يعني حاجة تجنن.. لما الشاب من دول يقبل يركب مركب مخرومة عشان يروح يمسح صحون في اوروبا ولما تيجي تقوله امسح صحون في بلدك يرفض ويقول لك منظري.. برستيجي.. صحابي.. انتيمتي.. يقولوا عليه ايه.. بالامس.. كنت في زيارة لاحد المسئولين بقطاع الكهرباء فوجئت به يشكوي لمسئول آخر من معاناة ادارته من نقص حاد بالآلاف في اعداد محصلي الكهرباء لدرجة انه ارسل الي وزارة الكهرباء استغاثات لعدم قدرة قطاعه علي تحصيل الفواتير من المشتركين وتعجبت اكثر عندما علمت ان المحصل يصل راتبه مع الحوافز الي 1500 جنيه ويزيد مع الاكراميات التي قد يحصل عليها الي 2500 جنيه.. سألته يعني يوجد في مصر أكثر من 3 مليون عاطل حسب اخر احصائية لمجلس الوزراء ولا تجدون من يعمل بهذه المرتب المغري قال لي يا استاذ معظم المؤهلات التي تلتحق بالوزارة ترفض العمل كمحصلين بالوزارة ويفضلون الوظيفة المكتبية وبعضهم يترك الوظيفة بعد تعيينه لهذا السبب و كثير من شباب أصبح يهتم بالمظهر أكثر من أي شئ وأنا الذي اجلس امامك اصبحت مديرا لأهم القطاعات بدأت محصلا !!.. نموذج آخر استمعت له في الراديو صباحا رجل أعمال مصري يشكو للست المذيعة قلة العمالة التي يقوم بتدريبها مجانا علي قيادة معدات البناء الثقيلة والتي يحصل الشاب منها بعد اتقانه لقيادتها علي ألفين وثلاثة آلاف جنيه.. واكد الرجل للمذيعة انه صنع ثروته من قيادة هذه المعدات ولكنه تفاجأ بعد عودته لمصر من عزوف الشباب عن العمل في مثل تلك المهنة !! ..العجب العجاب بقي أن الاخوة السوريين "ربنا يفك كربهم" بمجرد ان تطأ قدم الشاب منهم أرض المحروسة وهم كثيرون ولاجئون بلاضهر ولاسند والواحد منهم لا يهدأ له بال قبل ان يلتحق بعمل يكفيه شر سؤال الناس وتجده يقول لك بلهجة شامية متفائلة رغم كل المعاناة "الحركة بركة والرزقة بدها نطة ".. الاكثر ادهاشا من هذا وذاك هو الانسان الصيني الذي يأتي الينا من آخر بلاد الدنيا ليعمل بياعا سريحا لمنتجات بلاده ويعمل المستحيل ويتعلم لغتك وينجح.. حجة ايه بقي فاضلة لشبانا العاطل علي النواصي والقهاوي «رأيت الله» كعادتها كل يوم تطلب والدة زوجتي من ابنتها الصغري أن تردد أذكار الصباح قبل أن تذهب الي مدرستها وفي صباح أحد الايام تمردت الابنة علي هذا الطلب المتكرر فهي الآن كبرت واصبحت في المرحلة الاعدادية.. قالت لوالدتها أن عقلها لايجد أي تفسير منطقي لترديدها تلك الاذكار كل يوم.. اندهشت الام من سؤال ابنتها وهي التي تحفظ القرآن كاملا بتجويد يحسدها عليها الكثير من أقرانها.. وأجابتها بان الاذكار ليست مجرد كلمات نرددها بل هي طاعة لايحتاجها الله منا وفيها نبدأ يومنا باقرار اعتمادنا علي الله الواحد الأحد.. استمعت الابنة الي كلمات أمها دون أن يقتنع عقلها ورردت الاذكار كما تعودت معها وذهبت مسرعة الي مدرستها وفي طريق عودتها الي المنزل اتصلت بوالدتها وطلبت منها الا تأتي لاصطحابها لأنها خرجت اليوم مبكرا من المدرسة واستقلت الفتاة "ميكروباص" وفي منتصف الطريق توقف بعد أن طلب أحد الركاب الجالسين خلفها النزول من السيارة حتي يستطيع أن ينزل في محطته واستجابت له ونزلت ولكنها لبرهة ودون ارادة منها فقدت ادراكها لما يحدث حولها وحاول السائق النداء عليها مرارا لتركب لكنها لم تجيب فاعتقد انها وصلت الي المكان الذي تقصده فانطلق بسيارته مسرعا وتركها.. وهنا أفاقت واستيقظت من غفوتها ولكن علي شئ أثار ذهولها فعلي بعد خطوات منها انقلبت نفس السيارة الاجرة التي لم تركبها علي جانبها بعد ان اصطدمت بها من الاتجاه المعاكس سيارة نصف نقل مسرعة وأصيب جميع من بها من ركاب.. المشهد جعل الفتاة تركض كالمجنونة الي منزلها وهي لا تعرف لماذا لم تركب سيارة الاجرة مرة أخري؟.. ولماذا سمعت السائق يناديها ولم تتحرك أقدامها؟ ولماذا نزلت في هذا التوقيت بالذات من السيارة؟.. ولماذا؟ .. ولماذا؟.. اسئلة كثيرة اخذت تدور في عقلها النامي تحاول ان تبحث لها عن اجابة.. وانتهي بها المطاف في أحضان والدتها ترتجف وتردد أمي " رأيت الله"