إصرار إدارة أوباما علي حكاية الشرعية وصندوق الانتخابات المزور في تعاملها مع ثورة الشعب المصري ما هو إلا سبوبة للتغطية علي صدمتها المدوية بعد إسقاط حكم جماعة الإرهاب الإخواني الحليف المطيع. إن احساس الإدارة بفداحة خسارتها بعد هذا التحرك من جانب الشعب المصري دفع بها للوقوف ضد ثورته. ليس من تفسير لهذا الموقف سوي أن هذا الحكم الإرهابي لمصر قد عقد الصفقات والعهود لواشنطن لتنفيذ وتفصيل مخططها التآمري القائم علي تفتت وحدة العالم العربي عن طريق الفوضي الخلاقة وفقا لما اعلنته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية في عهد »بوش« الابن. وكما هو معروف فإن جوهر هذا المخطط الذي تم وضعه بعد صدمة احداث 11 سبتمبر 2011.. هو تقسيم العالم العربي ودفعه إلي حلبة من الصراعات المدمرة لتحقيق هذا الهدف.. وفي هذا الشأن يتمثل أمامنا البداية التي كانت ضحيتها دولة العراق ثم تبعها بعد ذلك السودان وتونس وليبيا واليمن وسوريا. وفي إطار هذا السيناريو التآمري الأمريكي علي العالم العربي جاء الدور علي مصر. لقد وجدت واشنطن أوباما ضالتها في جماعة الإرهاب الإخواني للقيام بهذه المهمة في مصر. جاء ذلك إيمانا بأن تطويع مصر سوف يفتح الطريق أمامها للسيطرة علي باقي العالم العربي. بناء علي ذلك وبعد ثورة 30 يونيو التي خلصت مصر من الحكم الإخواني لم تجد إدارة أوباما مبررا لمساندة هذه الجماعة الإرهابية سوي حكاية الشرعية وصندوق الانتخابات بدعوي الدفاع عن المسار الديمقراطي.. كان من الطبيعي ادراك ان هدف هذا الادعاء غير الصادق مسخر لخدمة مصالح الامبريالية الأمريكية وإسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية. ليس أدل علي هذه الحقيقة من قيام الإدارات الأمريكية المتعاقبة بدعم وتمويل العديد من الأنظمة الديكتاتورية المستبدة لا لسبب سوي لانها خاضعة للنفوذ الأمريكي ومُستخدمة لتنفيذ ما يملي عليها. هذا السلوك الأمريكي يذكرني بالممثل الكوميدي الذي يعرفه كل المصريين والذي يقول: »سرقوا الصندوق يا.. ولكن مفتاحه معايا«. بالطبع ووفقا لمسيرة هذا التآمر الأمريكي فقد كان علينا ان نعلم ما يعنيه هذا المثل وهو ما ينطبق علي ما تقوم به الولاياتالمتحدة. هذا التفسير يعني ان جماعة الإرهاب الإخواني قامت بسرقة هذا الصندوق الذي هو مصر بمساعدة وتمويل ومساندة من الضغوط الأمريكية. وبعد أن أصيبت ادارة أوباما بخيبة الامل بعد فشل سيطرتها علي مصر من خلال هذه الجماعة الإرهابية. كانت علي ثقة بأنها تملك مفتاح هذا الصندوق لاستغلاله في الحديث عن الديمقراطية غير تلك الديمقراطية التي استهدفتها ثورة 30 يونيو بحق وحقيق. ملاحظة واجبة يستحق الاشادة حديث ومعالجة وتعليق الإعلامية اللامعة أماني الخياط الذي دار حول خبر اجتماع المتحدث الإعلامي باسم الرئاسة بما يسمي القوي الشبابية لانه يعبر عن الحقيقة الغائبة.. انه كان اكثر من رائع.