كتبت جريدة الواشنطن بوست افتتاحية هاجمت فيها مشروع الدستور الجديد، وصفت مواده بأنها تكرس سيطرة الدولة ومؤسساتها أكثر من أي وقت مضي بما يعني أن الدستور يرسخ الدكتاتورية وحكم الفرد، توقف الدكتور أمين بنه عند المقال وهو أستاذ مصري يعمل في جامعة جورج تاون استاذا للغة العربية ومن قبل كان في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أرسل ردا علي الافتتاحية نشرته الجريدة أمس، وهذا له دلالة ايجابية، امكانية الحوار والتوضيح، هناك حملة ضد مصر ممولة من قطر التي دفعت مليارات إلي الشركات الإعلانية لتدير حملة عدائية ضد الدولة المصرية ولكن الصحف الكبري تظل بها مساحة للرأي الآخر وهذا ما يجب الانتباه إليه. النيويورك تايمز من أعرق الصحف الأمريكية نشرت مقالات معادية حادة لكنها من جانب آخر سعت إلي عدد من الكتاب المصريين الكبار وأصحاب وجهات نظر مختلفة أذكر منهم إبراهيم عيسي وعلاء الأسواني، طلبت منهما الرأي فكتبا بوضوح وقوة وكم تمنيت أن تهتم صحفنا بهذا الجدل، ان تتم ترجمة المقالات التي تهاجم بالنص والردود المختلفة معها من كتاب مصريين أو آخرين. من حقنا أن نعرض وأن نتابع ما يجري، إن مقالا واحدا لكاتب معروف عند القراء أهم ألف مرة من حملة إعلانية تتكلف المليارات رغم ما فيها من مسارب خفية، كتب الدكتور امين بنه وهو عالم لغة ومصري صميم من الدقهلية، تربطني به صلة قوية، كتب يقول إن الافتتاحية لم تعبر عن حقيقة ما يجري في مصر، وانها التزمت رؤية أكاديمية مغايرة بعيدة عن حقائق الأوضاع، مجردة، وأكد علي نقاء الثورة العربية بمرحلتيها وأنها كانت ضد الاستبداد وساعية إلي الحرية وان الإخوان تدخلوا في المرحلة الأولي واختطفوا الثورة، وقال إن الإخوان يظهرون غير ما يبطنون، فرغم اظهارهم الود للولايات المتحدة الا انهم يعتبرونها في فكرهم وبرامجهم مصدر الشر في العالم ويدعمون العنف الإرهابي ويعتبرون المسيحيين أعداء ويضيقون عليهم وتحدث عن أوضاعهم بعد وصول الإخوان إلي الحكم. كذلك عدائهم للمرأة والحرية، المقال قوي ويوضح الأمور للقراء في بلد تلعب فيه الصحافة بأنواعها المقروءة والمرئية دورا كبيرا في صياغة الوعي واتخاذ القرار، لكم أتمني ان يطلع المصريون علي أطراف الجدل من خلال متابعة دقيقة تطلعنا علي الحقائق، ويبقي أهم عنصر في الموقف وهو الشعب المصري وموقفه من التجارة بالدين والإرهاب وتوقه إلي الحرية بكامل أنواعها وتضحياتها، موقف الشعب الواعي هو الذي سيؤثر ويغير في سياسات الآخرين مهما كان سوء الفهم أو الدفع بالمليارات للتعتيم علي الواقع وتشويه الصورة.