اعضاء جمعية السجاد بالقرية يصممون تابلوهات فنية جديدة تعتبر قرية ساقية أبو شعرة من أشهر المناطق التي تصنع السجاد اليدوي الحريرالذي يصدر إلي الخارج ويرجع تاريخها للعصور الفرعونية فهي من القري المصرية القديمة التي تعاقبت عليها عصور وحضارات مختلفة من فرعونية ويونانية ورومانية وإسلامية فهي من القري المصرية القديمة التي ظلت محتفظة فقط بصناعة السجاد فتجد علي مدار تاريخها في كل منزل نول نسيج يدوي وفي كل تخطيط لمنزل بها مكان لوضع نول النسيج حتي أصبح من مكونات المنزل الرئيسية وهي قرية تتبع إداريا مركز أشمون بمحافظة المنوفية تقع علي البر الغربي لفرع دمياط شمال القاهرة بحوالي 60كم يحدها شرقا نهر النيل فرع دمياط وغربا قرية سنتريس وشمالا قرية الفرعونية وجنوبا قرية شنواي فوجئ الرئيس حسني مبارك اثناء زيارته لفرنسا عندما وجد علي أحد حوائط قصر الإليزيه سجادة معلقة وعليها عبارة »نسجت في ساقية أبوشعرة« فعاد الرئيس من فرنسا متوجها لزيارة هذه القرية أيضا ليري علي الطبيعة أنوال بيوت ساقية أبوشعرة التي طافت منتجاتها دول العالم والتي قدمت نموذجا وضربت مثلا يحتذي في القضاء علي البطالة وبعد انتهاء الزيارة أهدي أهالي القرية للرئيس مبارك سجادة نسج عليها علم مصر وتعتبر القرية عاصمة صناعة السجاد اليدوي في الشرق الأوسط يبلغ عدد سكان القرية حوالي17 ألف نسمة ويعمل 80٪ منهم في صناعة السجاد الحرير البداية غالباً ما تكون من الطفولة المبكرة ففي سن سبع سنوات يبدأ الطفل في تلقي مهارات صناعة السجاد والتعامل مع الخيوط الحريرية لينسج بها تحفة فنية تباع في الاسواق بآلاف الجنيهات وتحظي منتجاتها بشهرة عالمية حيث تقوم القرية بتصدير نحو 3500 ألف متر مربع سنوياً من إنتاج السجاد المصري ويتم الاحتفاظ بسجادها في القصور والمتاحف العالمية. وفي جولة داخل القرية اكد الحاج عبد المنعم سعيد وهو من أقدم العاملين في صناعة السجاد الحرير يدوياً في ساقية أبو شعرة إلي أن السجادة الواحدة قد تستغرق عدة أشهر للانتهاء منها وتتراوح تكلفة المتر الواحد من هذا السجاد ما بين 1300 إلي 1500 جنيه ونبيعها للتاجر بمبلغ 1700 جنيه للمتر بينما يقوم التاجر ببيعها للزبون بنحو 3000 آلاف جنيه للمتر فالسجادة اليدوية المصرية المصنعة من الحرير تتمتع بسمعه وشهرة طيبة بين الشينوا الصيني والسجاد الأفغاني والزرابي المغربي. واشارالشيخ خالد مدرس بالمعهد الأزهري في القرية الذي يمتلك ثلاثة أنوال في منزله انه يعمل عليها هو وأبناؤه وزوجته وأكد ان الجميع في القرية نشأ من خير هذه الحرفة التي اغنت عن انتظار الوظيفة وأي شاب هنا لا يحمل هم العمل لان العمل هنا مضمون فالطفل الصغير الذي لا يتجاوز عمره الثماني سنوات يحصل علي أجر يومي لا يقل عن جنيهين يتم زيادته كل فترة وفقا لمدي إتقانه للمسافة بين العقد وسرعته وقدرته علي تمييز الألوان من لوحة الرسم التي يعمل عليها وأعلي أجر يومي لدينا يصل الي 15 جنيها والحقيقة التي لا جدال فيها أنه لا يوجد لدينا عاطل وتلك نعمة. واشارت كريمة 30 سنة إحدي نساء