في قضية الحرب علي الإرهاب، لم تتعلم الولاياتالمتحدةالأمريكية الدرس، ولم تلتفت انها تسير في نفس الطريق الخاطئ الذي سارت فيه من قبل، عندما دعمت وشجعت التنظيمات والجماعات المتطرفة للتجمع لمحاربة الوجود السوفيتي في افغانستان، فكانت النتيجة ظهور ووجود تنظيم «القاعدة» الذي انقلب علي أبيه الروحي أمريكا وتحول لمهاجمته،...، وهو ما تم في الحادي عشر من سبتمبر 2001. تجاهلت الولاياتالمتحدة ما حدث منذ ثلاثة عشر عاما وراحت تشجع وترعي الجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، مثل «داعش» و «النصرة» و «السلفية الجهادية» وغيرها، علي الدخول الي سوريا والمشاركة الفاعلة في الحرب ضد الرئيس الأسد والسعي لتحطيم واسقاط وتفكيك الدولة السورية،...، ولم تتصور أن هذه التنظيمات يمكن ان تنقلب عليها وتتحول لمهاجمتها وتهديد مصالحها،....، ولكن هذا هو ما حدث. والولاياتالمتحدة في دعمها ورعايتها «لداعش»، وتكليفها لشركائها الأوروبيين وحليفتها تركيا وذيلها القطري، لتنظيم وتدريب وتسليح وتمويل مشاركة هذه التنظيمات والجماعات المتطرفة والإرهابية مثل داعش والنصرة وغيرها في الحرب الأهلية السورية، كانت تنطلق في الأساس من نقطة ارتكاز رئيسية وهي، السعي الحثيث لتحقيق الرؤية الأمريكية لاعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة العربية وقيام الشرق الأوسط الجديد. كان ذلك هو المستهدف ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي سفن الإدارة الأمريكية، وانقلب السحر علي الساحر، فإذا «بداعش» تصبح خطرا علي أمريكا، وتهدد مصالحها في العراق، وتكاد تستولي علي المنطقة الكردية في العراق بما فيها من بترول وثروات أخري،.....، بل وتهدد المشروع الأمريكي في التقسيم الفعلي للعراق واقامة الدولة الكردية بجوار دولة سنية وأخري شيعية، والذي يتبعه أيضا تقسيم سوريا وليبيا ومن قبلهما اليمن، ومن بعدها كل دول المنطقة. وفي ظل ذلك، وبعد ان توغلت داعش في العراق واصبحت خطرا حقيقيا علي المصالح الأمريكية هناك، وتهديدا مباشرا لمسار الرؤية الأمريكية للمنطقة، تنبهت ادارة الرئيس أوباما، واطلقت صيحتها واعلنت الحرب علي «داعش» ونادت المجتمع الدولي لتحالف واسع ضد داعش،....، تماما مثلما فعلت من قبل منذ ثلاثة عشر عاما في الدعوة للحرب علي القاعدة. ولكن اللافت للانتباه ان الدعوة الأمريكية التي أعلنها أوباما هي للحرب علي داعش فقط وليست للحرب علي كل الإرهاب وكل الإرهابيين،...، وهذا غريب ومريب في ذات الوقت.