خراب ودمار خلفه الارهاب الدنيا في الوادي الجديد غير الدنيا.. الحزن يكسو الملامح.. الأرض تكاد تنطق مطالبة بالثأر.. الاهالي يتشحون بالملابس السوداء.. الدموع في العيون.. والليل تطول ساعاته بتساؤلات حائرة فوق الشفاه.. والنهار مؤلم لكل من يتابع تفاصيل الحادث الارهابي الذي استشهد فيه ثلاثة وعشرون من جنودنا البواسل واصيب فيه اخرون بعد الهجوم علي نقطة قوات حرس الحدود. قال رئيس مركز ومدينة الفرافرة محمد الصعيدي بأن هذا هو الحادث الثاني من نوعه الذي يقع في نفس المكان بمنطقة الكيلو 100 بالفرافرة وهو حادث اشد واصعب من الحادث الماضي الذي وقع منذ اكثر من شهرين والذي راح ضحيته 5 من أفراد القوات المسلحة وان هذا الحادث هو الاشد من نوعه حيث لقي 23 ما بين ضابط وجندي مصرعهم واصابة اربعة اخرين مما يدل علي ان هؤلاء خططوا لافتعال هذا الحدث الجلل ويطالب الصعيدي بضرورة تغير النمط الامني ورفع كفاءة جميع الكمائن المنتشرة علي طول الطريق الغربي في الصحراء الغربية لمصر والذي يبدأ من محافظة الجيزة ويمتد بطول لا يقل عن مسافة 1500 كيلو متر داخل عمق الصحراء مارا بالواحات البحرية والفرافرة والداخلة والخارجة وباريس ثم الي الرزقيات فالاقصر واسوان وابوسمبل. وان يتم تكثيف المراقبة الجوية الليلية بمناطق الحدود فهؤلاء يتخذون من الليل ساترا لتحركاتهم. ويقول سيد امين من اهالي مدينة الفرافرة بأن الحادث جلل ومهم نقول لن نوفي الشهداء حقوقهم ولكن لابد من استيعاب الدرس وان تتصرف القوات المسلحة والشرطة في حماية ابنائنا جميعا فمن غير المعقول استهداف هذا الكمين وبهذه الطريقة في اقل من شهرين والموت يحصد ارواح هذا العدد الكبير من الشهداء. ويقول عصام يونس من اهالي مدينة الخارجة بأن ما حدث هو رد علي نجاح قوات الجيش في تشديد القبضة علي الجماعات الارهابية وانهم لجأوا إلي الوادي الجديد كظهير جديد تنفذ فيه العمليات الارهابية باعتبار ان التضاريس خاصة بمنطقة الفرافرة تضمن لهم سرعة المناورة والاختفاء وان الدروب الصحراوية بالصحراء الغربية لابد ان تجفف من اي تحركات مبكرا لهؤلاء المجرمين والمهربين ولكن يجب علي الاعلام مراعاة ان الحادث وقع في منطقة جبلية وان يقدم المعلومات الصحيحة من مصادرها ولا يتم الزج باسم الوادي الجديد بالشكل الحالي حتي لا تتوقف اعمال التنمية والاستثمار الذي يحاول المسئولون ايجاد فرصة لتسويق الوادي الجديد إلي الافضل. ويقول عادل مراد من اهالي مدينة باريس ان وقوع هذا الحادث للمرة الثانية يؤكد علي ضرورة اسراع الحكومة وفورا في تقسيم الوادي الجديد الي ثلاثة محافظات وهي الواحات والوادي الجديد وتوشكا مع استصلاح الاراضي وتمليكها للشباب في نصف مصر الآخر وهو الامر الذي سيجعل من هؤلاء الشباب في المستقبل حراس الوطن علي الحدود الي جانب الجيش والشرطة. ويقول امجد حسن من اهالي مدينة الخارجة بأن علي القوات المسلحة ان تراجع وضع الكمائن مرة اخري وتشديد الحراسات وتزويدهم بالمعدات والاجهزة لمراقبة اطول حدود مشتركة مع لبيبا والسودان وان هؤلاء المجرمون لا يعرفون فضائل الاسلام ولا حرمة شهر رمضان ولا شوال وما يهمهم هو تنفيذ الاعمال لقبض الاتعاب. كما يقول محافظ الوادي الجديد السابق اللواء محمود خليفة بأن التنمية واستصلاح الاراضي وتوزيع الاراضي علي الشباب هي المسئولية الحقيقية لحكومة المهندس محلب رئيس الوزراء وان الوادي الجديد اصبح قبلة الارهابيين بعد سيناء أما محافظ الوادي الجديد اللواء محمود عشماوي فقد أكد «للأخبار» بأن مشاعر الحزن تسيطر علي ابناء المحافظة وان منفذي العملية لا دين ولا وطن ولا يعرفون الانتماء سوي الانتماء الي الدولار وهم عبيد تنفيذ كل ما هو يثمن بمال فقط موضحا بأن مثل هذه العمليات لن تثني القوات المسلحة من استكمال خارطة الطريق وان المصريين هم فقط من يقررون مصيرهم وللافضل موضحا بأنه تم التنسيق مع قوات الشرطة والمنطقة الجنوبية العسكرية لزيادة الخدمات علي جميع مداخل ومخارج المحافظة لتأمينها وتكثيف الخدمات الامنية علي الطرق السريعة التي تربط بين المحافظة والمحافظات الاخري.