وافق أمس الخميس الرابع من نوفمبر الذكري الرابعة والخمسين لمعركة البرلس البحرية الخالدة اشرس المعارك البحرية في المياه الاقليمية المصرية في منتصف القرن العشرين والتي دارت رحاها في البحر المتوسط قبالة قرية برج البرلس في شمال الدلتا ومحافظة كفر الشيخ يوم الرابع من نوفمبر عام 6591 بين لنشات الطوربيد البحرية المصرية وبعض القطع البحرية للاسطول الفرنسي والانجليزي المعادي آنذاك اثناء العدوان الثلاثي الغاشم علي مصر وبورسعيد.. بعد اعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في خطابه التاريخي في ميدان المنشية بالاسكندرية يوم 62 يوليو تأميم قناة السويس لتصبح شركة مساهمة مصرية بإدارة مصرية بدلاً من الادارة الأجنبية.. ونذكر هنا بكل فخر واعزاز البطولة العسكرية المصرية أنه عندما وقع العدوان الثلاثي علي بورسعيد بمشاركة ثلاث دول هي فرنسا وانجلترا وحليفتها اسرائيل يوم 92 أكتوبر عام 6591 كانت بعض لنشات التوربيد البحرية المصرية بقيادة المقدم بحري جلال الدسوقي تقوم يوم الرابع من نوفمبر بمسح تأميني لسواحلنا المصرية الشمالية في مياهنا الاقليمية في البحر المتوسط حتي فوجئت ببعض قطع اسطول العدو تقترب من شواطيء برج البرلس فأصدر المقدم بحري جلال الدسوقي قائد السرب أوامره الي زورقين من زوارق الطوربيد بأن يطلقا حول زورقه ستاراً من الدخان ثم صوب مدفعين الي الهدف المعادي واطلق قذائفه فاشتعلت النيران في البارجة الفرنسية »جان بارت« والمدمرة الانجليزية المرافقة لها واللتين كانتا تحملان علي متنهما اسلحة كيماوية فتاكة لتغوص بعدها البارجة العملاقة بمن عليها في قاع البحر بينما هاجمت الطائرات المعادية زوارق الطوربيد والتي نفدت حمولتها من الطوربيدات وهي بدون غطاء جوي وحتي آخر زورق يقوده البطل مختار الجندي بعد استشهاد اغلب الزملاء فطلب من باقي الزملاء الأبطال القفز الي مياه البحر وسط هذه المعركة الشرسة لتختلط الدماء الذكية المصرية السورية لأبطال وشهداء البحرية المصرية والسورية وهم جلال الدين الدسوقي واسماعيل عبدالرحمن فهمي وصبحي ابراهيم نصر ومحمد البيومي زكي من القاهرة وعلي صالح ومحمد رفعت من الاسكندرية ومختار محمد فهيم الجندي من دمياط وجمال رزق الله من المنصورة ومعهم الضابط البحري السوري الشقيق الملازم جول إلياس الجمال الشهير بجول جمال الذي تخرج في نفس العام من الكلية البحرية المصرية ليخرج بعدها الصيادون الشجعان أبناء برج البرلس من عائلات شرابي والبيطاني ودردره والسهيلي ودياب وعطية وشاهين وبركات والقصاص والسماحي وأبوصالح بقواربهم الي موقع المعركة في عرض البحر غير عابئين بالخطر وانتشلوا الجثث والناجين واحضروهم الي شاطيء بوغاز البرلس واقاموا لهم مقبرة في مدخل مقابر القرية وأطلقوا أسماءهم علي بعض المدارس والشوارع الرئيسية في برج البرلس والساحل القبلي ومدينة بلطيم كما اقاموا لهم نصباً تذكارياً في الميدان الرئيسي بقرية برج البرلس تم نقله بعد ذلك الي مدينة بلطيم وقرر المؤرخ العسكري اللواء جمال حماد محافظ كفر الشيخ في الستينيات اعتبار يوم الرابع من نوفمبر من كل عام عيداً قومياً لمحافظة كفر الشيخ يقام فيه الاحتفال في برج البرلس وبلطيم بمشاركة القوات البحرية.. وفي هذه المناسبة ادعو لأول مرة محافظ كفر الشيخ الحالي اللواء مهندس أحمد زكي عابدين احد ابطال وصناع النصر في حرب اكتوبر المجيد العاشر من رمضان الي زيارة برج البرلس في هذا اليوم التاريخي وتكريم الصيادين الابطال الذين شاركوا في الدفاع الشعبي اثناء المعركة والذين قاموا بانتشال جثث الشهداء ومازالوا علي قيد الحياة واسم الذين رحلوا عن دنيانا ليكونوا عظة وعبرة للأجيال الجديدة وايضاً الاتفاق مع الفريق بحري مهاب حميش قائد القوات البحرية علي الاسراع في اقامة النصب التذكاري العالمي لشهداء المعركة الذي صممه المثال العالمي الدكتور السيد عبده الاستاذ بكلية التربية النوعية بكفر الشيخ علي شاطيء بوغاز البرلس موقع خروج جثث الشهداء.