رغم مرور اكثر من عام علي عمليات الارهاب الاسود في مصر، لم نسمع حتي الآن مايمكن ان يشير او يطمئن النفس، الي ان القصاص هو العقاب الحتمي لكل ارهابي قاتل. ومع غياب او تأخر القصاص حتي اليوم من مرتكبي عشرات الجرائم في سيناء وغيرها من المحافظات، زاد الارهابيون من جرائمهم بسبب العدالة البطيئة التي لاتتسبب في انتشار الارهاب فقط وانما تزيد من آلام واحزان الضحايا واهاليهم. لقد شهدت مصر ثورتين، بسبب ضجر الناس وغضبهم من الاوضاع التي كانت سائدة مثل الفساد الفاضح والظلم وغياب العدالة ناهيك عن الاستبداد والقهر وتقييد الحريات. وكنا نمني النفس ان يتغير الحال بعد الثورتين، وان نشهد عدالة ناجزة لمواجهة الفاسدين والقتلة والارهابيين وتوقيع العقاب الرادع بحقهم، لكن مما يؤسف له ان شيئا من هذا لم يتحقق لدرجة ان هناك جرائم ارهابية هزت مصر كلها لانعرف حتي الآن ماذا تم فيها وينتظر اهالي الضحايا الابرياء مايبرد النار المشتعلة في صدورهم علي ذويهم الذين فقدوا حياتهم ولم يتم القصاص من قتلتهم حتي اليوم. لقد لمس المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية كبد الحقيقة عندما ناشد رئيس محكمة استئناف القاهرة بإنشاء دوائر اضافية لقضايا الارهاب بمايساعد في سرعة الفصل في القضايا ويحقق هدف الردع لكل من تسول له نفسه الاشتراك في اي اعمال ارهابية. ولاشك ان زيادة عدد الدوائر سوف يساهم بشكل فعال في الاقتراب من حلم العدالة الناجزة، لكن هذا وحده لايكفي فالامر يتطلب ايضا ادخال تعديلات علي قانون الاجراءات الجنائية بمايقضي علي اي ثغرات يستغلها بعض المحامين لإطالة امد التقاضي. القصاص هو الحل ايها السادة للقضاء علي الارهاب في مصر وإلا فانتظروا المزيد من عمليات القتل والحرق والتدمير لأن مرتكبيها لايجدون ما يردعهم!