مجموعة من شرطيات داعش الحديث عن النساء في الحروب يأتي دائما من منظور كونهن ضحايا قتلن أو اصبن في المعارك أو فقدن زوجا وعزيزا ولكن الحديث عن نساء داعش ونساء الاكراد يكشف لنا ان للمرأة وجوها أخري في الصراعات أختلفت بعض الشئ عن الماضي رغم أنهن في النهاية لازلن ضحايا. فعلي الحدود السورية العراقية تقاتل محاربات الأكراد ضد مقاتلي داعش في معارك يومية بدأت قبل ثلاث سنوات في سوريا وامتدت لتشمل العراق بعد الإعلان عن قيام دولة الخلافة الإسلامية. ومنذ التسعينيات تقاتل نساء الأكراد تحت قيادة حزب العمال الكردستاني الذي صنفته امريكا ودول الأتحاد الأوروبي ضمن المنظمات الإرهابية بعد مطالبتهم بالاستقلال عن تركيا. ومع ظهور داعش وضعت الازمة أمريكا والأكراد في قارب واحد واصبحت أمريكا تدعم الاكراد لأن المصالح اتفقت علي الا يتمدد نفوذ داعش أكثر من ذلك في الاراضي العراقية والا تسيطر علي المناطق الكردية الغنية بالنفط ونسبتها10% من انتاج العراق. في المقابل الاكراد لا يرغبون في العودة لسلطة الحكومة العراقية ويريدون الحفاظ علي استقلالهم وربما تحقيق حلم إقامة دولة كردية. بدأ إستخدام النساء الأكراد في الحروب لاول مرة عام 1996 خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين حيث كانت القوات الكردية تدرب النساء علي القتال لمحاربة قوات صدام لذا تمتلك السيدات الأكراد خبرة قتالية كبيرة حتي أن ثلث القوات الكردية المقاتلة في سوريا من النساء، كما انهن يقاتلن في الصفوف الأمامية ويصفن أنفسهن بأنهن أشجع من الرجال وعلي إستعداد ان يفجرن أنفسهن أكرم لهن من ان يقعن في أسر قوات داعش. وتسري بينهن مقولة انه عندما يري مقاتلون داعش أي أمرأة كردية مقاتلة يرتعدون خوفا لإعتقادهم أنهم إذا قتلوا علي يد إمرأة لن يدخلوا الجنة. الموت والسبي وتقاتل الكرديات في جنوبسوريا كي يحمين عائلاتهن من قوات بشار الاسد ومقاتلي داعش لذا أقمن ما يعرف ب» وحدة حماية الشعب». ويعد جيش الأكراد من الجيوش الاسلامية القليلة التي تسمح للنساء بالانضمام الي صفوفها. والان اصبحن يدربن كثير من النساء والفتيات العراقيات من الايزيديات الهاربات من الموت والسبي والاغتصاب علي يد داعش كي يقاتلن معهن وانضمت نحو 7000 متطوعة لقوات الاكراد الخاصة بحماية المدنيين. بينما لا توجد أرقام دقيقة عن أعداد جيش الكرديات، الا انه تنشر كل فترة ارقام عن عدد القتلي حيث تشير آخر التقارير إلي مقتل 24 جندية في المعارك التي دارت علي الجبهة السورية في اغسطس الماضي. قتال الكرديات بضراوة جعل الغرب يعيد النظر في تقييم وضع حزب العمال الكردستاني إذ يري كثيرون أن الحزب لم يعد يستخدم العنف كوسيلة للنضال منذ سنوات طويلة، وبالتالي لا داعي لوضعه علي قوائم المنظمات الإرهابية.أما في داعش فالأيديولوجية مختلفة حيث تعتبر نساء داعش أن وظيفة المرأة الأساسية هي رعاية الأطفال والزوج وعدم الخروج للقتال. ومع ذلك فقد أنشأت داعش قوات شرطية نسائية لحماية سجونها كما هو الحال في سجن الموصل. وتنتشر الشرطة النسائية في المدينة لمراقبة التزام النساء بالخمار ويضربن كل من لا تلتزم بالزي الشرعي. بنت أسامة وظهرت فكرة تجنيد النساء في الدولة الإسلامية في سوريا فور سيطرة داعش علي مدينة الرقة وقام التنظيم بتأسيس كتيبتين للنساء الأولي تحمل إسم "الخنساء" والثانية باسم "أم الريحان"، ومهمتهما شرح تعاليم الإسلام للنساء والقيام بمهمات التفتيش علي الحواجز، وتحصل المجندات الداعشيات علي راتب شهري قدره 200 دولار فقط، ومن شروط الالتحاق بكتائب داعش النسائية أن تكون الفتاة عزباء وألا يقل عمرها عن 18 عاما ولا يزيد عن 25.و تمتلئ وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية بقصص لشابات وسيدات جندتهم داعش وتتشابه القصص في أمرين أن أغلب الحالات لفتيات صغيرات تتراوح أعمارهن بين 18 الي 24 عاما ومعظمهن ألتحقن بالجامعات ومن القصص الغريبة حكاية امرأة تطلق علي نفسها بنت أسامة وهي فتاة بريطانية كانت تدرس في كلية الطب قبل أن تذهب لسوريا وتصبح طبيبة داعش وهي واحدة من بين 60 بريطانية يتواجدن في الرقة بسوريا كما تشير صفحاتهن علي الانترنت التي تخضع لمراقبة المخابرات البريطانية منذ 18 شهرا. وتصف بنت اسامة ما تفعله في داعش بأنه وظيفة العمر. وتنشر عددا من التويتات الطبية عبر حسابها وعددا من آرائها فتمتدح الخنساء وتبدي موافقتها علي الاجراءات العقابية التي تتخذها داعش ضد النساء اللاتي لا يطبقن الشريعة علي حد قولها. وبدأت عمليات التجنيد عبر غرف الدردشة وتم التعارف والزواج من مقاتلي داعش ثم تولت بعد ذلك الفتيات القادمات من الغرب تجنيد المزيد من الفتيات عبر حساباتهن ومدونات داعش علي شبكات التواصل الاجتماعي. وتشكل النساء الاجنبيات 15% من سيدات داعش. والبعض يقدر عددهن في العراق ب 200 سيدة جئن من 14 دولة حول العالم ولكن الواقع يشير إلي زيادة العدد عن ذلك بكثير ويصعب إحصاء عددهن بدقة بسبب القتال الدائر.وأغلب الاجنبيات الداعشيات في سوريا قادمات من بريطانيا وفرنسا.وبعد حصول داعش علي 425 مليون دولار من بنك الموصل أعتبرت داعش اغني جماعة في العالم وتستغل هذه النقود في تجنيد المزيد من النساء والشباب من دول العالم المختلفة الذين يذهبون للقتال بدعوي الجهاد.