أعمدة الدخان تتصاعد من أحد الابنية خلال المصادمات فى تونس مقتل 42 سجينا حاولوا الهرب من سجن المنستير والجيش ينتشر لضبط الانفلات الأمني تولي فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب التونسي مهام رئيس الدولة مؤقتا، بعد إعلان المجلس الدستوري خلو منصب رئيس الجمهورية أثر فرار -الرئيس زين العابدين بن علي من البلاد ولجوئه إلي السعودية- وتقرر إجراء انتخابات رئاسية جديدة خلال 06 يوما وفقا للمادة »75« من الدستور التونسي. واصدر المبزع قرارا بتكليف محمد الغنوشي رئيس الوزراء التونسي بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وكان الغنوشي قد تولي صلاحيات الرئيس مؤقتا أول أمس، استنادا إلي المادة »65« من الدستور التي تترك الباب مفتوحا لعودة زين العابدين، ودعا إلي اجتماع أمس مع قادة جميع الاحزاب وقوي المجتمع المدني لبحث مستقبل الحكم في البلاد، غير ان الغنوشي تحت ضغوط شعبية ومعارضة من رجال القانون تقدم بطلب إلي المجلس الدستوري للاحتكام إلي المادة »75« والإعلان عن خلو منصب الرئيس واسناده مؤقتا إلي رئيس مجلس النواب. وبينما تعرضت مناطق عدة في تونس إلي أحداث شغب وأعمال نهب وانفلات أمني.. انتشرت قوات الجيش في عدد من المدن لفرض النظام ومنع أحداث العنف. وفي أول رد فعل مصري علي الأحداث.. أعلنت مصر في بيان صدر عن وزارة الخارجية احترامها لخيارات الشعب في تونس الشقيقة وثقتها في حكمة الاخوة التونسيين لضبط الوضع وتفادي سقوط البلاد في الفوضي. ودعت مصر في البيان التونسيين جميعا من أجل صون مكتسباتهم التي حققوها علي مدار عقود بعد الاستقلال والحيلولة دون أي تطور سلبي يعرض تلك المكتسبات للخطر. وأكد عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية ان ما يجري الآن في تونس له أبعاده التاريخية لأنه يمثل نهاية عهد وبداية عهد جديد في تونس، وقال اننا نتابع بالأمل والاهتمام بمجريات الأمل ونتمني ألا تؤثر أي قرارات قد لا يقبلها الناس إلي زيادة الاضطراب والتوتر. وأعرب عن أمله في توصل الوسط السياسي والشعبي التونسي إلي توافق في الرأي علي مستقبل تونس في إطار الدستور والحركة نحو المستقبل. واشار إلي ان القمة الاقتصادية العربية الثانية التي تعقد بعد غد في شرم الشيخ تأتي في لحظة مهمة جدا لها علاقة بمعالجة الكثير من المشاكل الاقتصادية كالبطالة والفقر والجوع. وقال ان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون غدا للموافقة علي جدول الاعمال النهائي الذي سيعرض علي القمة، موضحا انه سيكون هناك وقت كاف للتشاور في الأوضاع الجارية بتونس ولبنان والسودان وفلسطين. وكانت تونس قد شهدت الليلة قبل الماضية وحتي الصباح أعمال عنف واحداث شغب علي أيدي جماعات مسلحة تضاربت الأنباء حول انتماءاتها، وجابت هذه الجماعات الشوارع واحرقت المباني وهاجمت الناس والممتلكات في عدد من المدن، وبلغت أحداث الشغب ذروتها بمقتل 42 من السجناء أثناء هروبهم من سجن المنستير الذي شب فيه حريق هائل. كما احترقت محطة القطارات الرئيسية في العاصمة التونسية تماما، بينما اعادت السلطات فتح المجال الجوي. وحسما لأنباء متضاربة عن وجهة الرئيس بن علي بعد فراره من البلاد.. أعلن الديوان الملكي السعودي ان المملكة رحبت بقدوم الرئيس بن علي وأسرته إلي السعودية، تقديرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي.
