ولي العهد السعودي : المصريون عودونا علي تجاوز أزماتهم عاد المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت إلي القاهرة أمس قادما من العاصمة الأردنية عمان بعد جولة استغرقت يومين وشملت زيارة المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية. وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد استقبل منصور ظهر أمس بمقر الديوان الملكي الهاشمي في عمان، حيث عقدا جلسة مباحثات موسعة حول العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك، وأكد الجانبان متانة العلاقات المصرية الأردنية التي تستند إلي جذور قومية وتاريخية، وحرصهما علي تعزيز هذه العلاقات والنهوض بها مؤكدين أهمية عقد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة لتكثيف التعاون الثنائي في مختلف المجالات خصوصاً فيما يتعلق بملف الطاقة فضلاً عن عدد من الملفات الاقتصادية والتجارية، وهنأ العاهل الأردني الرئيس منصور والشعب المصري باحتفالات أكتوبر، ووفقاً لبيان صادر عن الديوان الملكي فقد شدد الملك عبدالله علي أن الأردن ينظر إلي مصر علي أنها دولة مهمة وأساسية في محيطها العربي والاقليمي، وأنه يدعم خيارات شعبها المستقبلية بما يعزز وحدته الوطنية ويرسخ أمنها واستقرارها من أجل استعادة مكانتها ودورها الريادي وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية حذر الطرفان من مواصلة اسرائيل لسياستها الاستيطانية واعتداءاتها المتكررة علي المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كما تطرقا للأزمة السورية فجدد العاهل الأردني موقفه الداعم لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة يحافظ علي وحدة سوريا، واكد منصور علي التنسيق مع المملكة فيما يخص مختلف التحديات خصوصا سبل التعامل مع الأزمة السورية. حضر جلسة المباحثات الموسعة من الجانب المصري نبيل فهمي وزير الخارجية وعبدالمؤمن فودة رئيس الديوان الرئاسي ود. مصطفي حجازي المستشار السياسي للرئيس ود. علي عوض صالح المستشار الدستوري وأحمد المسلماني المستشار الإعلامي والسفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، بينما شارك من الجانب الأردني عبدالله النور رئيس الوزراء وفايز الطراونة رئيس الديوان الملكي الهاشمي وحسين المجالي وزير الداخلية وزير الخارجية بالإنابة والفريق أول مشعل الزين رئيس هيئة الأركان المشتركة وبشر الخصاونة سفير الأردن بالقاهرة. وكان منصور قد وصل إلي مطار الملكة علياء الدولي بعمان ظهر أمس في زيارة تستغرق يوماً واحداً، وكان رئيس الوزراء الأردني في مقدمة مستقبليه، ويذكر أن العاهل الأردني كان أول زعيم عربي يزور القاهرة بعد ثورة 03 يونيو للتأكيد علي دعم المملكة للخيارات الوطنية للشعب المصري، ومساعدة مصر في تجاوز الظروف التي تشغلها. وعقب مغادرة الرئيس السعودي صباح أمس أكد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي أن مصر في أيد أمينة، وقال: المصريون عودونا علي تجاوز أزماتهم بإذن الله، فقوة مصر قوة للعالم العربي، وكان ولي العهد قد قام بتوديع المستشار عدلي منصور، كما كان في وداعه في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس ديوان ولي العهد ومستشاره الخاص، ووزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ونائب رئيس المراسم الملكية الدكتور عبدالرحمن الشلهوب، والسفير المصري في السعودية عفيفي عبدالوهاب وسفير السعودية في مصر أحمد قطان مندوب السعودية الدائم لدي جامعة الدول العربية، وأمين جدة المهندس هاني أبو راس ومدير شرطة مكةالمكرمة اللواء علي بن محمد السعدي. وكانت زيارة الرئيس للسعودية قد تصدرت وسائل الإعلام في المملكة حيث ركزت عليها معظم افتتاحيات الصحف، فاعتبرت صحيفة »اليوم« أن لقاء منصور وخادم الحرمين الشريفين كان يوماً بارزاً يضاف إلي سجلات التاريخ في العلاقة بين البلدين، بينما وصفت صحيفة »الوطن« العلاقات بين مصر والسعودية بالعفوية، وقالت: ليس غريباً أن تكون أول زيارة للرئيس المؤقت إلي السعودية، فمن يعرف طبيعة هذه العلاقات وعمقها التاريخي بين الدولتين والشعبين سيري أن هذه الزيارة أمر طبيعي. وأشارت صحيفة »عكاظ« إلي تأكيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز علي وقوف السعودية حكومة وشعباً مع الأشقاء في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، ورأت أن هذا التأكيد يدعم متانة العلاقات بين البلدين.