منذ حوالي عشر سنوات وقف يلقي كلمته باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية .. إختار كلماته بعناية فائقة لإدراكه أن الحضور هم صفوة من كبار أطباء العالم والشخصيات العامة فكان أن وصلت بسلاسة لضيوف مصر من كل الجنسيات . كان ذلك في إحتفال عالمي لتكريم عالم مصر الكبير الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلي بالشرق الأوسط . إسترجعت هذا الموقف وأنا أطالع أول رواياته التي صدرت منذ أيام بعنوان ( فتاة هايدلبرج الأمريكية ) إنه المفكر والمثقف الموسوعي المصري الدكتور أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الأسبق وأحد أبرز أساتذة جامعة المنصورة ورئيسها الأسبق والذي كشف بتلك الرواية عن قدرة إبداعية فاجأت حتي أقرب الناس إليه . الرواية تحكي عن علاقة حب متبادلة بين ماجي الأمريكية وأسامه المصري وتدور أحداثها في مدينة هايدلبرج الألمانية وقت أحداث الحادي عشر من سبتمبر فندرك من خلال أحداثها غياب الكثير من المفاهيم الإنسانية التي يدعي العالم المتقدم إمتلاكها . ويبدو من خلال أحداثها أيضا قصة صراع البشر المتواصل من أجل سلطة لاتدوم ومكسب سرعان مايتلاشي عبر السنين والضحية دائما هو الإنسان البسيط . كما ألقت الرواية الضوء علي عالم الطلاب العرب المغتربين الذين يسعون للحصول علي أعلي درجات العلم ومدي تأثير التفاعل الثقافي والحضاري في إعادة تشكيل رؤيتهم للحياة . المخزون والتراكم الثقافي والمعرفي والخبرة الحياتية الواسعة إنعكست في هذا العمل الذي يمثل إضافة هامة ونقلة نوعية للرواية العربية تخرج بها من إطار المحلية للعالمية ولاشك أنها ستنال قدرا كبيرا من إهتمام النقاد وكل المهتمين بحياتنا الثقافية والأدبية التي عانت مؤخرا من ندرة الأعمال التي تستحق التأمل والإهتمام . لم أستطع مقاومة الرغبة في قراءة الرواية علي مدار ساعات الليل فقد كانت بمثابة نزهة أدبية وفكرية ومعرفية من طراز فريد يستحق صاحبها كل إعزاز وتقدير .