سقوط ضحايا ومصابين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة    صحيفة: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا    ضغوط جديدة على بايدن، أدلة تثبت انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي في غزة    سيد عبد الحفيظ: أتمنى الزمالك يكسب الكونفدرالية عشان نأخذ ثأر سوبر 94    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة الجونة    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    تستمر يومين.. الأرصاد تحذر من ظاهرة جوية تضرب مصر خلال ساعات    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    لو بتحبي رجل من برج الدلو.. اعرفي أفضل طريقة للتعامل معه    مينا مسعود أحد الأبطال.. المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من تهديدات انتقامية ضدها    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم السبت في الصاغة    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    وكالة فيتش تغير نظرتها المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    حي شرق بمحافظة الإسكندرية يحث المواطنين على بدء إجراءات التصالح    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    دفنوه بجوار المنزل .. زوجان ينهيان حياة ابنهما في البحيرة    العالم يتأهب ل«حرب كبرى».. أمريكا تحذر مواطنيها من عمليات عسكرية| عاجل    بعد انخفاضها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 4 مايو 2024 في البورصة والأسواق    صوت النيل وكوكب الشرق الجديد، كيف استقبل الجمهور آمال ماهر في السعودية؟    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الإذاعى أحمد أبو السعود    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    «صلت الفجر وقطعتها».. اعترافات مثيرة لقاتلة عجوز الفيوم من أجل سرقتها    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    وفاة الإذاعي أحمد أبو السعود رئيس شبكة الإذاعات الإقليمية الأسبق.. تعرف على موعد تشييع جثمانه    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    كندا توقف 3 أشخاص تشتبه في ضلوعهم باغتيال ناشط انفصالي من السيخ    مصرع طفلين إثر حادث دهس في طريق أوتوستراد حلوان    احتراق فدان قمح.. ونفوق 6 رؤوس ماشية بأسيوط    تقرير: 26% زيادة في أسعار الطيران السياحي خلال الصيف    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر وتثبت تصنيفها عند -B    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    الخطيب يهنئ «سيدات سلة الأهلي» ببطولة الكأس    تعثر أمام هوفنهايم.. لايبزيج يفرط في انتزاع المركز الثالث بالبوندسليجا    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
عن يوسف أدريس أكتب
نشر في الأخبار يوم 17 - 05 - 2014


نعم الباز
يوسف إدريس عبقري دائم الوجود وسيظل يبهرنا حتي آخر الزمن
التمثال الوحيد الذي يتصدر صالوني هو تمثال نصفي نحت بصدق وشغف وأصبح لا ينقصه سوي نبض يوسف ادريس للفنان المبدع الخجول عن الضوء عبد العزيز صعب نحته ليوسف ادريس وأودعه باصابعه العبقرية كل تاريخ وكتابات د. يوسف ادريس وتفاصيله وتموجه بين العصبية المبهرة والهدوء المثير..
عرفت د. يوسف إدريس في أواخر الخمسينات بعد قراءة كتابه الأول »أرخص ليالي» والذي ضمته درة ما كتب وهي قصة «خمس ساعات» والتي كان فيها الطبيب النوباتشي عند دخول الشهيد عبدالقادر طه القصر العيني مضروبا بطلق ناري كان وصف الدكتور يوسف إدريس له وصفا شديد العبقرية لجرحه النازف وكأنه الوطن ينزف قوته ويقاوم اقتحام الموت له.
عرفته بسيطا قويا عبقريا شديد المصرية تري فيه الفلاح الذي ينتظر دوره في ري الارض وتري فيه الوزير الذي يتخير كلمات خطابه الذي سوف يلقيه للشعب. وتري فيه الطبيب في حجرة العمليات يتحايل علي مهنته لينقذ جريحا استقرت طلقة رصاص علي حافة جدار القلب وهو يدافع عن حق الوطن.
