لله أن الحكومة استجابت لنداءات الناس بعدم تطبيق التوقيت الصيفي هذا العام ولم تخرج بفرمان من مجلسها ببدء العمل به اعتبارا من الخميس الاخير من هذا الشهر كالعادة.. فالحقيقة ان الملايين يرفضون ذلك بسبب بسيط وهو تأثيره المباشر علي الحياة والساعة البيولوجية للانسان من جهة ولانه لا يقدم مردودا ايجابيا مثلا بتقليل الفاقد من الطاقة او تعويضها فلم نسمع عن رقم واحد يؤكد ذلك ولانه اخيرا مصدر عكننة.. كنا نتساءل عن السبب في فرض هذ التوقيت الغريب ونتساءل أيضا لماذا لا تقدم الحكومة بدائل وكأن تطبيق التوقيت الصيفي الغريب صار فرمانا لا يقبل المساس او المناقشة علي نظام اللي عاجبه مع ان هذا الاسلوب لم يعد يجدي الان فراحة الناس النفسية والبدنية علي رأس اولويات اي جهاز او حكومة او دولة. الحكومة مطالبة ان تشرح لنا الحقيقة لماذا فرض التوقيت الصيفي وفي اي ظروف؟ ولماذا ألغي في حكومات سابقة؟ ولماذا عودته مرة اخري اذا كانت قد اقرته هذه المرة؟ والاهم من ذلك هل هو السبيل لحل مشكلة توفير الطاقة وبأي حجم يمكنه ان يساعد الدولة في ذلك؟ اسئلة كثيرة تحتاج لاجابات في عصر لا يمكن فيه ان تظل مطروحة ولا مجيب. علي بريدي عشرات الرسائل لم اجد من بينها واحدة مؤيدة لهذا التوقيت الغريب الذي كان سيتوقف العمل به مع بداية شهر رمضان واجازة العيد ليعود لنا مرة اخري ثم بعد اقل من شهرين اخرين يتوقف للتوقيت الشتوي وبمناسبة دخول المدارس مما يجعلنا نعيش في حيرة وقلق نحن بما نمر به من احداث في غني عنهما وعن اسبابهما ولكني استوقفتني رسالة من الأستاذ الفاضل هاني جلال الذي أورد مشكورا رأيا اعتبره مجديا لو فكرت الحكومة فيه ويعد من قبيل البدائل التي يمكن ان تطرح في مسألة هذا التوقيت. يقول هاني في الرسالة: اذا كان الهدف من التوقيت الصيفي هو توفير ساعة من ساعات اليوم من اجل توفير الطاقة بتقديم الساعة ساعة فلماذا لا تبدأ الدولة بتجربة ان يبدأ العمل في جميع المصالح الحكومية في السادسة صباحا بدلا من السابعة او في السابعة بدلا من الثامنة وبذلك نكون قد وفرنا الساعة التي تستهدف توفير الطاقة التي يتغياها التوقيت الصيفي خاصة وأن الشروق يأتي عند الخامسة بعد الفجر ونكون قد ضربنا عصفورين بحجر بعدم تغيير التوقيت الذي تعمل به كل الدنيا والذي يحدث لدينا عملية ارباك غير عادية ومن ناحية اخري حققنا هدف التوقيت الصيفي، اما الهدف الاكبر فهو تحقيق الرؤية الصائبة التي نادي بها الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما قال انا ابدأ العمل بعد الفجر وفي التبكير فوائد تتحقق مع بزوغ الشمس ودعا الناس كلهم وعلي رأسهم هو والحكومة وقادة الجيش والشرطة الي بدء العمل مبكرا وهي دعوة يجب ان تلقي ترحيبا لما تحققه في فوائد كثيرة وعلي رأسها تحقيق النشاط البدني. واذا كانت الحكومة قد لستجابت لنداءات الناس بارجاء العمل بالتوقيت الصيفي هذا العام فانها مطالبة باعداد دراسة كاملة عن لماذا تبقيه أو تلغيه في السنوات القادمة خاصة وان دراسات الرأي العام ترفضه تماما. إنني ادعو من له رأي في هذا الشأن ان يرسله لي لوضعه امام الحكومة وهي مطالبة ان تبحث من خلال الناس عن بديل يمكنه ان يحقق ما نريده بلا اي مشاكل او تأثير ينغص علينا حياتنا.