أياد آثمة ومجرمة وعقليات سقيمة ومريضة وقلوب تبدو سوداء مظلمة مليئة بنيران الحقد والكراهية حولت العيد الي مأتم، والفرحة الي احزان، والبهجة الي بؤس وكآبة، وبدلت الهدايا وباقات الزهور بمشاهد أليمة ومروعة من الدماء. ما حدث في كنيسة العذراء بالوراق وراح ضحيته أفراد من شركاء الوطن وأبنائه يحملون بداخلهم آمالا واحلاما عريضة قتلتهم رصاصات الغدر والاجرام وهم لا يعرفون شيئا عن القتل والمبارزة ولم يعدوا لاحد العدة ليقاتلوه أو يرهبوه جريمة بشعة تحتاج الي وقفة. فات الاوان ولن تتحمل الطاقات اكثر من ذلك، فكم من المطالبات بالتصدي بحسم للارهابيين والمخربين وتأمين المنشآت الحيوية لكنها لا تعدو الا ان تكون كلمات تقال وكأنها مجاملات لا تنطوي بداخلها نوايا جادة. لا ننكر بأنه علي مدي العقود الطوال وكثير من الاخفاقات والتجاوزات والممارسات تحدث لاشقائنا الاقباط، ولا يزالون يدفعون الثمن، ومازلنا نضرب علي أوتار سجاياهم الطيبة ونلمس فيها بعمق ومهارة ومباديء وقيم المحبة والتسامح التي تدعو اليها الاديان السماوية لكن هذا ليس مبررا لان تمر الاحداث مرور الكرام ونسمعهم كلمات براقة لن تفيد ولا تحمل في داخلها أي نية أو أدني الية للتنفيذ، المصاب اليم والارهاب بدأ يتغلل داخل الوطن ووصلت الامور الي قتل واعتداءات ودماء وتنغيص لفرحتها ولابد من وضع حلول جذرية وواقعية وكفانا مسكنات ولنبدأ بتطبيق القانون بحزم علي جميع المواطنين ومواجهة الارهابيين وداعمي الفوضي والعنف مهما كان الثمن. آن الأوان لان تصدر حزمة من التشريعات التي تؤكد مفهوم المواطنة وعدم التمييز والمساواة وان تلعب منظمات المجتمع المدني دورها في نشر الوعي وترسيخ وإعلاء قيم الاخوة بين المسلمين والمسيحيين، ولزاما علينا ان نفتح باب الحوار الجاد بين الاحزاب والعلماء والسياسيين المتخصصين والنخبة من المثقفين من ابناء مصر مسلمين واقباط ووضع خطة سريعة وفعالة لمواجهة الارهاب والاخوة الاقباط.. الجريمة بشعة والحادث مؤسف للغاية.. نشارككم مشاعركم وتنتابنا حالة من الغضب والحزن الشديد لما اصاب اهلنا وشبابنا من المواطنين المسيحيين في فرحهم. محاولات التهدئة عن طريق الكلمات المرضية لن تفيد ولن تعود بالضحايا من جديد، وقد ان الوقت لتقوم الدولة بواجبها الحقيقي في التصدي للإرهابيين والمخربين والقصاص العادل من مرتكبي تلك الجريمة وغيره ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه النيل من امن واستقرار هذا الوطن.. ندعو للمصابين بالشفاء ونعزي انفسنا وإياكم ولأسر الضحايا الصبر والسلون.