وتري فيه المواطن المنتظر لدوره في الترقية ولكنه اعلن من هذه الترقية اذا تكلم يوسف إدريس «وكم سعدت بكلامه» فلابد ان تنصت جيدا لانه لو فاتتك لحظة انهار البناء الدامي كله. ولا يعيد العبقري نفسه أبدا كنت أكتب في اوائل الثمانينات حلقات في مجلة آخر ساعة عن زوجات المشاهير وأن زوجة المشهور هي البوابة الملكية المغلقة التي لا يفتحها احد لكل عبقري في مجاله واخترت ان احاور زوجة د. يوسف إدريس بعد ان عرفته واصبحنا اصدقاء وقد كانت معظم الزوجات لمشاهير عرفتهم واصبحوا اصدقاء لي وذهبت الي بيت يوسف ادريس وفوجئت بفتاة - أي والله فتاة صغيرة- كانت زوجته رجاء وكان أولاده صغارا وقلت في نفسي «لن أخرج منها بشيء» ولكن يبدو أنني خضعت وقتها لموجة من موجات الغباء التي تزحف كالسحاب من كثرة العمل فقد كانت زوجة يوسف السيدة رجاء صغيرة ولكنها كتلة من الحيوية والزكاء والالما عاش وعششت معه واصبحت جزءا من الموجات الدائمة التي يعيشها بل اصبحت جزءا من الموجات الدائمة بل اصبحت كأنها بطلة لاحدي قصصة وخرجت متسللة من بين الاحرف لتعانق حياته.
لم تكن كتاباته اقوي ما فيه بل ازعم ان يوسف ادريس لم يكتشف كاملا حتي الآن ولو مررنا علي كتاباته لوجدنا أنها بوابات هائلة أو مفاتيح شديدة الاهمية لمباهج ومتاهات وأحزان وطرق ومعابر وكهوف وأنفاق وجبال ومرتفعات وآبار وشخوص ومزارع وغابات وسماوات شديدة الظلمة وبحار شديدة العمق هائجة الموج.
شخصيته تمتص كل ما في الحياة من جغرافيا وتاريخ شخصية شديدة الشمول بالغة الجاذبية عميقة احيانا واضحة كثيرا شخصية تدعو دائما الي التأمل والي الرغبة في الاقتحام.. شخصية مفتوحة لكنها عصبية شخصية تبدو شديدة البساطة ولكنها متشابكة الحكمة.. استطاع يوسف ادريس ان يلوي عنق الكتابة ان يلوي عنق الكتابة وأن يلوي عنق الكتابة أن يطلع علينا بأسلوب يجرجر حب الاستطلاع ويجعلنا طرفا من كل ما يكتب. كتبنا يوسف ادريس كما لم نكتب أنفسنا.
شخصية موسوعية الانسانية تحرض علي الاكتشاف ولكن هيهات ان نكتشف فيه تلك الجبال والوهاد الفكرية وتلك الصرورح الشديدة العطاء في دهشة لكل من يطأها بعقله!!
كتاباته تسحبك الي حياتك وكأنه يكتبك وأنت تقرأه.. عباراته شديدة المقدرة علي سحب القاريءالي عوالم مختلفة.
في قصته «العيب» يصف موقف وشخصية سناء حيث يقول:
ان المذنب لا يحب البرئ انه يكرهه ويحس به كأنه ضميره وكأن الضمير هو الجزء البريء في قلب المذنب وسناء ذلك الركن الخاص في المكتب كانت قد اصبحت كالضمير المقيم الذي لا يتحرك والذي لا تخفي عنه خافية والذي يقابل كل ما يدور حوله بالصمت والسكون.. ليتها كانت تتكلم أو تنصح أو حتي تسمع ليتها تفعل شيئا الا ان تسكت والكارثة أنها ضمير مؤنث.. ان الرجل لا يخجله كثيرا ان تكتب الخطأ أوالحماقة أمام زميله من الرجال ولكنه يخجل ببشاعة أمام الانثي أي انثي.
هذه بعض تعبيرات هذا العبقري المنفرد المتفرد الذي جعل من دراسته للطب وسبره غور البشر معينا لا ينضب يسقينا منه أدبا وفنا شديد الجاذبية مبهر القوة كأنه الري الدائم للوجدان.. لقد قلت عنه في مؤتمر الادباء العربي في بغداد منذ ثلاثين عاما.
هذا العبقري الذي لوي عنق الأدب وطوع الدراما العربية وجعلها منفردة وجيدة التوصيل لمباهج الحياة وأحزان البشر.
في التاسع عشر من هذا الشهر يهل موعد مولد يوسف ادريس.. وكعادتنا نحتفل بالوفاة ولكننا لانحتفل باليوم الذي من الله علينا فيه بمثل هذا العبقري. الذي مازال وسوف يروي حياتنا وحياة أولادنا فمثله لا يموت فهو دائم الوجود يطل من كل صرف يبني الوجدان من أدبه وكتاباته.
