علي عكس ما قد يعتقد الكثيرون فقد بدأنا مباحثات «الكيلو 101» في 28 اكتوبر 73 من موقف قوة .. فعند وقف إطلاق النار لم تكن إسرائيل قد حققت هدفا سياسيا أو عسكريا .. ولم تكن قادرة علي زحزحة قوات الجيشين الثاني والثالث في سيناء والتي تسيطر علي 3 آلاف كيلومتر .. فأبطالنا البواسل يحتلون الشاطئ الشرقي لقناة السويس بطول 200 كيلومتر وبعمق من 12 إلي 17 كيلومترا ما عدا ثغرة صغيرة في الدفرسوار بطول 7 كيلومترات ملاصقة للبحيرات المرة تمثل نزيفا لإسرائيل فخسائرها تزداد وإخلاء القتلي والمصابين لا ينقطع ولا تستطيع العودة إلي شرق القناة . لم تكن المباحثات سهلة ولم تنته في يوم وليلة بل استمرت 23 اجتماعا ..وكان الاجتماع الأول في الواحدة والنصف صباحا واستمر 3 ساعات . . وأوضح الوفد المصري أن هدفه تنفيذ قراري مجلس الأمن حتي تتمكن قوات الطوارئ الدولية من تثبيت وقف إطلاق النار .. وتحدث الوفد الإسرائيلي عن السلام وتبادل الأسري وبقاء القوات علي ما هي عليه.. وانتهي الاجتماع بدون الوصول إلي خطوات تنفيذية...وعلي مدي 6 اجتماعات دارت مناقشات وتمسك كل جانب برأيه .. واقترح الإسرائيليون انسحاب قوات الجانبين 10 كيلومترات شرق وغرب القناة وإنشاء منطقة عازلة علي ضفتي قناة السويس لتعمل فيها قوات الطوارئ الدولية.. ورفض الوفد المصري ذلك لأنه يعني تخلينا عن كل المكاسب العسكرية التي تحققت من الحرب وفي اجتماع تال اقترح الإسرائيليون انسحاب قوات الجيش الثالث من شرق القناة إلي الغرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من «الثغرة» إلي سيناء.. ورفض الاقتراح أيضا لأن القوات المصرية لا تنسحب من ارض مصرية استردتها.. وفي اجتماع ثالث اقترحت إسرائيل الانسحاب من غرب القناة إلي سيناء وليس لخطوط 22 أكتوبر.. ووافق الجانب المصري علي ذلك علي ألا تقل المسافة عن 35 كيلومترا مع احتفاظنا بكل قواتنا شرق القناة .. ولكن الإسرائيليين لم يكونوا جادين في اقتراحهم.. وفي الاجتماعين الخامس والسادس دارت مناقشات حول الأسري والجرحي ووافق الجانب المصري في الاجتماع السادس علي تنظيم تبادل الأسري والجرحي بالتنسيق مع هيئة الصليب الأحمر .. وجاء هنري كسينجر وزير خارجية أمريكا يومي 6 و7 نوفمبر حاملا معه مشروع اتفاقية النقاط الست وعقد الاجتماع السابع في 11 نوفمبر وتم التوقيع علي الاتفاقية .. ومناقشتها في الاجتماعين الثامن والتاسع وبدأ تنفيذها فعليا في الثامنة والنصف من صباح 15 نوفمبر 1973 .. وتلا ذلك سلسلة من الاجتماعات تضمنت العديد من الاقتراحات الإسرائيلية المرفوضة.. وجاء هنري كسينجر واجري مباحثات مع السادات واعلن عن بدء تنفيذ اتفاق فض الاشتباك في 25 يناير ..وكانت الخطوة الأخيرة فيه في 5 مارس 1974 . «سلام سلاح» لأبطالنا البواسل الذين حاربوا اسرائيل حتي استردوا سيناء .. والذين يحاربون الإرهاب الآن علي ارض سيناء.