مليونيات، تهاجم مليونيات، وحشد يقابله حشد، والضحية وطن تمزقت أوصاله، وسقط فريسة سهلة في أيدي اللصوص وقطاع الطرق والبلطجية، بعد أن تفرغ الساسة لابتكار المكائد السياسية، وإلحاق أقصي الخسائر بالخصوم. وبعد أسابيع من الإحتجاب عن الشارع، حشدت القوي الإسلامية انصارها في استعراض للقوة رافعة شعار »معا ضد العنف« مقابل مليونية »كش ملك« للمعارضة علي اختلاف مشاربها وأهوائها، والقضاء علي العنف، في رأي، لن يكون بمزيد من الحشود في الشارع، ولكن بفتح قنوات حقيقية ومجدية لحوارغير مشروط ولكن في الوقت نفسه لابد من تعهد باحترام نتائج هذا الحوار حتي لا يتحول الأمر الي مجرد زيارات بروتوكولية، هذه الأمور لم تعد تنطلي علي الشارع السياسي المصري الذي تجاوز مرحلة الفطام، ولابد من التعامل معه بصورة أخري تحترم عقله ورغباته وتترجمها الي قرارات علي الأرض ،أما الإستمرار في سياسة الاستعلاء والتحدث باسمه، لم تعد تنفع بل ان نتائجها كارثية الحوار أو الهلاك للجميع، هذا هو تقييمي للحال التي وصلنا إليها علي مستوي البلد، وحتي علي مستوي أصغر مؤسسات الدولة، لأن غياب الحوار، والوصول بالجميع الي طريق مسدود يعني غياب الأمل من القلوب، وهو مايعني فتح الطريق للعنف بكل أشكاله: عنف لفظي وجسدي. إن حال مصر يصدق فيه حديث الرسول صلَّي الله عليه وسلّم عندما قال: مثل القائم علي حدود الله والواقع فيها، كمثلِ قومٍ استهموا علي سفينة، فأصاب بعضُهم أعلاها وبعضُهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا علي مَن فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نؤذِ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا علي أيديهم نجوا ونجوا جميعاً.. المركب ستغرق بالجميع: من الدور الأعلي والأوسط والبدروم، هل نفيق؟