تسليم احد الضحايا لذويه علمت »الأخبار« أن أجهزة الأمن توصلت إلي معلومات مهمة في حادث التفجير الإرهابي الذي وقع أمام كنيسة القديسين ليلة عيد الميلاد.. تم التحفظ علي أشلاء جثة شاب في العقد الثالث من العمر تشير الدلائل أنه منفذ العملية الانتحارية.. بقايا الأشلاء عبارة عن رأس وأجزاء من الساقين وكومة من الأشلاء المتناثرة التي تطايرت بفعل قوة الانفجار حتي الطابق الخامس وعثر علي بقايا ملتصقة بحوائط الطوابق العليا بما يؤكد القوة التدميرية للانفجار.. وتشير الدلائل إلي أن صاحب هذه الجثة هو منفذ العملية الانتحارية حيث لم يتقدم حتي الآن أي شخص ببلاغات عن غياب أو فقدان أشخاص ممن كانوا متواجدين في الاحتفال بعيد الكريسماس أو من المارين بالشارع وقت الانفجار وأن جميع ضحايا الجريمة الغادرة تعرف عليهم ذويهم وتسلموا جثثهم وعددهم 81 فقط وليس 12 كما تردد بالإضافة إلي مرتكب العملية الانتحارية.. وقد استعانت أجهزة الأمن بجراحين علي أعلي مستوي لإعادة جمع أشلاء صاحب الجثة وضبط ملامح الوجه حتي يسهل التعرف علي شخصيته.. كما تم الاستعانة بأحد الفنانين لرسم صورة لملامح شخصية المتهم حسب الأوصاف التي أدلي بها عدد من شهود العيان وحراس الكنيسة وتشير الدلائل إلي أن باقي الأشلاء المتحفظ عليها بالمشرحة لا تشكل جثثاً أخري وإنما هي أشلاء للضحايا تم جمعها من مسرح الجريمة.. وقد تم أمس التعرف علي الجثث الثلاث المجهولة التي كانت غير واضحة المعالم وتحولت إلي أشلاء وتم تسليمهم لذويهم وأصدرت النيابة قرارها بدفنهم. وتشير الدلائل ومعاينة المعمل الجنائي وخبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي إلي أن مرتكب الجريمة نفذ العملية الانتحارية باستخدام حزام ناسف يحتوي علي كمية كبيرة من مادة »تي. إن. تي« شديدة الانفجار ورولمان البلي وقطع الحديد وصواميل وأنه كان ينوي ارتكاب الجريمة داخل الكنيسة وأنه أثناء دخوله الشارع فوجئ برجال الشرطة الذين كانوا يتولون حراسة الكنيسة فقام بتفجير نفسه أمام الكنيسة أثناء خروج رواد الكنيسة عقب انتهاء القداس حيث كان يريد إحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية.. ولم يتم العثور علي بقايا لأي حقائب يحتمل أنه كان يحملها وبداخلها المتفجرات. وتأكد لرجال الأدلة الجنائية عدم صحة انفجار سيارة مفخخة حيث تأكد أن الموجة الانفجارية التي تسببت في إحداث تلفيات وخسائر بالسيارتين اللتين كانتا متوقفتين بالشارع كان اتجاهاً من خارج السيارتين ولم تحدث أي حفرة بالشارع أو نقطة ارتكاز للتفجير بالسيارتين أو بالشارع مما يؤكد أن العبوة كانت محمولة من شخص انتحاري.. وقد تأكدت أجهزة الأمن من ذلك حيث تبين أن صاحب السيارة الاسكودا الخضراء أوقف سيارته بالشارع أمام الكنيسة انتظاراً لخروج أقاربه عقب انتهاء القداس وصعد السلم لإحضارهم وفي هذه اللحظة حدث الانفجار وكان الانتحاري قريباً من السيارة التي تلقت القوة الانفجارية وحدثت بها تلفيات كبيرة وانقلبت من شدة الانفجار. سيناريو الجريمة وتبين خلال التحقيقات ومعاينة خبراء الأدلة الجنائية أن شارع خليل حمادة الذي وقعت به الجريمة شارع مكتظ دائماً بالمارة وأن مديرية أمن الاسكندرية اتخذت جميع الإجراءات الخاصة بتأمين الكنيسة حيث تم تعيين 6 من رجال الشرطة حراسة علي الكنيسة هم ضابطين و4 أفراد وجميعهم مصابين ويرقدون حالياً بالمستشفي وأن خبراء المفرقعات قاموا يوم الحادث بعمل مسح كامل للشارع بأجهزة الكشف عن المفرقعات وتم منع وقوف أي سيارات أمام الكنيسة علي الإطلاق بينما كان وقوف السيارات في الناحية المواجهة بعد تفتيش السيارات بأجهزة الكشف عن المفرقعات. وتبين أن منفذ الجريمة دخل إلي شارع خليل حمادة بعد انتهاء القداس علي أمل الدخول إلي الكنيسة بصفته أحد الأشخاص القادمين لأخذ ذويهم لتنفيذ جريمته بالداخل وإحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية وأنه عندما شاهد رجال الشرطة ارتبك وعجل بتنفيذ الجريمة في الشارع بين الخارجين من القداس والذي يؤكد ذلك عدم إصابة أي شخص من المتواجدين داخل الكنيسة.