في الاسبوع الماضي دخل الطفل عبدالله رضوان حجرة العمليات لاجراء جراحة اغلاق ثقب في القلب في أحد المستشفيات الخاصة بالقاهرة تناول الطبيب النسكافيه أثناء العملية وتعطل جهاز الشفط اكثر من مرة.. فمات عبدالله. وقبله بايام قليلة دخلت صابرين عيادة النساء لتلد فخرجت منها إلي المقبرة.. ومات وائل بحقنة مضاد حيوي لان الطبيب نسي ان يعمل له اختبارا قبل الحقنة.. اما الطفل يوسف فقد ازال له الطبيب اللوز وترك مكانها قطعة شاش كادت تتسبب في موته لولا ستر الله. ... حالات صارخة لاهمال الاطباء أو اخطائهم والتي تودي بحياة الكثير من المرضي بدرجة اصبحت ظاهرة متفاقمة وأكبر بكثير من النسبة التي تظهر علي السطح, لان أغلب المرضي او ذويهم لا يلجأون لتقديم الشكاوي عند تعرضهم للإهمال. كما انها أصبحت لاتقتصر كما كان يعتقد البعض علي المستشفيات الحكومية او المستشفيات الخاصة الصغيرة والتي تفتقد المستلزمات الطبية وابسط المعايير الصحية المفروضة بل انها اصبحت ظاهرة في المستشفيات الخاصة الكبري. المشكلة انها تتزايد يوما بعد يوم ولا تجد من يسعي بشكل حقيقي لحلها او الوقوف علي اسبابها.. فالكل سواء في نقابة الاطباء أو وزارة الصحة يعرف اسباب هذه الاخطاء والتي تنحصر احيانا في الاهمال واللا مبالاة او تدني المستوي الطبي لكثير من الأطباء. وتجاهل التدريب لحديثي التخرج منهم, بالاضافة إلي الوضع المزري الذي تعاني منه غالبية المستشفيات سواء حكومية أو خاصة. كما ان عقوبات الاهمال غير رادعة ولا تنفذ بسبب حماية النقابة للأطباء التي تصرعلي أنها لا تحمي المهملين.. بل تدافع فقط عن شرف المهنة.. وأنا اتساءل بدوري هل شرف المهنة يقتصر فقط علي حرص النقابة علي التأمين علي الاطباء ضد اخطاء مزاولة المهنة من خلال التعاقد مع شركة تأمين تدفع مصاريف الدعوي القضائية علي الطبيب وقيمة التعويضات للمرضي مقابل اشتراك رمزي كما حدث مؤخرا. أم التعاون مع وزارة الصحة لايجاد حل لمنظومة صحية تحافظ علي حياة المرضي من الاهمال وتعاقب المخطئ وتصلح في الوقت نفسه من حال الاطباء والمستشفيات!