إذا لم يكن هذا الذي حدث ويحدث في القضية الخاصة بحديقة «الميريلاند» الشهيرة بمصر الجديدة هو موافقة ضمنية وغير معلنة علي الجريمة التي يجري ارتكابها هناك، والانتظار حتي تتم بالفعل وتصبح واقعا لا يمكن تغييره،...، فماذا يكون إذن؟! وفي اطار انعاش الذاكرة لدي المسئولين، رغم غلالة الصمت المفروضة من جانبهم تجاه ما يجري في «الميريلاند» نعيد ذكر الوقائع الخاصة بالموضوع لعلهم يتحركون لوقف الجريمة. تعود الوقائع إلي بدايات العام الحالي، حيث فوجئ أهالي مصر الجديدة والقاطنون بجوار «الميريلاند» بصفة خاصة، بعملية اجتثاث وتدمير للنباتات والأشجار القائمة بالحديقة، بغرض إقامة منشآت ومبان مكانها. بادر الأهالي خلال يناير وفبراير ومارس بالشكوي، لكل المسئولين في الحي وللمسئولين بشركة مصر الجديدة أيضا، لوقف مذبحة الاشجار وإنقاذ الحديقة التي كانت مكانا للراحة وللنزهة ومتنفسا لأهالي مصر الجديدة، ومعلما من المعالم الشهيرة للمنطقة،...، ولكن دون جدوي حيث لم يتحرك أحد ولم يستجب أحد لمطالبهم. اضطر الأهالي إلي اللجوء للإعلام، الذي تبني القضية، وهو ما دفع محافظ القاهرة ووزير البيئة للتحرك والقيام بزيارات ميدانية «للميريلاند» وأعلنا عن اهتمامهما بالموضوع ووقف مذبحة الأشجار، وبحث الأمر من جميع جوانبه، تمهيدا لاتخاذ الاجراء المناسب مع الاهتمام بمطالب أهالي مصر الجديدة. واستبشر الأهالي خيرا، خاصة بعد توقف عمليات التدمير وذبح الاشجار، وراودهم الأمل في عودة الحديقة إلي ما كانت عليه، وبقائها ملاذا ومتنزها ومتنفسا طبيعيا للأهالي وللراغبين في الهروب من التلوث، والساعين للراحة والمتعة البصرية في الحدائق والمتنزهات،...، ولكن ذلك لم يحدث للأسف. يقول الأهالي إن الأمور هدأت في الحديقة عدة أيام، واستمرت عدة أسابيع علي نفس الهدوء، وهو ما دفعهم للظن الحسن بأن القضية حسمت لصالح الحفاظ علي البيئة وانقاذ الحديقة والأشجار،...، ولكنهم فوجئوا بالأمور تعود إلي ما كانت عليه وعملية الانشاءات الخرسانية تعود للظهور من جديد بدلا من الاشجار والنباتات، في ظل صمت من جميع المسئولين. والسؤال الآن، هل يظل الحي صامتا وكذلك المحافظة ووزارة البيئة،...، أم سيتحركون؟! «وللحديث بقية»