لم يكن شاعرا عاديا، فقد عرف الراحل الكبير عبدالرحمن الأبنودي كيف يكون جزءا من نبض الشارع.. إنه نوع من رد الجميل من مواطن لشارع عايش أحاسيسه، فتغني الكبير والصغير بأغنياته، وعاشت كلماته مع الجميع ذكرياتهم بحلوها ومرها. يؤكد الحاج سيد سكر 62 عاما ان اغنية «ابنك بيقولك يا بطل» من افضل الأغاني التي كان يسمعها اثناء وجوده في الجيش ويقول: كنت حينها ابلغ من العمر 20 عاما وكانت البلاد في حالة حرب وكانت الاغاني الوطنية هي السائدة في جميع المنازل والمقاهي وكان عبدالرحمن الابنودي يتربع علي عرش الغناء والقصائد حينها. كانت القيادات بالقوات المسلحة تجعلنا نسمع هذه الاغاني لتحفيزنا علي الحرب وتشجعنا وترفع الروح المعنوية للشباب بالجيش المصري. أما عماد أيوب «موظف علي المعاش 62 سنة» فيشير الي ان الابنودي سيظل سجلا لتاريخ الشعب المصري وكل من يريد الاطلاع علي تاريخ مصر فليستمع الي الاغاني التي الفها وغناها عمالقة الغناء العربي خاصة عبدالحليم حافظ لتكون محفزات للشعب والشباب علي استرداد ارض سيناء المغتصبة. بينما فوجئ جمال نصر الدين 50 عاما عند معرفته بخبر وفاة الشاعر الكبير وقال: وفاة الابنودي وفاة للاغنية المصرية الاصيلة فكنت اعشق كل ما يؤلفه من اغان فنحن «بلديات» وكنت ارسل لخطيبتي اغنية «اه يا اسمراني اللون» لانها خمرية البشرة. أما رشدي حامد الذي يبلغ من العمر 60 عاما فيقول كنت أعشق سماع اغنية تحت الشجرة يا وهيبة وكنت اعاتب بها حبيبتي وزوجتي الحالية حين اغضب منها وأذهب لمغازلتها كنا نستمع الي كلمات هذه الاغنية التي كانت كفيلة برسم ضحكة حبيبتي وأنا اعشقها «لان صوتي وحش» ومازلت حتي الان استمع الي اغاني عيون القلب التي قامت بغنائها الفنانة الرقيقة نجاة الصغيرة. أدهشنا نور خليفة 20 سنة عندما تدخل في الحديث دون ان نسأله وقال: اعشق الاستمع الي الكينج محمد منير الذي غني ما ألفه الابنودي.. وأكد انه رغم صغر سنة يعشق اغنياته خاصة تلك التي غناها عبدالحليم حافظ. ويؤيده صديقه مصطفي نبيل 22 سنة ويقول: «لما بنتجمع بالليل بنحب نسمع اغنية يونس في بلاد الشوق وكانت أول مرة نسمعها اثناء وجودنا في رحلة الي محافظة اسوان. أما صديقهما وليد فوزي 34 سنة فيقول دائما ما استمع الي اغنية صباح «ساعات ساعات» بعد يوم شاق من العمل والجهد عند عودتي الي المنزل فمعها اتذكر الايام الجميلة وانسي جهد اليوم واتفاءل بالغد.