يمثل الاطفال فئة عمرية هامة تحتاج بشكل كبير للعناية والرعاية وتوفير جميع الحقوق، ومنع جميع اشكال العنف والاستغلال تجاه الاطفال، وهو ما دفع العديد من الدول إلي الاتجاه نحو توجيه الجهود الرامية إلي تحسين مستويات الرعاية والخدمات المقدمة لهم، باعتبارهم الاساس الذي يرتكز عليه المجتمع في المستقبل، وقد ترتيب علي ذلك زيادة الاهتمام الدولي بحقوق الطفل من خلال عقد العديد من المؤتمرات الدولية، وإعداد الدراسات المتعلقة بحقوق الطفل، وتتطلب معالجة ظاهرة اطفال الشوارع، وجود استراتيجية وطنية للأمن الاجتماعي، تطرح إجراءات فعالة وتقدم حلولا واقعية لمعالجة ظاهرة اطفال الشوارع، وطفل الشارع- وفق التعريف الذي توصلت اليه الاممالمتحدة عام 6891- هو »اي طفل- ذكرا كان او انثي- اتخذ من الشارع »بما يشمل عليه المفهوم من اماكن مهجورة«، محلا للحياة والاقامة، دون رعاية أو حماية او اشراف من جانب اشخاص راشدين مسئولين. ويتسم اطفال الشوارع في مصر بمجموعة من السمات العامة من اهمها: تركزهم في المناطق الحضرية: يتواجد نحو 05٪ من اطفال الشوارع في القاهرة الكبري- الحالة التعليمية: تنتشر الامية بين معظم اطفال الشوارع- الحالة الصحية: ينتشر بين اطفال الشوارع العديد من الامراض الجلدية وامراض سوء التغذية نتيجة وجودهم بالشارع بصفة مستمرة- الفئة العمرية: أكدت الدراسة المسحية التي اجرتها منظمة الصحية العالمية ان متوسط اعمار الاطفال بالعينة محل الدراسة نحو 20.31 عام. أهم المشاكل التي تواجه اطفال الشوارع: المشكلات النفسية والاجتماعية: حيث يعاني هؤلاء الاطفال من رفض المجتمع لهم لكونهم اطفالا غير مرغوب فيهم، وذلك بسبب مظهرهم العام وسلوكهم غير المنضبط- وحيث يعتبر هؤلاء الاطفال اكثر عرضة للإدمان من غيرهم، وذلك بسبب انتشار الامية بينهم، وعدم استقرارهم النفسي. وحول كيفية علاج هذه الظاهرة أقول.. يمكن للدولة القيام بدور فعال في هذاالشأن من خلال: تنفيذ المبادرة القومية لتأهيل ودمج اطفال الشوارع في المجتمع، قيام الوزارات بدعم مراكز استقبال الاطفال مع انشاء مراكز لتوفير الخدمات الصحية الاجتماعية للاطفال، تقوية الحافز الديني والاجتماعي لدي المواطنين، الاهتمام بالطبقات الفقيرة والمهمشة، انشاء نظام اجتماعي يقوم علي تفعيل آلية لرصد الاطفال المعرضين للخطر، الإسراع بإعداد قاعدة بيانات لاطفال الشوارع، العمل مع الجهات المانحة للمساعدات، توفير الدعم الفني والمادي اللازم لتطوير المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الاهلية العاملة في مجال رعاية طفل الشارع. والدور المهم لأجهزة الإعلام في التوعية بمشكلةاطفال الشوارع.. وعلي المجتمع المدني توفير المزيد من الخدمات عن طريق الجمعيات الاهلية، تفعيل دور المنظمات غير الحكومية ودعم استقلاليتها، التركيز علي اسباب الظاهرة وليس اعراضها فقط. كاتب المقال : رئيس البرنامج القومي للإصلاح التشريعي بمركز معلومات مجلس الوزراء