا بالقطع تطلع مشروع، بل ومطلوب من كل الأحزاب والقوي السياسية ان تسعي لتحقيق ذلك، وان يكون لديها الرغبة والطموح اللازمين للوصول إليه وتحويله إلي حقيقة ماثلة علي أرض الواقع،...، شريطة ان تتوافر لهذه القوي وتلك الأحزاب المؤهلات والقدرات اللازمة لتحقيق ما تريد والوصول إلي ما تتطلع إليه وتطمح فيه. وهنا يصبح من الضروري واللازم إلقاء نظرة مدققة وخاصة علي الساحة الحزبية، وما يجري عليها من تفاعلات، وما يطرأ عليها أيضا من تطورات أومتغيرات، حتي نتبين علي أرض الواقع مدي الاستعداد وقدر الاستنفار والتأهب بين هذه الاحزاب وتلك القوي لخوض المعركة الانتخابية القادمة، ومدي قدرتها علي تحقيق نجاحات ملموسة في هذه الانتخابات. وفي ذلك يصبح لافتا للانتباه بكل الاندهاش والأسف ايضا، مايلمسه الجميع ويلاحظه الكل، من غيبة شبه تامة للتواجد الحزبي بين الجماهير، وغياب شبه تام لمعظم الأحزاب عن الانتشار في الشارع السياسي،...، وهذا أمرلابد من تداركه والسعي لمواجهته وتعديله، نظراً لخطورة تأثيره علي الانتخابات البرلمانية القادمة وشكل وتركيبة البرلمان القادم.