جثامين الضحايا قبل نقلهم الى مصر اتشح نجع مخيمر التابع لمركز مراغة شمال سوهاج بالسواد.. وسيطرت عليه حالة من الحزن الشديد الذي اختلط بالذهول بمجرد أن علم أبناؤه خبر مقتل 7 أقباط من عائلة واحدة في ليبيا وكان قد تم العثور علي جثثهم مصابة بأعيرة نارية في الرأس علي شاطئ قرية جروثة التابعة لبني غازي بعد خطفهم من شقق كانوا يقيمون بها. انتقلت الأخبار الي نجع مخيمر ورصدت حالة الألم التي سادت أرجاءه كانت الصدمة تبدو علي وجه صديق بباوي (70 سنة) والد المجني عليه طلعت، وقال: لم اصدق الذي جري لابني واقاربي ولم اصدق حتي الان انهم قتلوا جميعا علي يد مجهولين ولا اعرف ما السبب وراء الحادث لقد سافر ابني طلعت الي ليبيا لاول مرة منذ اكثر من 20 عاما وعمل هناك في مجال المقاولات ولحق به زوجا ابنتيه هاني جرجس وندهي جرجس اللذان قتلا في الحادث كما قتل ايضا اقاربنا ادوارد ناشد بولس وايوب صبري توفيق وسامح روماني وفتحي صديق كما ابلغنا عبر التليفون بنجاة حفيدي نشأت طلعت الذي تمكن من الهرب اثناء الهجوم المسلح وراح الاب المكلوم يبكي بحرقة شديدة ويهذي بكلمات غير مفهومة من شدة الصدمة التي تعرض لها عقب علمه بالحادث البشع وبصعوبة شديدة تمالك الاب المسكين نفسه وأضاف: لقد عاش ولدي طلعت في امان ولم نسمع عن وجود عداءات له في ليبيا وكان شغله الشاغل العمل وتوفير نفقات المعيشة لاولاده واسرته وكان دائما علي اتصال بي وبأمه التي أغمي عليها بمجرد علمها بالخبر المشئوم وواصل ابني طلعت استطاع ان يوفر فرص عمل لاخرين من ابناء القرية ولاقاربه وعرفت ان هناك حوالي 15 شخصا تمكنوا من النجاة من الحادث وتم إخفاؤهم عن اعين المجرمين القتلة ولم اعرف ما الدافع وراء الحادث الغريب وطالب بسرعة الكشف عن ملابسات الحادث والتوصل الي الجناة من جانبها أوضحت زوجة شقيق المجني عليه طلعت: زوجي عوني موجود بالقاهرة الان لاستقبال الجثامين السبعة ونحن نعيش في حالة صدمة منذ معرفتنا بالحادث البشع وقالت ان جنازة الضحايا ستكون اليوم. من جانبها أدانت الكنيسة القبطية المصرية الحادث الإرهابي وطالبت بسرعة التحقيق في هذه الجريمة البشعة والقبض علي العناصر الإرهابية التي تسببت في هذا الحادث الأليم وقالت ان دماء الشهداء ثمينة جدا وحقهم واجب علينا. وعلمت "الأخبار" أنه تم سحب القس بولا راعي كنيسة بني غازي التابعة للكنيسة الارثوذكسية المصرية من قبل بسبب احداث مماثلة تم خلالها التعدي علي الكنيسة وهو ما ادي الي صعوبة التنسيق للوصول الي شخصيات وعناوين الضحايا في مصر.. واضافت مصادر ان بني غازي تشهد انتشار مليشيات مسلحة دون باقي مدن ليبيا وتمارس كل انواع العنف والقتل ضد المصريين المقيمين هناك. من ناحيه اخري ناشد هاني رمسيس القيادي باتحاد شباب ماسبيرو السلطات المصرية توفير سيارات لنقل الشهداء إلي أماكن دفنهم بالمحافظات ، لان غالبيتهم من محافظات الصعيد . وطالب بفتح أبواب الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، لاستقبال الشهداء كي يلتف حولهم المصريون. علي جانب آخر تعقد منظمة الاتحاد المصري لحقوق الانسان " الايرو " بالاشتراك مع مركز الكلمة لحقوق الانسان بمقر الاتحاد مؤتمرا صحفيا لفضح ممارسات ليبيا ضد المصريين المقيمين بليبيا وإعدام سبعة مصريين مسيحيين رميا بالرصاص في بني غازي علي اساس الهوية الدينية . وقال المستشار نجيب جبرائيل ان اعدام مسيحيين في ليبيا ليس المرة الاولي فقد سبق احراق الكنيسة المصرية في مصراته وفي بني غازي ..كما أدانت حركة صرخة الأقباط الحادث وطالبت السلطات المصرية بسرعة التحرك والرد علي مجرمي ليبيا واخذ حق الشهداء السبعه احتراما لمشاعر المصريين.. ونفي شقيق أحد الضحايا السبع ماقاله السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم الخارجية حول ملابسات الحادث قائلا: طلعت مقيم في ليبيا منذ 23 عاما ويعمل هناك ودخله المادي جيد وليس في حاجه للسفر الي ايطاليا ، كما أنه "أمي " لا يعرف القراءة والكتابة.. وقال أن الضحايا كلهم من عائلة واحدة وبينهم صلات قرابة ونسب وأشار الي ان صلاة الجنازه ستتم بمطرانية سوهاج اليوم وسوف يترأس الصلاة الانبا باخوم أسقف سوهاج موضحا أن عودة الجثامين الي مصر تأخرت بسبب اجراءات الطب الشرعي في ليبيا . وأضاف منذ اسابيع قليلة ماضية قامت جماعة أنصار السنة بالسؤال عن منازل المسيحيين بالمنطقة لأنهم مقيمون هناك لفترات طويلة ومعروفون وتم اختطافهم من منازلهم وقال أن احد الناجين من المجزرة هو نجل طلعت وسوف يعود مع الجثامين من ليبيا وقد أدان الأزهر الشريف حادث قتل المصريين العُزَّل في ليبيا، مؤ كدا ثقته في قدرة الحكومة الليبية علي حماية المصريين ومواجهة الإجرام والفوضي. كما نعي المجلس الأعلي للطرق الصوفية المواطنين السبعة وطالب رئيسه الدكتور عبد الهادي القصبي في بيان له السلطات الليبية بسرعة الكشف عن مرتكبي الحادث.