تعهدت "ديلما روسيف" الرئيسة البرازيلية الجديدة ب"التشدد في حماية المصالح العامة ومكافحة الفساد علي الدوام" وذلك في كلماتها الأولي للأمة خلال حفل تنصيبها في برازيليا. وتسلمت روسيف، الاقتصادية والناشطة المتمردة السابقة، رئاسة العملاق الأمريكي الجنوبي ذي ال 191 مليون نسمة، لتصبح الرئيس الاربعين وأول إمراة تقود البلاد. وأمام نحو 30 رئيس دولة اجنبية وشخصيات هامة حضروا مراسم التنصيب بينهم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والرئيس الفلسطيني محمود عباس وولي عهد اسبانيا الأمير فيليب، وعدت روسيف (63 عاما) بالبناء علي النجاح الاقتصادي الذي حققه سلفها ومعلمها "لويس ايناسيو لولا دا سيلفا" الذي يتمتع بشعبية قياسية. وقالت "وعدي هو تكريم المرأة وحماية الاكثر ضعفا وان أكون حاكمة للجميع والنضال الأهم لحكومتي سيكون العمل علي استئصال الفقر المدقع"، مضيفة "بامكاننا ان نكون بلدا اكثر تطورا وعدلا". كما تعهدت الرئيسة الملقبة ب"المرأة الحديدية" بحرب "بلا هوادة ضد الجريمة المنظمة" وذلك قبل استضافة بلادها لكأس العامل لكرة القدم عام 2014 والألعاب الأوليمبية عام 2016. وكانت روسيف قد بدأت خطابها بتوجيه تحية الي الرئيس لولا معربة عن اعتزازها بان تكون المرأة الاولي التي تتراس هذا البلد. واغرورقت عيناها بالدموع عندما عادت بالذاكرة الي ماضيها كناشطة شاركت في الكفاح ضد الدكتاتورية العسكرية (1964-1985) وقالت "خصصت شبابي للكفاح من اجل قيام برازيل افضل وتحملت الكثير في ظروف كانت في غاية الصعوبة، الا انني لا اكن الضغينة لاحد". واستغرق خطابها نحو 40 دقيقة وانتقلت بعدها الي القصر الرئاسي حيث سلمها الرئيس لولا الوشاح الرئاسي. ومنذ الصباح الباكر تحدي الالاف من جميع انحاء البلاد الأمطار الغزيرة واصطفوا لتحيتها بينما كانت في الطريق الي مكان التنصيب في سيارة رولز رويس طراز 1953 ويحيط بها مجموعة من الحرس النسائي. وترث روسيف اقتصادا تمكن من انتشال أكثر من 20 مليون برازيلي من الفقر اثناء سنوات لولا الثماني في الرئاسة بفضل سياسات الرعاية الاجتماعية التي انتهجها والادارة الاقتصادية المستقرة التي جعلت البرازيل جاذبة لمستثمري وول ستريت. كما تبدو العشر سنوات القادمة مشرقة مع وجود حقول نفط بحرية جديدة ضخمة من المقرر استغلالها ودورات رياضية عالمية مقرر استضافتها. لكن التحديات لا تزال كثيرة امام روسيف ومن بينها العملة المبالغ في قيمتها التي تضر بالصناعة والانفاق الحكومي الضخم الذي يزيد من التضخم والبيروقراطية سيئة السمعة التي تخنق الاستثمارات. واحتفظت ديلما ب11 من وزراء لولا بينهم وزراء في مناصب رئيسية مثل المالية والدفاع، لكنها اظهرت اختلافها بضم اكبر عدد من النساء في الحكومة في تاريخ البرازيل.