لم يخطر ابدا علي بالي أن اسأل لماذا نزل القرآن الكريم باللغة العربية.. فأصبح علي كل الناس ولو كانت لغتهم الفرنسية أو الالمانية أو الصينية إذا أرادوا التعبد لله أن يلووا ألسنتهم وينطقوا القرآن باللغة العربية التي نزل بها حتي ولو لم يفهموه أو يدركوا معانيه؟ ثم لماذا جعل الله لغة أهل الجنة جميعهم هي اللغة العربية مهما أختلفت جنسياتهم ولغاتهم فيكون الحديث فيما بينهم بالعربية..؟ بل والأهم هو لماذا أختار الله نبي آخر الزمان صلي الله عليه وسلم من العرب وشرف العرب كلهم به وهو خير خلق الله وأحبهم اليه.. رغم أن العرب قبل عهد الرسول كانوا في أنحطاط شديد بلا ثروة ولا حضارة ولا مكانه حتي ان القوي العظمي في زمانه صلي الله عليه وسلم ممثلة في الفرس والروم وكانت تغير عليهم أو تحتل أراضيهم لهوان ما بين ايديهم فلم يتكبدوا مشقة السيطرة عليهم وإدارة شئونهم لضعفهم وفقرهم. ومع ذلك يختار الله سبحانه وتعالي رسوله منهم ويكلفه بنشر الرسالة المكملة والمتممة لكل الرسائل السابقة في كل الأرض ويبلغوا كل الناس ليس في زمنه فقط ولكن في كل الأزمان المنزلية بعده والي قيام الساعة! اسئلة مهمة جدا يجب ان تراود كل إنسان عربي مسلم من امة النبي الكريم. وإجابة هذه الاسئلة تحمل دلالات غاية في الاهمية علي قيمة العرب عند الله وتوضح لماذا أختارهم وكلفهم باعظم مهمة في التاريخ وهي إرشاد الناس لخالقهم ودعوتهم لعبادته وانتهاج النظام الذي وضعه الله للبشرية.. وهذا معني قوله «كنتم خير أمة إخرجت للناس» فهذه الخيرية مرهونة بقيام العرب بثلاث مهام كبري «تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله» فإذا قمنا بها كنا خير أمة وهذا ما فعله اصحاب النبي في قرنه والقرون التالية لبعثته فدخل الناس في أربعة اخماس الارض المعروفة في زمنهم في الاسلام.. أما إذا قعدنا عن هذا التكليف وتراجع في حياتنا وهذا ما حدث فعلا فإن الله يوكل امرنا الي انفسنا وكما دخل الناس في دين الله خرجوا منه بسبب قعودنا عن المهام التي ابتعثناالله لتحقيقها.. فمع الاسف تآمر الغرب علي العرب وتسلطوا عليهم وغزوهم بثقافات غريبة وعادات أغرب وفرضوا علينا نمط حياتهم والمؤسف اكثر أننا استجبنا ونسينا إختيار الله لنا وتجاوبنا معهم ورحنا نلهث وراء حياتهم وأصبحت الدنيا أكبر همنا ومبلغ علمنا وأصبح ما يأتينا من عندهم هو النموذج والصواب وتراجع ما يأمرنا به إسلامنا الي الخلف حتي صار بعضنا ينهي عن المعروف ويأمر بالمنكر.. فأرتفعت عنا نصرة الله بعد أن فككنا ايدينا من يده. القضية التي يجب ان تشغلنا الان هي ان يدرك الإنسان العربي قيمته وأن يعرف التشريف العظيم الذي كلل الله رؤوسنا جميعا به. فيسترد عزته وهيبته ويفهم مناط إختيار الله له عندما جعله من خير أمة أخرجت للناس. فالعرب ليسوا مثل اي قومية أخري فهم أهل الله وخاصته والتشريف واضح في نزول القرآن العظيم كلام الله بلغتهم وفي تشريفهم بأختيار احب خلق الله وخاتم رسله من بينهم وأمتد التشريف بأن جعل الله لغة أهل الجنة منهم! ونظرة سريعة علي ما فعله النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة الكرام والتابعين توضح بجلاء نصرة الله لهم وتعزيزه لجهدهم في نشر الدين عندما تحملوا مسئولية الدعوة لدين الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. وخروجهم الي الناس في كل مكان لإبلاغ هذا الدين للعالم.. فلماذا قعدنا عن هذا التكليف الالهي رغم وعد الله لنا بالجنة ووعيده بالنار لمن يخالفها؟