هل حقا صدر حكم قضائي ببراءة مبارك والعادلي من قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير. طوال 20 سنة في بلاط صاحبة الجلالة تربيت علي احترام أحكام القضاء.. وأن تقطيع ومحاكمة هذه الأحكام لا يكون إلا أمام المحكمة العليا التي تنظر الطعون عليها.. لكن الحكم في هذه القضية لا يخص المتهم وحده ولا النيابة وحدها.. لكنه يخص شعبا بأكمله ثار في وجه فساد المخلوع مبارك وحاشيته كما ثار في وجه فاشية المعزول مرسي وحاشيته. المحكمة التي أصدرت حكم البراءة هي التي تحدثت في حيثياتها عن فساد نظام مبارك وترهله وصراع أجنحته علي السلطة.. وهي التي قالت ان رجال شرطة أطلقوا النار علي الثوار ولكنها قالت إن ذلك كان بدافع شخصي منهم. جميعنا نتفق مع المحكمة في دور جماعة الإخوان وحماس في القفز علي السلطة، ودورهم في تخريب مصر لخدمة المشروع الامريكي القطري التركي.. ولكن من الذي سمح بتنفيذ هذا المشروع وظل يعقد الصفقات مع الاخوان طوال سنوات حكمه التعيس.. إنه مبارك. من الذي ترك حدود مصر نهبا لحماس وغيرها.. إنه مبارك.. من الذي قتل التعليم والصحة وسمح للفساد بالتفشي.. إنه مبارك.. من الذي دفع الشعب للثورة في 25 يناير.. إنه مبارك.. ومن الذي علم بسقوط القتلي والمصابين من ابناء شعبه في الميادين، وكان يملك وقف نزيف الدم لكنه لم يفعل.. إنه مبارك صحيح أن مبارك يستحق المحاكمة السياسية.. لكن المؤكد أيضا انه يستحق المحاكمة الجنائية.. فالدم الذي سال في رقبته.. وكان يمكنه وقف نزيف الدم لكنه لم يفعل. وحسنا فعل المستشار الجليل هشام بركات النائب العام عندما أكد ان النيابة ستطعن بالنقض علي حكم البراءة للجميع.. فالنيابة تمثل المجتمع الذي نهشه مبارك ورجاله.. وثقتنا لا حدود لها في قضاتنا الاجلاء بمحكمة النقض بأن العدالة ستترسخ علي أيديهم.. وأن المسئولية الجنائية لن تضيع في انتظار محاكمة سياسية لم ولن تحدث. الإخوان في السجون الآن يحاكمون علي جرائمهم والشعب لن يتركهم يفلتون من العقاب.. لكننا أيضا لن نترك مبارك وحاشيته الفاسدة يفلتون من العقاب. محكمة: اليوم.. العيد الوطني لدولة الإمارات الشقيقة.. تهنئة من القلب لحكام وشعب الدولة الشقيقة.. دولة لن ننسي مؤسسها الشيخ زايد رحمه الله المحب الأول لمصر وشعبها.. تهنئة من القلب للأشقاء في الامارات الذين لا يمكن ان ننسي دورهم التاريخي في دعم مصر وشعبها بعد ثورة 30 يونيو .. كما أن التهنئة واجبة للمفكر والكاتب الإماراتي سالم سعيد الكتبي علي صدور كتابه الأول عن فلسطين الشقيقة. كتاب يعتمد علي الأسلوب الرصين والتحليل العميق والمعلومات الغزيرة.. ويعكس وعي الكاتب وايمانه بالقضية الفلسطينية والوحدة العربية.