نحن والشرطة
لا أدري هل أنا وحدي تلفني هذه الحالة من الابتعاد؟
هل أنا وحدي التي يلفني الخوف من المجهول؟ ليس علي ولا علي أولادي ولكن علي بلدي كله بما فيه من صغار وشباب وكبار.. ومن يتوكأون مثلي علي عصيهم حينما عصتهم أقدامهم؟
لا أدري هل ما يحدث في الشارع المصري من تناقضات هو الذي انعكس علي هذه الاحوال؟
لا أدري تماما مع انني كنت دائما في يقظة تامة لما يحدث حولي واستطيع ان اسجل ما يحدث بشكل شديد الدقة ولكن لان ما يحدث شديد التغير وما يحدث متناقض تماما.. وما يحدث يبعدنا عن اي احلام أو تطلعات مستقبلية ربما هذا هو الذي جعلني أوجعل بعضنا منفصلين عن هذا الواقع.
ان اري الدولة تغلق ابواب بيت طلبة الازهرخوفا من الشغب فهذا شيء عجيب ولا يحمل الا معني واحدا هو انفصال اولي الامر عن الطلبة وهو أمر بالغ الخطورة لان هذا الانفصال معناه لاتقارب ولا تفاهم وكنت اتمني ان يتم فتح الابواب ثم عمل لقاءات يختلفون فيها ثم يزداد الخلاف ثم يلتفون عند بعض النقاط ثم يتفقون في النهاية تقفز مصلحة مستقبل الشباب فوق أي خلافات والا تظل القضايا محصورة بين يقظة امن الدولة لما يحدث من الشباب فهذه قضية طويلة وفي النهاية خسارة والخاسر فيها هم الشباب والشباب هم المستقبل.. ولو خسرنا المستقبل خسرت مصر كثيرا من تواجدها وقواها.
أري أننا يجب ان نقف وقفة قوية سواء الشباب أو الكبار الذين يؤثرون مستقبل هؤلاء الشباب عن أي شيء آخر لانني راقبت ما يحدث في الفترة الاخيرة فلاحظت انها تصل الي حرب بين اعداء كل منهم ينتظر الانتصار علي الاخر لهذا تغيب القضية الاساسيةخلال مشاعر الرغبة في انتصار من الطرفين قال احد الضباط:
العيال دي لازم يتربوا؟
وقال شاب: الشرطة اصبح ليس لها عمل سوانا؟
وانزعجت جدا من هذه المشاعر التي خرجت تماما عن القضية الاساسية واصبح التربص هو السمة الواضحة بين الشباب والشرطة مع ان هناك مصالح مشتركة وهي هدوء الشارع المصري وأهمية عودة الشباب الي دراستهم.
واصبح الشباب لا يعلمون ان الشرطة تريد التهدئة واصبحت الشرطة لا تدري مطالب الشباب الحقيقية لذا اصبح من الضروري ان يتفهم الطرفان ما يحدث تماما والا سوف تنمو وقد نمت فعلا مشاعر العداوة بين الطرفين
اصبح الشباب لا يدركون تماما ان هذا الجهاز لحمايتهم وليس لاستفزازهم كما يقولون وهناك خطأ يجب ان تتنبه له الشرطة وهو ان يكون بينها وبين الشباب علاقات ودية قائمة علي احترام كل منهما للاخر والاهم الايمان لدي الشباب بأهمية الشرطة لحفظ النظام والامن في الشارع. ولدينا عادة مازالت في البيت المصري وهي تخويف الاطفال بالعسكري.
لو شربتش الدوا هجيبلك العسكري؟
لو ماكلتش الساندويتش حجيب لك العسكري
مع ان في انجلترا عسكري الشرطة هو صديق الاطفال يعبر بهم الشارع ويوصلهم لما يريدون والعلاقة بينهما علاقة جدلية اساسها التواجد في مجتمع واحد.
