كلما زرت شرم الشيخ ادعو بالرحمة للرئيس الراحل انور السادات الذي بشجاعته وبعد نظره وجرأته حقق لها الحرية من بعد الحرب وأعادها إلي تراب الوطن بعد احتلال دام 6 سنوات حتي حرب اكتوبر 3791 والعبور العظيم الذي أرجع الكرامة ثم سنوات اخري من النضال تخللتها مبادرته للسلام التي يمر عليها هذا الشهر 32 عاما ومفاوضاته في كامب ديفيد حتي وقعت الاتفاقية التي اعادت الارض والسيادة عليها لمصر. الحاقدون ماذا يقولون الان بعد كل هذه السنوات التي مضت وكل سيناء في حضن الام مصر نتجول فيها بحرية ونذهب إلي كل مكان بعد ان تحررت الارض من الاغتصاب والاحتلال إلي غير رجعة. عندما اعلن الزعيم الخالد السادات انه علي استعداد لان يذهب إلي اخر العالم وحتي الكنيست الاسرائيلي من اجل السلام في خطابه بمجلس الشعب.. اذهل العالم الذي ظنه يقول »نكتة« ولكنه كان صادقا في كل كلمة فقد كان هدفه السلام وحماية ابناء وطنه من ان يراق دمهم في حروب لا تنتهي. ولما حطت طائرة الرئاسة يوم 91 نوفمبر 1977 في مطار بن جوريون وحتي فتحت ابوابها كان الاسرائيليون يظنون انها خدعة وان بالطائرة كوماندوز فحصنوا مطارهم بآلاف القناصة تحسبا لاي طاريء. خرج الزعيم من باب الطائرة و تأكد العالم كله من صدق نواياه وحقيقة اقواله وأفعاله وكان علي الاسرائيليين ان يبدأو مرحلة جديدة يثبتون خلالها انهم فعلا يريدون السلام بعد أن أحرجهم السادات بمبادرته. وفي جرأة كبري القي الزعيم خطابه داعيا لبدء مرحلة جديدة و تعاطف معه العالم وخاض بعدها حربا ضروسا خلال المفاوضات سواء علي مستوي المباشرة ثم في كامب ديفيد حتي توصل الاطراف الثلاثة مصر واسرائيل وراعي المفاوضات الولاياتالمتحدةالامريكية لتوقيع بنود المعاهدة التي ألزمت اسرائيل بالانسحاب التام من سيناء واعادتها كاملة السيادة إلي حضن الأم مصر. لو لم يفعل السادات ذلك يعلم الله ماذا كان سيكون عليه الحال لو ظلت اراضينا تعاني من وطأة الاحتلال. كنا سنري ما تفعله اسرائيل من عربدة واستيطان واعتداءات يندي لها جبين العالم ولظللنا نبحث عن الحلول العقيمة والمفاوضات التي لا تقدم ولا تؤخر حتي نحرر ارضنا ونعيدها لاحضاننا تماما كما يفعل الاسرائيليون الان مع الفلسطينيين والسوريين الذين اضاعوا فرصة ذهبية وابتعدوا عمدا عن مصر متهمين قيادتها بالخيانة وهو ما ثبت عكسه تماما وعادوا يبحثون عن 1/4 ما كانت مصر تنشده لهم وللعرب جميعا ومن أجل حل قضية فلسطين. لقد أحدث الرئيس السادات صدمة تاريخية للعالم بمبادرته وزيارته للقدس غيرت مسار خريطة المنطقة تماما وهذا ما أكده أحد قادتهم أبا إيبان وكان وزيرا للخارجية عندما قال يوم الزيارة أن الشرق الاوسط لن يعود مطلقا مثلما كان. تلك العبقرية التي خاض بها السادات معركة السلام تماما كما خاض قبلها معركة العبور التي اذهلت العالم هي التي جعلت اسرائيل تستسلم لتوقيع الاتفاقية التي لولاها ما عادت الارض. لقد تعامل السادات مع دهاء العالم ممثلا في قادة اسرائيل وعلي رأسهم مناحم بيجن رئيس الوزراء متعصب الهوية ولكنه خرج بعد توقيع الاتفاقية ليقول في مذكراته لقد اعطاني انور السادات ورقة واخذ الارض في ذكري مبادرة السلام كل التحية لمن خاض حربها حتي حقق لمصر الامان وتحرير الارض. SHALASH_OSAMA@ HOTMAIL.COM