عندما اشتدت ظاهرة الارهاب في باكستان.. عقدت الحكومة اجتماعا تلو الآخر.. اتخذت العديد من الإجراءات.. وبالتوازي كان للجامعات ومراكز البحوث والدراسات دورا في المواجهة.. وبعد سلسلة مؤتمرات وندوات.. توصلوا إلي توصية واحدة، تقضي علي الظاهرة من جذورها.. التعليم.. اكتشفوا أن للجماعات الدينية تعليما خاصا بهم، يبدأ من المدرسة وحتي الجامعة.. يتم تمويل هذه المعاهد والمؤسسات التعليمية من مال وقف يخصصه كبار رجال أعمال هذه الجمعيات، ومن الأموال التي تجمعها أو ترد إليها، دون علم بمصادرها، ولا رقابة عليها.. واكتشفوا ان مدارس الجامعات بؤر تفريخ التطرف والإرهاب..! النموذج يتكرر في مصر، في غفلة من الزمن أصبحت لجمعيات الدعوة، والجمعيات الدينية، والجماعات بمختلف مسمياتها، مدارسا خاصة بهم.. لا أحديعرف تمويلها.. ولا أحد يشرف عليها.. ولا أحد يعرف مناهجها.. من هنا.. كان أهم القرارات في مصر خلال الأيام الماضية.. قرار وزير الأوقاف.. الذي وضع يده علي بيت الداء الحقيقي.. بإلغاء هذه المدارس، ومنع صعود المنابر إلا لرجال الدعوة من أئمة الأزهر الشريف.. بعض المساجد والزوايا سقطت تحت سيطرة أدعياء العلم والدين: ولا علاقة لهم بالعلم، إلا قليلا ما ندر من بعض القراءات في كتب الجهل والضلالة، أو أشرطة الكاسيت والقنوات المتطرفة التي يستقون معرفتهم منها.. جذور مشكلة التطرف والارهاب في مصر، لا سبيل إلي اقتلاعها إلا باغلاق المدارس الدينية، التي لا يهمها علم ومعرفة، بقدر ما تهتم بعملية تلقين التطرف للتلاميذ، وغسل دماغهم بالتفسيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حسب أهواء العاملين فيها. الأمر لابد من اتخاذه بجدية إذا كنا نريد اصلاحا حقيقيا؟!