يري هؤلاء أن «الاستاذ» يحقق بفضل الله وأسلوب حياته المنظم جداً الدقيق جداً نوعاً من «الإعجاز» وهذا ما يجعلني اتوقع وأتمني أن نسعد ونستمتع بعطائه طبعاً مجرد النطق بكلمة «الأستاذ» ينصرف الذهن فوراً إلي اسم «محمد حسنين هيكل» الذي اعترف الجميع باستاذيته، حتي من اختلفوا معه احياناً فيالرأي او الموقف، ذلك لأنه بتاريخه الحافل من عظيم العطاء جعل كلمة «أستاذ» تعني «هيكل»، فقد وضع لنفسه منذ اللحظات الاولي التي شق فيها طريقة في عالم الصحافة، برنامجاً محدداً ينهل خلاله من بئرالثقافة بمختلف مجالاتها، وامتلك ناصيتَيْ اللغتين العربية والانجليزية، ثم حدد خطواته فمارس في مراحله الاولي مهمة «المراسل الحربي» الذي تنقل في جبهات القتال العالمية، ثم اثناءحرب فلسطين 1948 التي شهدت أول لقاء له مع جمال عبد الناصر. ولعلني بتجربتي الشخصية كمراسل حربي للإذاعة فيحرب أكتوبر أدرك جيداً قيمة وأهمية وخطورة تلك المهمة التي اقبل عليها «هيكل» في سنوات عمله الاولي. ومن تحصيل الحاصل ان استعرض الآن مراحل وملامح الاستاذية سواء من خلال مقالاته وكتبه التي ترجمت إلي معظم لغات العالم أو علاقاته الوثيقة مع كبار القادة والمسئولين والصحفيين في مختلف انحاء العالم، وقد لمست بنفسي مكانته العالية عندما كنت مستشاراً إعلامياً لمصر في انجلترا ولاحظت كيف أنه عندما يزور لندن يستقبله في مطار «هيثرو» وزراء وصحفيون بارزون. لا أتحدث أذن عن المشوار العظيم للاستاذ وإلا احتجت إلي كتب ومجلدات تستوعب تفاصيل وأبعاد هذا المشوار الذي أتيح له فيه أن يتابع بفكره وقلمه أحداث وتطورات مصر منذ العهد الملكي ثم العصر الجمهوري بدءاً من ثورة يوليه ومراحل الرؤساء نجيب وعبدالناصر والسادات ومبارك ومرسي والسيسي وقدم لنا الرؤية العميقة للأحداث والتطورات والثورات،ليضيف إلي صفة الاستاذ صفة «الإعجاز» فقد - أطال الله في عمره - لم يتوقف عن عطائه بنفس المستوي من القدرة الفذة في التحليل العميق لا يخونه «تاريخ» ولا تفلت منه «واقعة»، ويستشهد «بالاشعار» حتي أن البعض يري في أدائه - وقد تجاوز التسعين - مالا يتوافر عند شاب في العشرين ويري هؤلاء أن «الاستاذ» يحقق بفضل الله وأسلوب حياته المنظم جداً الدقيق جداً نوعاً من «الإعجاز»، وهذا ما يجعلني اتوقع وأتمني أن نسعد ونستمتع بعطائه حين يتجاوز «المائة عام» بمشيئة الله. كلمة ورد غطاها بمجرد أن صدمنا نبأ رحيل عملاق فن الكاريكاتير «مصطفي حسين»، وجدتني التفت بذهني تجاه توأمه الفني والصحفي اسطورة الكلمة الساخرة «أحمد رجب» وانقبض قلبي عندما توقعت أن يلحق برفيق العطاء المبهر «مصطفي حسين»، وللأسف تحقق ما توقعته، ولحق الكاتب بالرسم.. لكنهما يتحديان النسيان والأيام فهما برصيد أعمالهما باقيان بيننا حتي وإن غابت أجسادهما. لأنه «السيسي» ولأنها «مصر».. كان لابد من مصارحة أمريكا وحلفائها بما يكشف ابعاد مخططهم الذي قصروا فيه المواجهة مع «داعش» فقط، فقالها لهم السيسي: «المواجهة الحقيقية لابد ان تكون مع جميع التنظيمات الارهابية بما يحمي المنطقة من كوارثها وما تشعله من صراعات طائفية». القرضاوي سعيد جداً بمذابح «داعش» وجرائمهم ضد المسلمين وغير المسلمين حتي أن «الشيخ!!» واتته الجرأة ليعلن رفضه لأي عمليات عسكرية ضد التنظيم الارهابي التكفيري، ولم يزعجه ما يقع من مذابح تسيء للإسلام وتعيد ظاهرة «الإسلومو فوبيا». هذا وليس من المستغرب أن يكون موقف القرضاوي هو نفس موقف جماعته الإخوانية التي تتحفظ هي الأخري علي أي إجراء ضد «داعش»، وكأنها تعلن مساندتها لمن يخرجون من تحت عباءتها المضللة. وللإسلام رب يحميه من هؤلاء وكل المتاجرين به المسيئين إليه!