أكثر من الف قطعة أثرية نادرة هي أهم مقتنيات متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية والذي تم افتتاحه رسميًّا في 16 أكتوبر 2002 وقد اختيرت مقتنيات المتحف والتي تبلغ 1133 بعناية لتعكس تاريخ مصر الثري والمتعدد الثقافات والممتد عبر الثقافات الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية مع التركيز علي الإسكندرية والمرحلة الهيلينستية. وقد جاءت فكرة انشاء متحف للآثار داخل مكتبة الإسكندرية حين تم اكتشاف عدد من القطع الأثرية الرائعة التي تعود للعصر الهيلينستي والروماني والبيزنطي أثناء أعمال الحفر التي تمت قبل إقامة المكتبة ويحتوي المتحف علي معروضات أبرزها المجموعتان التاليتان: قطع فنية اكتشفت أثناء أعمال الحفر في موقع المكتبة وآثار رُفعت من قاع البحر المتوسط بالقرب من الميناء الشرقي وفي منطقة خليج أبو قير.. وقد أنشئ المتحف بهدف تعزيز البحث والابتكار من خلال البرامج والأنشطة المختلفة وتعريف زائريه بالفترات المختلفة من تاريخ مصر وتوعية الشباب والنشء ثقافيًّا عن طريق تقديم مجموعة مختلفة من البرامج التعليمية. وتقول مني سري مديرة متحف الآثار بالمكتبة ان المتحف يشغل مساحة 1700 متر مربع ويقع في قلب مكتبة الاسكندرية وقد صُمِّم بأسلوب عصري وباستخدام أحدث تقنيات التصميم الداخلي مثل أنظمة الإضاءة البصرية الحديثة التي تناسب المعارض وأنظمة مكافحة الحريق والسرقة لتأمين مقتنيات المتحف وتتمثل في الكاميرات التليفزيونية التي تغطي مساحة المتحف كله بحوالي خمسة عشر كاميرا بالاضافة للعنصر البشري المتواجد بصفة دائمةداخل وخارج المتحف وقد شهد منذ افتتاحه إقبالاً متزايداً حيث يأتي لزيارته يومياً المئات من المصريين والأجانب للتعرف علي الآثار التي تعبر عن الحضارات التي عايشتها مصر علي مر السنين حيث يضم المتحف حوالي 1079 قطعة أثرية جمعت من مناطق ومتاحف مختلفة في أرجاء مصر مثل المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف المصري والقبطي الإسلامي بالقاهرة ومن الفيوم والمنيا والأقصر. بالاضافة الي مجموعة كبيرة من القطع الأثرية النادرة من مقتنيات المتحف اليوناني الروماني تضم تماثيل رخامية نادرة اكتشفت عام 1936 داخل معبد سيدي بشر وتمثال يعلوه مائدة وتمثالان للإله أوزوريس ولعل أبرز ما يميز مقتنيات المتحف هو ضمها أبرز وأهم القطع التي عثر عليها بموقع المكتبة أثناء أعمال الحفر الآثار الغارقة كما تضم مجموعة الآثار الغارقة التي تم انتشالها من الميناء الشرقي ولا تقتصر تلك القطع الأثرية علي الإشارة للدلائل التاريخية التي مرت بها مصر فقط بل امتدت لتشير لجميع المجالات العلمية والثقافية والفنية والدينية والاجتماعية. ونظراً الي أن القطع المكتشفة لا تكفي من حيث العدد لإنشاء متحف آثار بالمعني المتعارف عليه تقرر إقامة متحف يضم العصور المختلفة للحضارة المصرية بدءاً من الحضارة الفرعونية وصولاً الي العصر العثماني. وقام بعض أعضاء المجلس الأعلي للآثار بمعاونة الدكتور مصطفي العبادي أستاذ التاريخ بجامعة الإسكندرية باختيار المعروضات المختلفة التي يضمها المتحف الآن وقد روعي أثناء جمع المعروضات أن تكون متنوعة من حيث الشكل والمضمون