أكد أساتذة العلوم السياسية والموارد المائية أهمية استخدام الحلول السياسية لحل أزمة سد النهضة ودعوا الي التعاون مع الجانب الاثيوبي في إقامة مشروعات بديلة وإقناعها بالتخلي عن سد النهضة لما يسببه من أضرار بدول المصب. أكد الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن أزمة سد النهضة في الأساس مبنية علي نظرة الدولة الاثيوبية باستهانة لمصر، فقررت تحويل مجري النيل من تلقاء نفسها، موضحا ان معاهدة دول حوض النيل التي تنص علي عدم السماح لأي من دول المنبع ان تقوم ببناء أية مشروعات علي ضفافي النهر الا بعد استصدار موافقة رسمية من جميع دول المصب، تمت أيام الانجليز، وان اثيوبيا تتبني فكرة أن المعاهدة تمت في عهد قديم، أيام الاحتلال الانجليزي، ، وفي ظل ظروف سياسية وجغرافية حيث تري ان تلك المعاهدة فقدت تأثيرها القانوني. وأكد الدكتور جمال سلامة استاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس ان مصر أمام اكثر من حل سياسي قبل الحلول القانونية.. فنحن علينا الاسراع بمخاطبة محكمة العدل الدولية واعلانها بمدي تأثير سد النهضة الاثيوبي علي حصة المياه في دول المصب وهي مصر والسودان مع العلم بأن هذه الخطوة جيدة الا أن رأي المحكمة الدولية استشاري، واوضح بأنه اذا ايدت محكمة العدل موقف مصر فعليها اللجوء مباشرة الي مجلس الأمن لاستصدار قرار يدين سد النهضة الاثيوبي. واشار سلامة الي انه رفع عدة تقارير لجهات سيادية تتعلق بحل أزمة مياه النيل واوصي فيها بضرورة ايجاد علاقات دبلوماسية مشتركة مع دول المنبع خاصة اثيوبيا واوغندا مؤكدا أنه علي مصر ان تسرع فورا في مساعدة اثيوبيا اقتصاديا ومساعدتها ايضا في بناء سد النهضة بالشكل الذي لا يؤثر علي حصة مصر في مياه النيل وقد حدث ذلك من قبل عندما ساعدت مصر اوغندا علي انشاء سد علي اطراف النيل واستبعد سلامة لجوء مصر للحل العسكري معتبرا انه اخر الحلول التي قد تلجأ اليها مصر لافتا الي ان اللجوء اليه سيقضي علي قضية نهر النيل نهائيا. ويؤكد الدكتور سعيد صادق استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية انه لا يمكن التعامل مع المشكلة عسكريا والتعامل مع القضية بشكل علمي ومدروس بعيدا عن سياسات التخبط الحالية عن طريق الحلول الدبلوماسية والاقتصادية والفنية من الممكن التفاهم مع اثيوبيا دبلوماسيا بعمل سدين بديلين او عمل سد بالاشتراك مع مصر لحجز المياه لمصر، او عمل سد مع السودان واحياء مشروع قناة جونجلي وايضا عن طريق التعاون اقتصاديا وعمل مشاريع مع اثيوبيا والسودان فلغة المصالح المتبادلة هي الاصلح بعيدا عن لغة العنف والتهديد به عسكريا . ويشير الدكتور محمد مصطفي عضو شباب الثورة ان الحل الامثل للخروج من أزمة سد النهضة هي الطرق الدبلوماسية مؤكدا انها إحدي الوسائل الناجحة وقد سبق في عهد حكومة الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الاسبق عام 2011 في قضية سد النهضة انه نجح في نزع فتيل الازمة واجل بداية تحويل مجري النيل الارزرق لمدة عامين كاملين ويري د. نادر نور الدين استاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة أن الحل الامثل والوحيد لمواجهة ازمة سد النهضة الاثيوبي يتمثل في مجموعة التوصيات التي قدمتها لجنة الخبراء والتي كنت عضوا بها و د. نصر الدين علام وزير الري الاسبق الي اللجنة الثلاثية التي شكلتها مصر واثوبيا والسودان لمواجهة أزمة سد النهضة. واضاف نادر نور الدين ان التوصيات تشمل اعلان اثيوبيا فورا التوقف عن بناء سد النهضة لابداء حسن نيتها فيما صدر من تصريحات من مسئوليها حول ان كل الخيارات مطروحة للتعامل مع الازمة والوصول الي حل يرضي جيمع الاطراف ثم تبدأ أثيوبيا في بناء سدين صغيرين بدلا من سد النهضة الحالي الذي تصل سعته الي 74 مليار متر مكعب من المياه في حين ستصل سعة كل سد من السدين 14 مليار متر مكعب وكلاهما سيولد نفس الكهرباء المنتظرة من سد النهضة.