وصل لاولادنا من خلال تراث خاطئ ان التخويف بالعسكري احد ادوات تربية الاطفال من هنا رسخت هذه النظرة الشديدة الخطورة في تربية الاطفال وهي ان مهمة الشرطة هي التخويف وليس الحماية ولابد من اعادة النظر في هذه المسألة بجدية شديدة حتي لا تخرج اجيال اخري تخاف وتخوف اولادها بالعسكري وهؤلاء الاطفال هم الشباب بعد ذلك والذين يحملون في وجدانهم كل هذه المعلومات والسلوكيات المغلوطة والتي تترسب وكأنها قواعد حتي ان سيدة قالت لي.
من التراث المصري ان نخوف اطفالنا من العساكر فأنا وأنا صغيرة كانت جدتي تخوفني بمجرد النظر من النافذة لتنادي لي العسكري حتي اسمع الكلام واخذ الدواء أو أكل الساندوتش هذا لابد من اعادة النظر في ترتيب البيت المصري بداية من العلاقة بين الناس والشارع وكذلك لابد ان تتجه الداخلية الي ترسيخ قيمة الشرطة في خدمة الشعب بحيث تتحقق المقولة ويكون لها بقية وهي الشعب يشكر الشرطة. أو الشعب يعاون الشرطة.
كل هذه العلاقات المتشابكة المتنافرة لابد من إعادة النظر في ترسيخها وتقويمها بحيث نصل لاجيال تكن قد عبرت هذه الجزئية من هذه العلاقة غير السوية تماما والتي حملها تراث خاطيء من العلاقة بين الشعب ومن يقومون علي حمايته قديما كان عندنا اغنية جميلة اعتقد انها كانت تخص عساكر الجيش كانت الاغنية تقول:
يا عسكري يا أبوبندقية
يا حارس الامة العربية
انت قوي جبار ولا تخاف النار
يا عسكري يا عسكري يا أبوبندقية
لابد من تغير وجدان اطفالنا بعمل اغان واحتفالات قبل احتفالات عيد الشرطة يكون فيهامظاهر الاحتفال وكأنه يحتفل به الجميع ويرتدي الاطفال ثيابهم ويقدمون الزهور لجنود الشرطة وللضباط ولا يكون مجرد يوم اجازة لرجال الشرطة فقط.W
فليكن يوم عيد لكل الاسر والعائلات ويحتفل كل شارع بكل الجنود والضباط الذين يسكنونه ويكون له سمات معينة خاصة به كأن تنتشر اللعب والكابات وملابس الضباط والجنود للصغار ويحتفل التليفزيون بشكل خاص بعمل حوارات مع الضباط والعساكر في مواقع العمل ولقاءات في الشوارع مع هؤلاء الفريق يسهرون لتنام ويقفون لنعبر الشارع بأمان وكل عملهم حمايتنا.
لابد ان تكون العلاقة جدلية.. لابد ان نعلم اولادنا في عيد الشرطة ان يحملوا الورد لعسكري المرور وحارس البيت وكل ضباط وعساكر مصر لابد ان نعيد ترتيب اوراقنا مع هذا الجهاز الذي يحترمه كل شوارع العالم في علاقة شديدة الحميمية.. فنحن أولي بهؤلاء الذين يحرسون حياتنا وأولادنا.
عمر بن الخطاب
كان لرسول الله في اختياره لوزيرين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب حكمة حيث كان الأول رقيقاً ليناً وكان الثاني شديداً قوياً لا يلين في موقف أبداً وقد قال عمر بن الخطاب حينما ولي الخلافة بعد أن دفن أبو بكر بجوار رسول الله. قال للناس تواً ولم يكن قد نفض يديه من تراب دفن صاحبه والناس مجتمعين قال واضحاً فصيحاً صريحاً قويا كشخصيته »إن الله ابتلاكم بي، وابتلاني بكم، وأبقاني فيكم بعد صاحبي، فوالله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني ولا يتغيب عني فألو فيه عن الجزاء والأمانة، ولئن أحسنوا لأحسنن إليهم، ولئن أساءوا لأنكلن بهم«
ولم ينطق أحد من الناس بل تفرقوا إلي حال سبيلهم وكل منهم يملؤه الخوف من هذا الباطش الجبار الذي لم يداخله الخوف منهم وهو قادم إلي سدة الحكم بعد أبي بكر الحالم الهادئ الوديع ورسوله الله في حكمه صاحب الرسالة وموصل القرآن كلام الله عز وجل.. ساروا لا يكلم أحد منهم صاحبه، ساروا علي عجل إلي بيوتهم.
