آلاف المتظاهرين يسيرون بجانب مقر الكرملين فى العاصمة الروسية موسكو خرج ملايين الاشخاص حول العالم امس الي الشوارع في مسيرات بمناسبة عيد العمال انعكست فيها الهموم الوطنية لتتحول في بعضها الي حركة احتجاج وتؤدي الي مواجهات عنيفة مع قوات الأمن. وجاءت المسيرات الاولي في آسيا حيث طالب العمال وهم فقراء بتحسين ظروف العمل وتقاسم اكثر عدلا لعائدات النمو في المنطقة الاكثر نشاطا في المجال الاقتصادي في العالم.
وفي كمبوديا دعت النقابات الي التظاهر لدعم عمال قطاع النسيج الذين ينفذون إضرابا في منطقتين اقتصاديتين خاصتين قرب الحدود مع فيتنام. واستخدمت الشرطة الكمبودية الهراوات والعصي لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا قرب منتزه الحرية في بنوم بنه والذي اغلق لمنع وصول معارضين لرئيس الوزراء "هون سين" الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما. وفي كوالالمبور تظاهر الآلاف للاحتجاج علي ضريبة جديدة تعتزم الحكومة فرضها ونددوا بمحاكمة زعيم المعارضة "أنور ابراهيم" وطريقة معالجة ازمة الطائرة المفقودة التي كانت تقوم بالرحلة "ام اتش 370". وفي تايوان سار عشرة آلاف شخص في العاصمة تايبه للمطالبة بزيادة الرواتب، في حين نظمت مظاهرات أخري في اندونيسيا والفليبين وهونج كونج وسنغافورة وكوريا الجنوبية. وفي ميانمار، تجمع مئات العمال في العاصمة يانجون لمطالبة النظام الحاكم بتحسين الأجور وإجراء تعديلات دستورية لتمكين زعيمة المعارضة "أونج سات سو تشي" من المشاركة في الانتخابات.
وفي موسكو تظاهر نحو مائة ألف شخص في الساحة الحمراء للمرة الاولي منذ 1991 في استعادة لتقليد يعود الي حقبة الاتحاد السوفيتي وسط موجة وطنية واسعة تشهدها روسيا بسبب الازمة الاوكرانية. ورفع المشاركون لافتات تؤيد الرئيس فلاديمير بوتين وترحب بانضمام القرم الي روسيا في مارس الماضي. في الوقت نفسه احتشد الآلاف في ساحة "الاستقلال" وسط العاصمة الأوكرانية كييف فيما أسموه "مسيرة العدل" وذلك في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أزمة سياسية أطلقت مواجهة بين روسيا والغرب علي أراضيها. وفي اوروبا خرجت مسيرات بمشاركة الآلاف في مدن بفرنسا واليونان وايطاليا وإسبانيا، تحولت الي احتجاجات علي سياسات التقشف المتبعة في تلك البلاد وكذلك ارتفاع معدلات البطالة، وقد وجهت تلك المسيرات بكميات كبيرة من قنابل الغاز من قبل عناصر الأمن.
وفي السويد شارك الآلاف في مظاهرة نقابية في بوردينوني احتجاجا علي اغلاق مصنع شركة الكترلكس السويدية الذي تسبب بفقدان 1300 عامل وظائفهم. وفي تركيا، استخدمت الشرطة خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين أصروا علي اقتحام الطوق الامني والدخول الي ساحة "تقسيم" حيث مركز المظاهرات المناهضة للحكومة العام الماضي في اسطنبول، للاحتفال بعيد العمال هذا العام. وانتشر نحو 40 ألفا من عناصر الشرطة لمنع الوصول الي هذه الساحة، حيث وقعت مواجهات من المتظاهرين. وشلت مظاهر الحياة في هذه المدينة حيث أغلقت السلطات الطرقات وعلقت خدمات العبارات وأغلقت محطات المترو لمنع حشد المتظاهرين.
وفي إيران، أقيم احتفال بمشاركة آلاف العمال في العاصمة طهران، أعلن خلاله الرئيس "حسن روحاني" عن ترحيبه بإعادة إنشاء نقابات مستقلة للعمال وذلك بعد حلها خلال عهد سلفه "محمود أحمدي نجاد". وفي المنطقة العربية، خرج العشرات في شوارع العاصمة العراقية بغداد رافعين أعلام البلاد، كما أقيمت مظاهر احتفالية في العاصمة اللبنانية بيروت. وفي قطاع غزة بفلسطين المحتلة، تظاهر العشرات حيث نددوا بالفقر والبطالة. وقالت حكومة حماس امس ان نحو نصف العمال في قطاع غزة عاطلون عن العمل بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ نحو ثمانية أعوام.