شيعت منذ قليل جنازة الكاتب الصحفي الكبير سلامة أحمد سلامة من مسجد عبد الرحمن الكواكبى بالعجوزة، وشهدت الجنازة عدداً كبيراً من رموز مصر ونجومها في كل المجالات. كان على رأس المشيعين الدكتور أحمد فهمي، رئيس مجلس الشورى، إبراهيم نافع، ومكرم محمد أحمد، بالإضافة إلى نقيب الصحفيين الحالي ممدوح الولي، ومحمد عبد القدوس، عضو مجلس نقابة الصحفيين، وعبد الفتاح الجبالي، رئيس مجلس إدارة الأهرام، وجلال دويدار، وفهمي هويدي، والإعلامي يسري فودة، وأحمد المسلماني، والكاتب الصحفي أسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام الأسبق، وعمرو خفاجي رئيس تحرير جريدة الشروق، والكاتب الدكتور عمرو الشوبكي، ووائل قنديل، والإعلامي حسين عبد الغني، والكاتب أيمن الصياد.
ومن مرشحي الرئاسة السابقين، الدكتور محمد سليم العوا، وخالد علي، ومن الشخصيات العامة الدكتور حسن نافعة، وإبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة الشروق ود.عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور علي السلمي، نائب رئيس الوزراء السابق، والسيناريست وحيد حامد، والكاتب حلمى النمنم رئيس مجلس إدارة دار الهلال، والروائى الكبير بهاء طاهر، والدكتور عبد الناصر حسن، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية.
"محيط" تحدث إلى بعض المشيعين الذين اتفق جميعهم على دماثة خلق الراحل، وصدقه وشجاعته التي ندرت في زمن المخلوع، لافتين إلى أنه حافظ على قلمه نزيهاً ليعبر به عن هموم المواطن.
وصفه الكاتب الصحفي وائل قنديل بأنه نموذجاً للتجرد والنزاهة والسمو وهو أكبر من كل المؤسسات، من جانبه قال إبراهيم المعلم مالك صحيفة "الشروق" أن الراحل يعد واحداً من قامات الوطن العربي، فهو أستاذ كبير صاحب خلق رفيع، استعصى على محاولات الإفساد والتخويف، كانت مصدقيته هي وحيه واستاذيته التي اتفق عليها الجميع ومكانته لدى زملائه هو ما سيبقى، مؤكداً أن الصحافة فقدت قامة نبيلة.
الإعلامي يسري فودة أكد أنه تعلم من الراحل الكثير مثل احترام النفس والثبات والشجاعة والاتزان، والراحل كان حلقة في سلسلة من أبناء مصر الشرفاء الطاهرين، قائلاً: من هذا المكان أذكر نفسي وجيلي والأجيال القادمة أن الشرفاء لا يضامون، فالراحل ترك ورائه إرث من الشرف والإنسانية، وما احوجنا لكل هذه القيم التي كان يحملها الراحل.
وصف نقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد الراحل بأنه من أعذب كتاب العالم العربي، يتميز بالعقلانية والشجاعة والمعرفة الواسعة، قلما يوجد كاتب مثله، عشت معه 20 عام في الأهرام، ظل كما هو منذ رأيته في المرة الأولى الابتسامة لا تفارق وجهه، لا يحب البهرجة صادق في كل ما يفعل، الرصانة هي عنوانه، كان متجرداً تماماً إلا من خدمة مهنته.
الكاتب والسيناريست وحيد حامد وصفه بأنه أحد آخر الرجال المحترمين، عاش في عالم الإعلام صادقاً فيما يكتبه لم يتاجر بقلمه ولم يرتزق من هذه المهنة، كان قدوة لكل الأجيال التي جاءت من بعده.
الكاتب الصحفي عبدالله السناوي قال أن الصحافة خسرت علماً من أعلامها، عموده "من قريب" كان يعبر عن هموم المواطن، لم يتبع حزباً أبداً بل كان يتبع ضميره.
الناقد الرياضي نجيب المستكاوي وصف الراحل بأنه يملك ضمير وطني، كما انه كان شجاعاً في وقت ندرت فيه هذه الصفة، عملت تحت رئاسته لمدة 27 عام في الأهرام، منهم أربع سنوات في صحيفة "الشروق".
وتابع المستكاوي قائلاً أن الراحل كان من نجوم الصحافة المصرية، وينتمي لجيل مارس الصحافة باعتبارها رسالة تجاه المجتمع والوطن، ولم يتخل عن هذا الدور حتى وفاته.
وصف الكاتب الصحفي إبراهيم نافع الراحل بأنه ذو ثقافة ومعرفة، وشجاعة تميز في كل شئ، لذلك العزاء ليس لأسرته فقط بل لمصر بأكملها، تميز الراحل بحسن الخلق احترم قلمه ومهنته، مؤكداً أنه فقد صديق عزيز.
بمزيد من الأسى نعى خالد علي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الراحل مؤكداً أنه كان يحترم قلمه ومهنته، وكان دائماً ما يبحث عن الحقيقة والصدق ليقدمهما لقرائه.
من جانبه قال دكتور حسن نافعة أن الراحل كان دائم البحث عن الحقيقة، ومصر برحيله فقدت كاتباً كبيراً لم يسع لمصلحة شخصية ولم يهتم إلا بمصلحة الوطن والأمة، لم نره متلوناً في أي موقف، وأدعو الله أن يلهم مصر كلها الصبر على فراقه وليس أسرته فقط. وقال محمد عبد القدوس عضو نقابة الصحفيين، أن الفقيد كان من الكُتاب القلائل جدًّا أصحاب الأقلام الحرة، مؤكدًا أن رحيله يعد خسارة لمصر كلها.
رئيس تحرير الأهرام الأسبق أسامة سرايا قال أن الراحل أدى واجبه وكان مهنياً ويعد من أفضل من قابلت وعرفت في تاريخ الأهرام، رشحته لجائزة دبي للصحافة كأفضل عمود، وحين فاز بها شعرت انه نال ما يستحق فهو من أفضل كتاب العمود في الشرق الأوسط.
وأشار الإعلامي حسين عبد الغني إلى أن الراحل كان ضوءًا في عقل الوطن، وعندما غادر أحمد بهاء الدين من عالمنا حل مكانه، واستمر في أداء عمله بالرغم من مرضه. أثنى الفنان عمرو سليم على كتابات الراحل مؤكداً أننا نفتقده في وقت حالك، لافتاً إلى أن الكاتب لا يموت لأن كتاباته ستظل باقية.
قال عنه نقيب الصحفيين ممدوح الولي أنه من الرعيل الأول للصحفيين المصريين، وستظل بصماته ومواقفه المحترمة وعدم تقديمه تنازلات في حكم مبارك وشموخه رغم عمله في صحيفة قومية باقياً، فقد كان ممكناً ممكناً بحكم موقعه كمدير لتحرير صحيفة الأهرام أن يحصل على مكاسب إلا أنه لم يفعل، كان عموده في الأهرام المحطة الأولى للقراء في هذه الفترة العصيبة أثناء حكم مبارك.
هذا ومن المقرر أن تقيم أسرة الراحل العزاء يوم السبت المقبل، فى مسجد الرحمن الرحيم بصلاح سالم عقب صلاة المغرب.