فاستبقاهم عمر قائلاً: »الصلاة جامعة«
فعادوا أدراجهم ووقف فيهم خطيباً وقال:
بلغني أن الناس هابوا شدتي.. وخافوا غلظتي، وقالوا قد كان عمر يشتد علينا ورسول الله معنا، ثم اشتد علينا وأبو بكر والينا دونه.. فكيف وقد صارت الأمور إليه.. ومن قال ذلك فقد صدق..!
كنت مع رسول الله فكنت عبده وخادمه.. وكان من لا يبلغ أحد صفته من اللين والرحمة وكان كما قال الله {بالمؤمنين رءوف رحيم}.. فكنت بين يديه سيفاً مسلولاً حتي يغمدني أو يدعني فأمضي فلم أزل مع رسول الله حتي توفاه الله وهو عني راض والحمد لله علي ذلك كثيراً وأنا به أسعد ثم ولي أمر المسلمين أبو بكر فكان من لا تنكرون دعته وكرمه ولينه فكنت خادمه وعونه.. أخلط شدتي بلينه فأكون سيفاً مسلولاً حتي يغمدني أو يدعني فأمضي فلم أزل معه حتي قبضه الله وهو عني راض والحمد لله علي ذلك كثيراً وأنا به أسعد.
ثم قال:
وقد وليت أموركم فاعلموا أن تلك الشدة قد أضعفت ولكنها إنما تكون علي أهل الظلم والتعدي علي المسلمين.. فأما أهل السلامة والدين والقصد فأنا ألين لهم من بعضهم لبعض ولست أدع أحداً يظلم أحدا أو يعتدي عليه.
ولكن علي إيها الناس ألا أجتبي شيئا من خراجكم ولا ما أفاء الله عليكم به ولكم عليّ أن أزيد عطاياكم وأرزاقكم إن شاء الله تعالي وأشد ثغوركم وألا ألقيكم في المهالك وإذا غبتم في البعوث فأنا أبو العيال حتي تعودوا إليهم.
كانت هذه هي خطبة الولاية لعمر بن الخطاب بعد وفاة أبو بكر الصديق.
كان هذا هو دستور ابن الخطاب.
ورغم اتساع الامبراطورية الإسلامية في عهد عمر فقد وضع قاعدة هو صاحبها وأول من عمل بها وتعامل بها مع الشعوب التي انضمت للدولة الإسلامية وقد ظل الحكام قروناً يعملون بها.
فكل ما ألزم به عمر »الذمي« أي المسيحي أن يدفع ضريبة الجزية وهي علي الغني 84 درهماً أي حوالي جنيه تقريباً في العام وعلي الفقير ربع جنيه في العام وكانت تدفع لأنهم لا يشاركون في الفتوحات وقد عفا عمر منها النساء والصبيان والمعدمين وكانت تدفع عيناً لو تعذر النقد فيقبل كل شيء حتي »الإبر« كما عفا منها الشيوخ والأعمي والأعرج والمريض الذي لا يرجي شفاؤه.
ومن عدله أعفي الرهبان في الأديرة إلا الأغنياء منهم وقد أمر عمر محصلي هذه الضرائب أن يكونوا رحماء بأهل الذمة ولا يظلموا ولا يكرهوا أحداً لمن لا يؤدي الضريبة.
أما عن عمر المرءوس من أبي بكر فقد كان مرءوساً كما يجب المرءوس من طاعة واحترام وتوقير وعندما تولي كان رئيساً فذاً عرف كيف يظفر بالحب من خلال الرهبة والاحترام. لقد كان عمر أعظم رئيس وأفضل مرءوس.
أطلت عليكم ولكن الإطالة عن عمر فيها متعة التوصيل وفيها أهمية الرسالة التي يجب أن تصل لأي حاكم مهما كان موقعه سواء في سدة الحكم أو فوق وسادة أمام الناس يحكمهم ويسودهم فالسيادة أولها عدل بين الناس وآخرها ضمير مستريح لحاكم.
كان عمر يمشي ليلاً إذا جاءه الخراج سواء كان مالاً من الأمصار أو ما يؤكل من هذه الأمصار، يمشي ليدق أبواب الفقراء ليعطيهم من خيرات الأمة.
أكتب هذا ولعلي قد بلغت اللهم فاشهد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.