محىى عبدالرحمن إذا كان لقب الشرقاوي أضاف لبطل الأسطورة الشعبية أدهم الشرقاوي ونضاله ضد الاستعمار فإن لقب الشرقاوي اكتسب شرفا باقترانه باسم الصحفي الراحل جمال الشرقاوي أحد عمالقة الصحافة في الزمن الجميل فقد كان رحمه الله نموذجا للابداع والتميز المهني. كما كان أيضا نموذجا للأدب الجم والأخلاق الرفيعة والقيم السامية، عندما عرفته لأول مرة بعد عملي في الأخبار عام 84 عرفت الابتسامة الصافية والوجه المشرف في وقت سمعت فيه عن صرامة وتجهم بعض كبار الصحفيين، لم أشعر وأنا أصافحه لأول مرة نتقابل فيها انني حديث العمل في الصحافة أو تلميذ يبدأ مشواره الصحفي وسط خبرات وقامات صحفية كناطات السحاب، شعرت أنه يعرفني وأنني أعرفه منذ وقت بعيد ولعل هذا الاحساس تولد من دماثة خلق الراحل العظيم جمال الشرقاوي، ثم تلا ذلك معرفتي بقيمته الصحفية وأستاذيته وخبرته التي كان يوزعها لمن ينشد التميز والتعلم بكل حب وكل ود واذا كانت أيام الزمن الجميل عزت هذه الأيام، وإذا كانت الخبرات قلت والقامات انخفضت والابداعات اوشكت علي الاختفاء فيكفينا أن نسترجع ذكريا عمالقة الفكر والمهنة والخلق الرفيع رحم الله الراحل جمال الشرقاوي ومن سبقه من الأساتذة العظام وجيه أبوذكري وأحمد الجندي وغيرهم ممن تعلمنا منهم الكثير في فنون العمل والحياة.