بدأت الخناقة قائلة « طيب.. هو السادات وعبد الناصر كانوا ايه؟ يا حاج علي.. اغنية النسر المصري شق السما اللي انت غنيتها واحتفالات اكتوبر.. مش كانت في ال30 سنة دول برضك..؟! الناس في بر مصر المحروسة أعصابها تعبانة، روحها أصبحت عند طراطيف مناخيرها، تنفجر في وجوه بعضها لأتفه الأسباب، الخلاف في الرأي الآن يفسد للود 100 الف قضية، الناس لم تعد تطيق بعضها، في البيت خناقات، في العمل خناقات، في الشارع خناقات، في الاسواق خناقات، في المواصلات خناقات، لكي تقضي مصلحة في اي قطاع او مؤسسة حكومية فلابد ان تكون جاهزا لسلسلة من الخناقات، ان كنت من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي « فيس بوك وتويتر»، فسوف تجد اثناء تجوالك بصفحات المسجلين لديك مشاهد من الخناقات بالكلمة والصورة والفيديو، علي صفحتك الخاصة تصلك عشرات الخناقات والاشتباكات اليومية بين اناس لا يعرفون بعضهم البعض، في بريدك الاليكتروني تفاجأ بعشرات الرسائل التي تنهال عليك يوميا من أناس تعرفهم وآخرين لا تعرفهم، رسائل قد تكون في انتظارها، واخري من اطراف لا تعرفها لكنك تجد نفسك مضطرا لفتحها لمعرفة ما تحمله من خناقات تتفجر في وجهك بالخطأ، مسكين المصري الذي عاني ومازال يعاني من تدعيات ما جري له خلال السنوات الثلاث العجاف السابقة التي ضيقت عليه حياته، وجعلته الإنسان الاول في العالم من حيث درجة التوتر، وسرعة ودرجة رد الفعل الغاضب، نتاج طبيعي لثقافة الزحمة التي دفعت الناس دفعا لأن يعطي كل واحد كتفا قانونية وغير قانونية لمن بجواره حتي يفسح لنفسه موضع قدم علي الارض، أو مربع في طابور طويل، أو التدافع الاضطراري اليومي لبوابات الحشر امام المترو، والكعبلة علي الارصفة بين طاولات الباعة المحتلين لكل شبر وكل بلاطة، والله المصري يا اخوانا له الجنة ! في واحدة من خناقات الفيس بوك التي وصلتني، خناقة من طرف واحد، حتي الآن، اشعلتها الفنانة سماح أنور علي صفحتها ردا علي زميلها الفنان علي الحجار، فكتبت تقول:» علي الحجار مع عمرو أديب ومذيعة تانية "غلابوية" كده مش عارفة اسمها بتقدم القاهرة اليوم معاه.. المهم.. علي الحجار بيقول « احنا لما كنا بنقول يسقط حكم العسكر ماكانش قصدنا الجيش المصري..احنا كنا نقصد 30 سنه ماكانتش عاجبه حد خالص»، سماح بعد نقلها لكلام زميلها بدأت الخناقة قائلة « طيب.. هو السادات وعبد الناصر كانوا ايه؟ يا حاج علي.. اغنية النسر المصري شق السما اللي انت غنيتها واحتفالات اكتوبر.. مش كانت في ال30 سنة دول برضك..؟!، لم تصبر سماح أنور لحين رد الحجار عليها، فأرادت ان تغلق الخناقة بعبارة « الله يخرب بيت التعليم الاخواني.. قصدي المجاني !» الكهرباء في بر مصر المحروسة أصبح لها « شعرة » ، ساعة تروح وساعة تيجي، ساعة ونص ضلمة وحرخانق وعرق وتلزيق، وسب ولعنات لا تتوقف بعد رجوع التيار، عندما تكتشف سيادتك ان ماتور التلاجة اتحرق، ولا المكيف عطل، ولما تجيب الفني يقول لك « البقية في حياتك، الكمبريسور اتحرق، ما تفكرش تصلح، انسي وهات تكييف جديد بدل ما تدخل في موال ملوش آخر، الموال اللي مالوش آخر ده انا واحد من ضحاياه، والاستاذةالفاضلة شريفة التابعي ابنة استاذنا الراحل الكبير محمد التابعي اللي بتصرخ من انتظام انقطاع التيار خمس ست مرات في اليوم، وكل ما تصلح التكييف تجيله السكتة القلبية، رحلة شقاء ومعاناة تثبت ان علي المتضرر ان يخبط رأسه في الحيط !