القرية قائلة انها بدأت العمل بصناعة السجاد منذ طفولتها المبكرة كنت تعود من المدرسة لتجلس علي النول لمساعدة والدها وأخوتها الكبار في العمل وتضيف عادة ما يستمر التدريب لمدة 4 أشهر حتي يسمح لنا بعد ذلك بالعمل بمفردنا هي مهنة شاقة وليست سهلة كما يعتقد البعض فليس من اليسير الجلوس علي مقعد لمدة تتراوح بين 12-14 ساعة يومياً ولكن في النهاية ننتج السجاد ونبيعه لكبار التجار في القاهرة الذين إما يقومون ببيعه أو يصدرونه للخارج وتشير إلي أنها تشجع أولادها علي احتراف نفس المهنة إلي جانب مواصلة التعليم، لأنها مهنة مضمونة تقيهم شر انتظار الوظيفة كما تضمن لهم دخلاً معقولاً. ويقول محمد الشوري عضو المجلس المحلي ورئيس لجنة الصناعات الصغيرة بالقرية ان القرية تقوم بتصدير نحو 3500 ألف متر مربع سنوياً من إنتاج السجاد المصري ونحصل علي المواد الخام من التجار والمصدرين الذين يشترون الإنتاج. ويتم تصنيع السجادة علي أربع مراحل تبدأ بإعداد النول من خلال تثبيت الخيوط التي يتم نسج السجادة عليها ثم تأتي المرحلة الثانية باختيار تصميم السجادة وتفريغ هذا الرسم إلي ألوان علي ورق الرسم البياني ليسير عليها العمال أثناء عملية التصنيع هناك أيضاً مرحلة صباغة خيوط الحرير البيضاء للحصول علي الألوان المطلوبة أما المرحلة الأخيرة فتتعلق بإعداد السجادة للبيع من خلال غسلها وكيها وتغليفها؟ وقد اكد محمد محمود مصطفي رئيس مجلس ادارة جمعية السجاد والكليم بالساقية التي توقف وزاره الشئون الاجتماعيه عن دعمنا بالخامات والتمويل وايضا وامتنعت عن شراء المنتج منا مما أدي إلي ركود تام في صناعتنا التي نالت شهرة عالمية واسعة وكل ذلك بسبب تخلي الوزارة عن أهل الساقية الذين هم أسر منتجة لا دخل لها سوي هذه الصناعة التي يعمل بها حوالي6 آلاف عامل من قريتنا متحدين البطالة بتلك المهنة. ويرجع محمد مصطفي السبب في ذلك الي المسئولين في وزارة التضامن الاجتماعي ويقول تقدمنا اليهم بطلبات عديدة لصرف الخامات لنا مرة أخري وتمويلنا ولكن قوبلت كلها بالرفض بالرغم من وجود 25 طنا من الخامات بمخازن الوزارة منذ فترة طويلة معرضة للتلف ان لم تكن تلفت بالفعل ويرفضون ان يصرفوها لنا سواء بالتعاقد أو البيع، والمرة الوحيدة التي قوبل طلبنا فيها بالقبول عام 2002 عندما باعوا لنا كمية صغيرة لا تتعدي 200 كيلو بسعر 150 جنيها للكيلو رغم انهم استوردوه بسعر 100 جنيه ومع ذلك قبلنا ودفعنا الثمن نقدا وقبل الاستلام ورغم ذلك رفضوا شراء الانتاج أو حتي اشتراكنا في معارض الأسر المنتجة التي تقيمها الوزارة حتي نسوق انتاجنا للمستهلك مباشرة بدلا من تعنت التجار الكبار معنا واحتكارهم كل شيء من تحديد اسعار الخام والمنتج حسب اهوائهم مما يحقق لهم أرباحا خيالية ويحقق لنا الفتات. ويضيف رئيس جمعية السجاد والكليم ان اكثر من 2000 عامل من أمهر للصناع الذين عملوا في هذه المهنة التي تدر عملة صعبة والتي كانت في وقت من الأوقات ضمن برامج السياحة لشركات السياحة العالمية قد هجروها بحثا عن عمل يعينهم علي ظروف المعيشة الصعبة.