اثار موقع "ويكيليكس" ضجة عالمية وسبب احراجا للولايات المتحدة بنشره اكثر من ربع مليون برقية سرية بين الإدارة الأمريكية وسفاراتها في العديد من العواصم العالمية. وتضمنت هذه الوثائق معلومات حساسة حول قضايا إقليمية ودولية مختلفة، بدءاً بالملف النووي الإيراني، حيث تظهر تحريضاً إسرائيلياً وعربياً ضد الجمهورية الإسلامية، مروراً بعمليات تجسس أمريكية طالت منظمة الأممالمتحدة، وصولاً إلي التطرق إلي الصفات الشخصية لعدد من قادة الدول.وتباينت ردود الفعل الدولية تجاه نشر هذه الوثائق التي كشفت عن نظرة واشنطن الي العالم. وفضلت الامم المتحدة عدم التعليق علي الوثائق التي تشير الي طلب الجانب الامريكي جمع معلومات حول كبار موظفيها في العالم، الا انها شدددت علي ضرورة "احترام الدول الاعضاء" لحصانة موظفيها. وفي القدسالمحتلة، صرح مسئول اسرائيلي كبير بان اسرائيل تشعر بالارتياح بعدما كانت تخشي احراجا جديا بفعل مضمون الوثائق. وقال مستشار سابق للامن القومي الاسرائيلي ان تسريبات ويكيليكس عن الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولاياتالمتحدة لكبح جماح البرنامج النووي الايراني تمثل مكاسب غير متوقعة علي صعيد العلاقات العامة بالنسبة لاسرائيل. وقال المعلق سيفر بلوتزكر الذي يكتب في صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ان "صورة واحدة دقيقة وواضحة" ظهرت وهي أن "العالم بأكمله وليس اسرائيل فقط مرعوب من البرنامج النووي الايراني." وفي انقرة، اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان مصداقية ويكيليكس محل شك. وذكرت مجلة دير شبيجل الالمانية أن دبلوماسيين أمريكيين اثاروا شكوكا في مصداقية تركيا العضو في حلف شمال الاطلنطي وصوروا قيادتها علي انها منقسمة علي نفسها ومخترقة من قبل الإسلاميين. ونقلت دير شبيجل عن برقية قولها ان اردوغان طوق نفسه "بحلقة حديدية من المستشارين المتملقين. وفي باريس، اعربت فرنسا عن تضامنها مع الادارة الامريكية معتبرة ان نشر هذه الوثائق يمثل تهديدا.وفي برلين، اكد منسق علاقات التعاون عبر الاطلنطي بالحكومة الالمانية ان علاقة بلاده بواشنطن لن تتأثر مشيرا الي انهم سيتعاملون مع الوثائق بهدوء كامل. وواصلت الوسائل الاعلامية الخمس في العالم التي حصلت علي حق نشر الوثائق بالتزامن مع ويكيليكس الكشف عن البرقيات الامريكية. وذكرت صحيفة الجارديان البريطانيةان وثائق عديدة تعكس رغبة دول الخليج في الحصول علي سلاح أمريكي. كما اضافت الصحيفة ان محافظ بنك انجلترا المركزي ميرفين كينج اتهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير المالية جورج اوزبورن "بالسطحية" وان الولاياتالمتحدة صدمت لما وصفته الصحيفة "بالسلوك الفظ" للامير اندرو عضو الاسرة المالكة في بريطانيا حين يكون خارج البلاد. وتضمنت البرقيات أيضا انتقادات للعمليات العسكرية البريطانية في أفغانستان. وقالت الجارديان التي ستنشر المزيد من تفاصيل البرقيات الدبلوماسية المسربة خلال الايام القليلة القادمة ان القادة العسكريين الامريكيين والرئيس الافغاني حامد قرضاي والمسئولين المحليين في اقليم هلمند الافغاني انتقدوا الجيش البريطاني لاخفاقه في فرض الامن حول بلدة سانجين في جنوبأفغانستان. وذكرت الصحيفة ايضا ان الولاياتالمتحدة شكت لبكين مرارا من شحن مكونات صواريخ كورية شمالية الي ايران عبر اراضي الصين. واوضحت الصحيفة في تقرير نشر علي موقعها علي الانترنت انه في واحدة من المناسبات قبل ثلاث سنوات ضغطت واشنطن علي الصين لتتحرك بسرعة لوقف احدي الشحنات. وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن تسريبات ويكيليكس ان الولاياتالمتحدة حاولت سرا منذ عام 2007 ولكن بدون جدوي سحب يورانيوم عالي التخصيب من مفاعل نووي في باكستان تخشي ان يتم تحويله لصنع "سلاح غير شرعي". لكن الصحيفة الامريكية لم تذكر باي طريقة قامت واشنطن بذلك ولا اي "سلاح غير شرعي" تتحدث عنه ولا المكان الذي يحتمل ان يصنع فيه سواء في باكستان او الخارج.وقالت صحيفة لوموند الفرنسية ان البرقيات الدبلوماسية الامريكية التي نشرها موقع ويكيليكس تضمنت تصريحات لمصدر عام 2009 تحدث عن اصابة الزعيم الاعلي الايراني اية الله علي خامنئي بسرطان في مراحله النهائية ويمكن ان يموت خلال بضعة أشهر.