يحدث دائما في فترات التغييرات السياسية، هزات سلوكية في البنية الاجتماعية، كذلك يحدث هذا التغيير عند الانتقال من نظام اقتصادي بعينه الي غيره.. ومايحدث عندنا سبقنا اليه المجتمع الفرنسي، بعد الثورة الفرنسية ام الثورات الشعبية جميعها. حدث في مصر هزة اقتصادية وسياسية حادة، تأثر بها المجتمع المصري، وعلي رأسه شباب منتصف العمر، ممن عاشوا عهود الحكم البوليسي ، وتقييد الحريات لأكثر من ثلاثين عاما ، غاب فيهم دور الشباب علي كل المستويات، الحزبية والنشاطات الاجتماعية والثقافية، واحزاب اصلاحية من غير هوية سياسية ، اهدافها وبرامجها، خرجت من رحم الحزب الحاكم ، وتنظيماته ومطابقة لارادته وليست بارادة شعبية.. احزاب اسرية غالبا ما تتكون من القمة ، دون ارادة القاعدة وبمصلحة مشتركة بين مؤسسيها. جاءت الفرصة التاريخية للشباب علي طبق من ذهب، بثورة المعلومات والتواصل الاجتماعي، وانفتح الشباب علي الغرب بحرياته وثقافاته المتعددة، ودون ان ينتبهوا الي انها حريات، يحكمها ويضبط ايقاعها القانون والأعراف.. بثورة المعلومات والتواصل الاجتماعي، خرجت ثورة 25يناير 2011، وبشباب من غير خبرات سياسية وثقافية. ثورة خاضها شباب تنقصه المعرفة ، والقراءة السياسية والتاريخية..ثورة لم تكن صاحبة برنامج بعينه، أواهداف محددة ، وما خرجت علينا به، من نداء (عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة انسانية)، لم يكن برنامجا بالمعني الثوري، انما شعار ثوري من غير أية آلية بعينها للتنفيذ، وبلا قيادات، ومن ثم كان السطو علي الثورة بقيادات متمرسة علي العمل في الشارع سهلا للغاية.. أما قياداتكم وإن وجدت ، فهي ليست مجتمعة علي هدف.. قيادات شتي، فيها الف ائتلاف واتلاف، ومثلهم تجمعات شبابية بغير اغلبية شعبية، من عمال و فلاحين أو اصحاب المصلحة الحقيقية في القري والنجوع والكفور.. ثورة تفتقد إلي ادبيات الثورات واصولها.. ثورة من غير كوادر سياسية، من شعراء وخطباء ولا فنانين، ولااجهزة للدفاع عنها يسوقون لها في الشارع السياسي، من هنا كان القفز عليها وسرقتها ميسرا.. ومن بعد كانت ثورة 30يونيو، وكادت تلحق بسابقتها، لولا عناية الله وملايين الشعب التي خرجت الي الشوارع، تعلن مساندتها للثورة، بحماية المؤسسة العسكرية، والشرطة في ثوبها الجديد، وبما لديها من معلومات مهمة عن اعداء الثورة والانتهازيين، وحتي لا تلدغ الثورة الشعبية من جحر واحد مرتين، خاصة ان ثعبان الجحر هذه المرة، في يده كل السلطات وعلي كراسي الحكم، ومعه تنظيم سياسي قوي، من شباب استلبت عقولهم وبميلشيات مسلحة ، من هنا كان فضل القوات المسلحة علي الثورة عظيما.. القوات المسلحة المصرية هي جناح الشعب وحارسه في الداخل والخارج.. قوات مسلحة من ابناء الوطن الفلاحين والصعايدة، وبعقيدة وطنية من بداية ثورة الفلاحين بقيادة الزعيم أحمد عرابي، وشباب ثورة 23يوليو25 وإلي يوم يبعثون ، جميعهم ابناء الطبقة المتوسطة، ليس من بينهم مقاتل محترف ولا مرتزقة. خرج علينا بعض الشباب، وما يحزننا جميعا أنهم من طليعة شباب الثورة، يقذفون قواتنا المسلحة ورجال الشرطة المصرية، ويهاجمونهم في الشارع ، وفي اجهزة الاعلام، وكسرهم لحساب الغرب واسرائيل.. يافرحة العدو الداخلي والخارجي فينا، وكأن شبابنا تطوع لخدمتهم ، هجوم وانقسام يتحقق به ما عجزت عنه القوي الصهيونية والامبريالية، ومحاولاتهما القضاء علي اقوي جيش في المنطقة تحقيقا لكسر القوس الخطير حول الكيان الإسرائيلي، وعلي رأسه جيش مصر، بعد تدمير جيش العراق وسوريا، تنفيذا لخطة اسرائيل الكبري، وتأمين وجودها كذراع رادعة، تعمل لحساب أمريكا والصهيونية العالمية، بعد ان قضت قواتنا المسلحة علي مشاريعها الاستعمارية، من اول تقسيم الوطن العربي إلي دويلات، ومشروع الشرق الاوسط الجديد الي مشروع الاورومتوسطي.. احذروا ياشباب، لاتخذلوا ملايين الشعب التي خرجت في 30 يونيو، متفهمة بحسها القومي تضرب بيد من حديد مع قواتها المسلحة ، مؤامرة تفتيت الأمة العربية.. وحدوا صفوفكم وتيقنوا لما يدبر لمصر.. اقرأوا التاريخ، ومعاهدة كامب ديفيد، ومن قبل مشروع سايكسبيكو 1915.. لشباب الثوار اقول عيب ما يحدث من بعضكم، لمصر وثورتها.. عيب وبدون قانون للعيب.