الوحدة الوطنية في مصر نعيشها منذ القدم واقعا مصريا ونمارسها فعلا يوميا حيث تتلاصق الدور وتتشارك القدور، ومآذن المساجد وابراج الكنائس متأخيه ومتناغمة، اذ ان النصاري وضعهم القرآن الكريم موضعا قريبا من قلوب المسلمين فقال سبحانه وتعالي: » ولتجدن أقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون« سورة المائدة الآية 28، وقد أوصي النبي صلي الله عليه وسلم بقبط مصر خيرا في عدة احاديث نذكر منها قوله عليه الصلاة والسلام: »ان الله عز وجل سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فان لكم منهم صهرا وذمة« اذا كانت هاجر زوج ابراهيم عليه السلام وأم ولده اسماعيل من مصر، كما كانت مارية القبطية زوج النبي عليه الصلاة والسلام وام ابنه ابراهيم ايضا من مصر. حتي إذا امتدت مسيرة التاريخ الحديث نري ثورة 9191 تحرص في نضالها ضد المستعمر البريطاني علي ان ترفع شعارها الوطني الخالد »الدين لله والوطن للجميع« وهو شعار يتمسك به الشعب المصري حتي اليوم، ولم تعرف مصر يوما فتنة طائفية حيث قال اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر: ان القبطي من الرأس الي القدم لايعدو ان يكون مسلما في عاداته ولغته وروحه، وما بين قبط مصر ومسلميها من الروابط ما يفوق بين مسيحيي مصر ومسيحيي أوروبا، وهي فعلا حقائق ثابتة يقينا لاننا جميعا نحيا تحت سقف وطن واحد في ظل المساواة بين الجميع دون تميز، وفي روابط من المحبة والصداقة والزمالة في شتي مجالات الحياة في مصر. يوسف يوسف محمد جمعة المحامي بالنقض ببورسعيد