السيسي في موسكو بالبدلة المدنية ولأول مرة بدون البدلة العسكرية، ولأول مرة زيارة رسمية بعد ثورة 03 يونيو والعلاقات المصرية الروسية دائماً علاقات تحمل الأمان لكلا الطرفين، لروسيا لوجود قوي في الشرق الأوسط ولمصر بعداً عن العلاقات العصبية ذات الأغراض السياسية الدفينة في قلب أمريكا. العلاقات الروسية تحمل للشارع المصري دائماً الإحساس بعدم التنمر أو الخيانة فقد بدأ بعد الموقف السياسي الدنيء من أمريكا حينما كانت مصر في معركة بناء السد العالي وحينما كادت مصر تصاب بخيبة أمل نحو تمويل ذلك المشروع العملاق في حينه والذي تخلت فيه الدول وعلي رأسها والمنظم للمؤامرة أمريكا ووقفت روسيا مع مصر وحضر الرئيس بريجنيف ووضع حجر أساس السد مع الرئيس جمال عبدالناصر، وظلت العلاقات حميمة طوال حكم الرئيس عبدالناصر وجزء من حكم الرئيس السادات.. وبدأت أمريكا تنسحب للدخول إلي مصر والدخول في علاقات وكانت »كامب ديفيد« أو معسكر داوود وكانت حامية لعودة العلاقات مع إسرائيل وانسحب الضوء عن العلاقات الروسية قليلاً ودخلت أمريكا بقعة الضوء في السياسة المصرية. وبعد استشهاد الرئيس السادات أمسك الرئيس مبارك العصا من المنتصف قليلاً ثم سيطرت العلاقات الأمريكية علي الساحة المصرية وبعد قيام ثورة 52 يناير ثم 03 يونيو بدأ الوعي السياسي يسترد نفسه ويستعدل ولا يرتمي في أحضان أمريكا رغم العمل السياسي الشديد القوة من الجهة الأمريكية لاحتضان المناخ الجديد في مصر. ولكن لأن السيسي رجل عاش العسكرية المصرية والأمان العسكري بالتسلح الروسي فقد بدأ علي ما أعتقد بزيارة روسيا التي ندين لها وجدانياً بالموقف العظيم بالتسليح في كل المواقف كصديق دائم ليس لديه أي أطماع للسيطرة. وحينما رأيت السيسي بالبدلة المدنية مع العبقري في العلاقات الخارجية الوزير نبيل فهمي وزير الخارجية استبشرت خيراً.. استبشرت خيراً لأن العلاقات الأمريكية في قلبها الرغبة الدائمة المسبوبة بالسيطرة ولكن العلاقات الروسية ليست لديها هذه الرغبة العارمة بالسيطرة، كل رغبتها الصداقة وبيع السلاح الروسي لمصر ومعه ناحية أخري يمكن أن تكون العلاقات الروسية المصرية فيها نوع من التآخي والوجود في الشرق الأوسط كله.. أهلاً بالعلاقات الروسية المصرية محوطة بابتسامات السيسي الشديدة الذكاء.