لتعطي الزائر صورة كاملة مبسطة للعصور المصرية المتعاقبة. وأضافت سري أن المتحف يضم الحضارة المصرية بكل عصورها مروراً بالفنون القبطية والإسلامية والآثار الغارقة في مصرويعد بمثابة نافذة حضارية تساعد جمهور المكتبة علي التمعن في الحضارات الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية وأخيراً الحضارة الإسلامية.. وبالتجول في المتحف تجده ينقسم الي الصالة الرئيسية وهي كبري صالات العرض الموجودة داخل المتحف وتتميز بإتباعها التخطيط العالمي المتعارف عليه من حيث التصميم الداخلي للمتاحف وهو أن تكون نقطة البداية هي نفسها نقطة النهاية للزائر. وتضم معروضات متنوعة للمراحل التاريخية المختلفة التي مرت بها الحضارة المصرية بالإضافة إلي مجموعة من البرديات. أما قاعات المومياوات فهي من أهم قاعات المتحف وأكثرها جذباً للزوار وتتميز باحتوائها علي مومياء من العصر الروماني وتابوتين من العصرين الفرعوني والبطلمي.وكذلك هناك قاعة حفائر مكتبة الإسكندرية والتي تعد نواة وحجر اساس في متحف الآثار وتضم مجموعة نادرة من المقتنيات ذات الأهمية الفنية والتاريخية التي تعكس صورة واقعية عن جانب من الفن السكندري في أزهي عصوره التاريخية. أما القاعة الجانبية والتي ألحقت بالمتحف حديثاً فتضم مجموعة رائعة من الأدوات الجنائزية والقرابين بالإضافة إلي تماثيل متنوعة من عصور مختلفة. وأشارت مديرة المتحف الي انه باقتناء المتحف عدداً من القطع الأثرية والعملات النادرة دخل في منافسة شديدة مع المتاحف الأثرية التي تنتشر في شتي أنحاء العالم والطريف أن المتحف لم يكن جزءاً من المخطط الأساسي لتصميم المكتبة في بداية الأمر حيث تم اكتشاف مجموعة من القطع النادرة أثناء الحفر للمكتبة عام 1995 وأثناء زيارة السيدة سوزان مبارك رئيس مجلس امناء المكتبة لموقع العمل اقترحت تشكيل لجنة لإعداد الدراسات اللازمة لإنشاء المتحف. الموقع الالكتروني كما اعلنت مني سري عن انشاء الموقع الإلكتروني لمتحف الآثار والذي يضم قاعدة بيانات مسجلاً عليها ما يقرب من ألف قطعة أثرية و يعد الأول من نوعه علي مستوي مصر من حيث عرضه لأغلب مقتنياته للجمهور علي شبكة الإنترنت باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.و يستطيع المستخدم من خلال الموقع الدخول علي أيٍّ من أقسام المتحف وقراءة مقدمة تاريخية وفنية عن العصر الذي تنتمي إليه القطع المعروضة بتلك الأقسام يلي ذلك عرض تفصيلي وسلس لأهم القطع الأثرية المعروضة بالقسم. كما يمكن لزائري الموقع القيام بجولة تخيلية داخل قاعات المتحف.. ومن جانب آخر تعقد مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار وجمعية الآثار القبطية في الفترة من 21حتي23 سبتمبر المقبل المؤتمر الدولي الأول للدراسات القبطية تحت عنوان: »الحياة في مصر خلال العصر القبطي... المدن والقري.. رجال القانون والدين والأساقفة« بمشاركة أكثر من 120 باحثا يمثلون 13 دولة لمناقشة تاريخ وآثار مصر البيزنطية وتاريخ وآثار مصر القبطية وفنون قبطية صغري وترميم »أخشاب ومعادن ونسيج وخلافه« وأيقونات وجداريات قبطية وتنمية المواقع السياحية، وبيئة وهندسة وعمارة، ودراسة مقارنة بين العصرين القبطي والفرعوني.