استطاع في عهده وبمساندته العظيمة استطاع رجال الصناعة الاكفاء المخلصون بقيادة الدكتور عزيز صدقي ان يقيموا صرحا عظيما للصناعة في جميع ربوع مصر. فقد تم في ذلك الوقت من 1956 حتي 1970 وما بعدها اكثر من سبعمائة وخمسين مصنعا ملكا خالصا للدولة المصرية وكل مصنع كان يسدد ثمنه من انتاجه علي عشر سنوات وكانت هذه المصانع موزعة علي جميع محافظات مصر. وكان من هذه المصانع ما يزيد علي مائتين وخمسين مصنعا للصناعات الثقيلة مثل المراجل البخارية التي تحتاجها الصناعات الكيماوية والغذائية والغزل والنسيج وتوليد الكهرباء... الخ، ومن هذه المصانع ايضا مجمع الحديد والصلب بحلوان ومجمع الألومنيوم في نجع حمادي ومصنع الفيروسيليكون في ادفو ومجمع البترول بالسويس ومسطرد وطنطا والاسكندرية وغيرها من المصانع. في 2مارس 1970 بعد ان تجمعت خيوط ادارة البلاد ومنها الصناعة في يد الرئيس جمال عبد الناصر ولاعتقاده الأكيد ان القوات المسلحة المصرية سوف تطرد العدو الصهيوني من ارض سيناء والمساهمة في تحقيق نفس الهدف عربيا طلب من الدكتور عزيز صدقي ان يسافر علي رأس وفد إلي الاتحاد السوفيتي ليستكمل المباحثات وتوقيع عقد انشاء وتوريد معدات مجمع الألومنيوم في نجع حمادي بالرغم من ظروف حرب الاستنزاف وهنا قد يتبادر سؤال لماذا في هذا التوقيت؟ اقول حتي يجد ابناء القوات المسلحة اماكن للعمل فيها بعد الانتهاء من المعركة. هذا هو جمال عبد الناصر الذي كان يفكر فيما يفيد الشعب الآن وغدا. ان اي انسان يريد ان يعيش عيشة كريمة يطلب ان يتعلم وان يعمل وان يحصل علي مرتب يعيش منه عيشة كريمة وان يجد المسكن الملائم له ولأسرته وان يحصل علي العلاج الجيد له ولأسرته وكان المصريون يجدون كل هذه المتطلبات في المشاريع التي انشئت في عهد جمال عبد الناصر وعلي سبيل المثال فقد كان في مجمع الحديد والصلب بحلوان يحصل العامل علي التدريب في الداخل والخارج وعلي المرتب الكافي وعلي المسكن له ولأسرته وعلي العلاج له ولأسرته، كل هذه الأمور كانت تطبق في اغلب المشاريع الصناعية كمجمع الألومنيوم في نجع حمادي ومصانع الغزل والنسيج في المحلة الكبري وكفر الدوار وكذلك مصانع الأسمدة (كيما) في اسوان ومصانع اخري في شبرا الخيمة ومصانع الأسمنت في حلوان ومصنع الفيرو مانجانيز في جنوبسيناء. المصانع السبعمائة وخمسين هذه والتي عادت للعمل من سنة 1968 لتعمل ثلاثة ورديات في اليوم وسبعة ايام في الأسبوع بعد ان توقفت منذ اواخر سنة 1965 حتي اواخر 1967 لأتباع رئيس الوزراء قي ذلك الوقت السيد زكريا محيي الدين ووزير الصناعة الدكتور مصطفي خليل سياسة الانكماش والتقشف في تلك الفترة هذه المصانع هي التي ساعدت مصر علي الصمود في وجه اعدائها طوال هذه الفترة حتي تمكنت قواتنا المسلحة من عبور قناةالسويس والانتصار علي العدو سنة 1973 فاستطاعت تلك المصانع ان توفر احتياجات القوات المسلحة والشعب من المصنوعات بدلا من تلك التي توقف استيرادها من الخارج لظروف الحرب. اتخذ الرئيس جمال عبد الناصر قرارا بألا تصدر خامات مصر للخارج إلا بعد ادخال عمليات صناعية عليها وتنفيذا لهذا القرار كان بالدرجة الأولي القطن الذي كان في الماضي يصدر بالكامل للخارج ليعود لنا مصنعا فقد تم تصنيع القطن المصري في المصانع المصرية التي تم تحديث مغازلها في المحلة الكبري وكفر الدوار والاسكندرية وانشاء مصانع اخري للغزل والنسيج في قنا واسيوط ودمياط وغيرها من محافظات مصر لتقوم بتصنيع القطن المصري بأيد مصرية ثم يصدر للخارج وكانت مصر تنتج اجود انواع اللينوة الي سويسرا وفرنسا وغيرها وترتب علي ذلك ان توقف عدد كبير من المصانع في انجلترا عن الانتاج لعدم وجود القطن المصري الخام. ومن ناحية اخري فقد كان خام الحديد المكتشف في الواحات البحرية والذي قدرته بيوت الخبرة الأوروبية ب 250مليون طن من اجود خامات الحديد في افريقيا وبالرغم من ظروف حرب الاستنزاف وفي نفس الوقت ضرورة نقل الحديد الخام من الواحات البحرية إلي حلوان وهذا يحتاج لإنشاء سكك حديدية وطلب الشركة السويدية تصدير خام الحديد إليها في مقابل انشاء السكة الحديد إلا أن ذلك قوبل بالرفض من الجانب المصري احتراما لقرار رئيس الجمهورية بعدم تصدير الخام المصري للخارج فقد تم إنشاء السكة الحديد بأيدي المصريين انفسهم من الواحات البحرية إلي مصانع الحديد في حلوان.