عادت أزمة السولار والبنزين لتدخل علي الخط مع نقص وقود محطات الكهرباء.. وظهرت الطوابير في القاهرة والجيزة ومدخل طريق الإسماعيلية الصحراوي وجسر السويس . وعادت من جديد اللوحات المعلقة علي محطات البنزين بوسط القاهرة وكوبري القبة لترفع شعار ( عفوا لايوجد بنزين 80) وتصاعدت أزمة السولار في الصعيد لتواكب ذروة موسم الحصاد ولجأ الفلاحون في الوجه البحري خاصة محافظتي الشرقية والدقهلية إلي تخزين السولار في جراكن وبراميل رغم خطورته . وبدأت عدة مصانع في تقليل إنتاجها نظرا لندرة الوقود. وأكد مصدر مسئول بوزارة البترول تراجع إمدادات المحطات وأن هناك صعوبات تواجه الصيف القادم نظرا لأن الغاز المستورد من الخارج لن يصل قبل شهر سبتمبر بعد انتهاء ذروة الصيف كما أن الفحم لن يتم استقباله قبل يناير القادم . مشيرا إلي أن هناك نقصا حادا في كميات المازوت الموردة لمحطات الكهرباء . وأضاف أن المشكلة بدأت تظهر في إمدادات الوقود نظرا لتجمد الخام في أنبوب خط بدر التبين والذي يصل من السويس عن طريق مدينة بدر مرورا بالتبين وبني سويف والمنيا حيث تم بطريق الخطأ ضخ كميات من خام قارون رغم أنه لايصلح إلا لنقل البنزين السولار وحتي الآن الخط معطل مما أحدث أزمة وإعاقة في نقل المواد البترولية للصعيد . وأضاف أن مشكلة الكهرباء لا يمكن إاستيعابها هذا الصيف نظرا لاحتياجاتنا لأربع مراكب عائمة تم تدبير مركب واحد فقط منها ولن يقل الإيجار اليومي للمركب عن 100ألف دولار. من جانبه أرجع د . رمضان أبوالعلا خبير البترول والطاقة مشكلة البنزين والسولار لعدم وجود استراتيجية واضحة لدي وزارة البترول منذ 30 عاما حيث يتم العمل بنفس الآليات القديمة والدليل أناستهلاك البنزين كان في 2009-2010 نحو 3 ملايين طن و وصل العام الماضي إلي خمسة ونصف مليون طن بينما زاد استهلاك السولار من و 11.8 مليون طن إلي 14 مليون طن والمفروض أن زيادة استهلاك المشتقات البترولية يواكبها معدلات نمو اقتصادي. وقال إن استراتيجية الحكومة تسير بنهج خاطيء وتستنفد النقد الأجنبي في استيراد المواد البترولية. وطالب باتخاذ حلول غير تقليدية لحل أزمة الوقود، أما أزمة الكهرباء فتحتاج إلي مشاركة الجميع في الحل مواطنين وحكومة . واقترح رمضان أبو العلا تقسيم مصر إلي مربعات سكنية وصناعية ويقوم كل مربع بترشيد استهلاكه بنسبة 20٪ لا يتم قطع التيار عنه ومن يوفر 10٪ لايتم قطع التيار عنه إلا في الضرورة القصوي . وعندما نخفض الأحمال بتلك الطريقة سنوفر من السولار والمازوت التي تحتاجه المحطات ونقلل الطلب عليه ونحل ولو جزء من المشكلة . ومن جهته أكد د. إبراهيم زهران خبير الطاقة أن عودة أزمة الوقود سببه أننا نستورد فوق إنتاجنا مايقارب من مليوني طن من البنزين والسولار يوميا . كما أننا اعتمدنا علي الشحنات المجانية التي تأتي من الإمارات والسعودية والكويت والتي مازالت مستمرة لكننا بقلة خبرة بعض المسئولين نفسد العلاقة مع الدول الشقيقة التي تمدنا بالوقود فرغم أن هذه المنح هدية إلا أن روتين بعض الموظفين يعوق تفريغها وتظل لعدة أيام موجودة في المياه مما يحملها غرامات تأخير ونطلب من هذه الدول دفع هذه الغرامة . ويجب أن تتوقف تلك المافيا عن تلك الأفعال المسيئة . أوضح أننا نحتاج يوميا إلي مواد بترولية تكلفتها 60 مليون دولار ..كيف ندبرها ؟كما أرجع سبب عجز الوقود إلي التوقف عن ضخ زيت لتكريره في بعض المعامل . ولا تعمل معامل ميدور بالكفاءة المطلوبة نظرا لنقص الخام . أما مشكلة الكهرباء فتحتاج لصيانة سريعة للمحطات وهناك 10آلاف ميجا وات خارج الخدمة كما أن هناك وحدتين متوقفتين بمحطة الكريمات . يأتي ذلك في الوقت التي تؤكد فيه وزارة البترول ضخ كميات إضافية من السولار لمواجهة احتياجات المزارعين لموسم الحصاد وضخ كميات إضافية من البنزين بالإضافة لانتظام الكميات الموردة من المازوت والغاز لمحطات الكهرباء . بالإضافة لتوقيع عقود لاستيراد كميات من الوقود خلاف المساعدات العربية . وأكد المهندس طارق الملا رئيس هيئة البترول توقيع عقد لتوريد سولار ووقود النفاثات بكمية تبلغ مليون ونصف المليون طن سنوياً لمدة ثلات سنوات حتي نهاية عام 2016 و تجديد عقد استيراد الخام النفط الكويتي لمدة ثلاث سنوات جديدة لتوريد مليوني برميل شهرياً .وأكدت مصادر أن فتح الباب أمام القطاع الخاص لاستيراد الغاز لن يحل أزمة نقص الكميات اللازمة لقطاع الصناعة بشكل كامل وأن أصحاب المصانع ورجال الأعمال يفضلون خفض إنتاجهم أفضل من اللجوء إلي الخارج واستيراد الغاز الذي يتكلف 12 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية.