صفوف من الناخبىن أمام مركز اقتراع فى العاصمة الافغانىة كابول أدلي الناخبون الأفغان امس بأصواتهم في انتخابات رئاسية تمثل اول انتقال ديمقراطي محتمل للسلطة في البلاد علي انه من شأنه ايضا ان تطوي صفحة الرئيس "حامد قرضاي" بعد بقائه في الحكم 13 عاما، وذلك وسط تهديدات سابقة من حركة "طالبان" بعرقلة الاقتراع. وأصيب أربعة ناخبين امس إثر وقوع انفجار في مركز اقتراع بإقليم "لوجار" جنوب شرق البلاد بعد ساعات من فتحه أمام الناخبين. وعُزلت العاصمة كابول عن بقية البلاد بسلسلة من حواجز الطرق ونقاط التفتيش. ونُشر أكثر من 350 ألفا من قوات الأمن الأفغانية لإحباط اي هجمات علي مراكز الاقتراع وعلي الناخبين. وفي وسط حالة الفوضي الأمنية، قالت "أسوشيتد برس" إن شرطيا أفغانيا أطلق النار علي صحفيتين تعملان لديها في شرق افغانستان قبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع مما أسفر عن مقتل إحداهما وإصابة الأخري بجروح. من جهته دعا قرضاي الناخبين الي "تحدي" تهديدات حركة "طالبان" والادلاء بأصواتهم، قائلا بعد ان أدلي بصوته في أحد مراكز الاقتراع "نعيش يوما مهما لمستقبلنا ولمستقبل بلدنا". ودعا نحو 12 مليون ناخب من أصل نحو 30 مليون نسمة - للاختيار من بين ثمانية مرشحين ثلاثة منهم يعتبرون الأوفر حظا وهم وزيرا الخارجية السابقين "زلماي رسول" و"عبد الله عبد الله" المعارض الذي حل في المرتبة الثانية في انتخابات 2009، و"اشرف غاني" رجل الاقتصاد ووزير المالية السابق. . وحذرت "طالبان" المدنيين من استهدافهم إذا شاركوا في الاقتراع كما تعهدت بأنها "ستزعزع" الانتخابات بأي ثمن، ولن تتردد في مهاجمة مراكز الاقتراع. وغادر معظم المراقبين الأجانب أفغانستان عقب هجوم علي فندق في كابول الشهر الماضي أسفر عن سقوط قتلي. وإذا لم يحصل أي من المرشحين علي أكثر من 50٪ من الأصوات في الاقتراع -وهذا متوقع- ستجري جولة ثانية بين المرشحين اللذين حصلا علي أعلي عدد من الأصوات في الجولة الأولي في 28 مايو. ولن تعرف النتائج الاولية للدورة الاولي للإنتخابات قبل 24 ابريل ولن يعلن اسم الفائز قبل شهور ربما حتي اكتوبر. والعامل الأخر الذي يثير القلق هو الفساد وتاثير المسؤولين المحليين او المرشحين او الحكومة المنتهية ولايتها وحتي القوي العظمي التي لها مصالح استراتيجية في البلاد مثل الولاياتالمتحدة او ايران او باكستان. ومنذ سقوط نظام "طالبان" رسميا عام 2001 لم تعرف افغانستان سوي حاكم واحد هو قرضاي الذي عينه الغرب علي رأس البلاد في اواخر ذلك العام وانتخب للمرة الاولي في 2004 ثم اعيد انتخابه في 2009 في اقتراع اتسم بالفوضي وبمشاركة ضعيفة (30٪ تقريبا)، وعمليات تزوير علي نطاق واسع وأعمال عنف. ويحظر الدستور علي قرضاي الترشح لولاية ثالثة. ويتوقع معظم الناس أن تكون هذه الانتخابات أفضل من الانتخابات السابقة. ومع التطورات تلك، قد لا يتاح وقت كاف للانتهاء من اتفاق بين كابول وواشنطن يسمح ببقاء عشرة الاف جندي امريكي في البلاد بعد 2014 عقب رحيل معظم القوة الأمريكية التي تبلغ حاليا نحو 23500 جندي.