زجاجات المياه وحلل الطعام بدلاً من الدواء ومستلزمات العلاج مدير المستشفي : التحقيق مع 18 طبيباً للتقصير المدير المالي : لا نملك سيارة إسعاف
احذروا في مستشفي بنها الجامعي.. فهو ليس طريقا إلي العلاج ولكن إلي الوفاة، الداخل إلي المستشفي مفقود والخارج منه مولود ايضا .. صيحات وبكاء وأنين والم.. هذا أول ما وجدناه بعد دخولنا المستشفي . غرف المرضي في الكثير من الأقسام تعج بالقمامة وزجاجات الدواء الفارغة واواني الطعام والحقن المستعملة.. المستشفي يبدو وكأنه معقل لانتشار الأوبئة والأمراض، ترك الأطباء المرضي يعانون الامرين.. الفراش متسخ تماما والحشرات تتحرك بحرية علي اجساد المرضي وهم نيام والأغطية التي يستعملها المرضي بالية.اما عن النظافة داخل المستشفي فحدث ولا حرج. «الأخبار» رصدت الأوضاع المأساوية في مستشفي بنها الجامعي الذي تحول الي سبوبة لبعض الاطباء ومقبرة للمرضي. البداية صدمتنا من علي البوابة الرئيسية للمستشفي .. الباعة الجائلون يحاصرون المستشفي ومواقف الميكروباص العشوائية امام البوابة «بتحمل زباين عيني عينك» واصوات عمال المواقف المزعجة تملأ الاجواء و الباعة الجائلون، حولوا المنطقة لسوق. كانت البداية مع «أحمد عيد» موظف حكومي والذي اشتكي من دورات المياه داخل المستشفي وقلة أعداد الممرضين لافتا إلي أن الممرضين داخل المستشفي يحصلون من الاهالي علي أموال مقابل خدمة المريض والاهتمام به. وقال : «أن من لا يدفع للممرضين يتم اهماله» مضيفا أن معظم مرضي المستشفي من الفقراء ولا يستطيعون دفع هذه الاموال.وتنفس الصعداء وهو يقول : «حسبنا الله ونعم الوكيل» واضاف أن اسرة عنابر المرضي بدون ملايات أو اغطية بالإضافة إلي عدم النظافة داخل العنابر. وقال: «الحشرات خاصة الصراصير تتجول براحتها داخل العنابر.. وبنلاقي الصراصير ماشية علينا واحنا نايمين». بوجه شاحب غمره الهم ملامحه تحدثت إلينا زاهية غريب ابنة غريب فهمي علي «72 عاماً» ، مصُاب بنزيف بالمخ وقالت: «والدي حالته خطر.. دخل المستشفي بناءً علي أوامر الأطباء من خارج المستشفي بضرورة نقله وإجراء عملية بالمخ في أسرع وقت لان اللحظة سوف تفرق بحياته، ولكن عقب دخوله المستشفي هنا تركوه دون اي رعاية واشترطوا علينا ان نقوم بشراء ملابس الطبيب المعقمة الخاصة بإجراء العملية علي حسابنا وكل مستلزمات العملية الجراحية من أكياس دم وحقن ومفارش للسراير ولم يدخل العمليات الا بعد اكثر من 30 ساعة علي الأقل، وعقب خروجه من العمليه لم يأت طبيب ليطمئننا علي حالته الصحية. وبنظرات بائسة قابلنا محمد عبد القادر عبد الله شاب «24 سنة» «أرزقي» والذي قدم الي مستشفي بنها الجامعي لكي يعالج والده الذي يعاني من ورم علي الكبد وفي المخ .. يجلس بجانبه واضعا يده علي وجهه في انتظار الفرج وهو قرار المستشفي باجراء عملية الإستئصال , يقول محمد الشاب العشريني : « قدمت مع والدي منذ شهرين الي المستشفي وكل حاجة هنا «بفلوس» موضحا ان العلاج وتكاليف العمليات علي المريض حتي القطن والشاش «وبالطو» الطبيب الذي سيشرف علي الحالة يقوم هو بشرائه مثله مثل باقي عائلات المرضي الذين يضربون كفا بكف علي سوء الخدمة وابتزاز المرضي وأضاف عبد القادر بأن معظم الأشعة التي يطلبونها لا تجري داخل المستشفي واما في عيادات خاصة باهظة الثمن مضيفا بانه قام باجراء اشعة صبغية وتكلفتها 2000 جنيه خارج المستشفي يدلك عليها اولاد الحلال من العاملين بها سواء «أطباء او تمورجية وممرضين». وتقول السيدة عبد النبي، «65 عاماً»: «لاننا غلابة متبهدلين وبيعذبونا ونجد الحشرات والصراصير تسير فوق وجوهنا ونشاهد الفئران بجوار طعامنا ونحن كبار السن ومرضي ولانستطيع دخول الحمامات هنا من القذارة والقمامة والتلوث الموجود بها ، بعد ان تقدم بنا العمر لانجد في هذه الدولة يداً رحيمة تحنو علينا تشعر بالفقراء». وتابعت «السيدة»: «أمس كان هناك حالة بجوارنا داخل نفس الغرفة وكانت تستدعي تدخلا جراحيا ولكنهم اشترطوا عليهم ايضاً شراء جميع المستلزمات الطبية وملابس معقمة للطبيب والأدوية بعد الخروج من العمليات وهم لايجدون قوت يومهم، مما جعلنا نقوم بتجميع بعض النقود من باقي المرضي داخل المستشفي بمبالغ بسيطة لشراء المستلزمات لاجراء العملية». يؤكد د. أحمد يوسف «مدير مستشفي بنها الجامعي» بان المستشفي يعمل بكامل طاقته في جميع الايام وبدأنا في تحسين الخدمة وقدمنا 18 طبيبا للتحقيق لاتهامهم بالتقصير وعدم وجودهم في الاستقبال مضيفا بان اولويات المستشفي فتح الاستقبال وتوفير المستلزمات الطبية فنحن صرفنا 12 مليون جنيه مع العلم بان الوارد الينا من الوزارة 7 ملايين جنيه. أما ماجدة شاهين، مدير عام الشئون الإدارية والمالية بمستشفي بنها الجامعي فتشير إلي أن المستشفي يعاني من نقص حاد في المستلزمات والأجهزة الطبية والأدوية والعمالة من أطباء وتمريض وعمال نظافة أكفاء لافتة الي أن المستشفي لا يملك سيارة إسعاف مجهزة واحدة خاصة به لإغاثة المرضي و مصابي الحوادث، وأن المستشفي يستعير سيارة إسعاف قديمة عمرها اكثر من عشرين عاماً و متهالكة ولا يوجد بها اي أجهزة طبية من قبل مستشفيات وزارة الصحة، واستطردت قائلة: «سيارة اسعاف اللي يركبها يموت مش يتسعف» .