آخر تحديث لسعر الذهب الآن في الأسواق ومحال الصاغة    قبل تفعيله الثلاثاء المقبل.. ننشر المستندات المطلوبة للتصالح على مخالفات البناء    «العمل»: التواصل مع المصريين بالخارج أهم ملفات الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    «القاهرة الإخبارية»: جيش الاحتلال يطالب سكان شرق رفح الفلسطينية بمغادرة المنطقة    الرئيس الصيني شي يلتقي ماكرون وفون دير لاين في باريس    تحذير: احتمالية حدوث زلازل قوية في الأيام المقبلة    مفاجأة بشأن مستقبل ثنائي الأهلي    «الأرصاد» تكشف تفاصيل حالة الطقس في شم النسيم    في يوم شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد في مستشفيات شمال سيناء    فيلم السرب يواصل تصدر شباك التذاكر.. حقق 4 ملايين جنيه في 24 ساعة    تحذير من خطورة تناول الأسماك المملحة ودعوة لاتباع الاحتياطات الصحية    محمد صلاح يُحمل جوزيه جوميز نتيجة خسارة الزمالك أمام سموحة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    تزامنا مع بدء الإخلاء.. تحذير من جيش الاحتلال إلى الفلسطينيين في رفح    موعد وقفة عرفات 1445 ه وعيد الأضحى 2024 وعدد أيام الإجازة في مصر    عاجل.. أوكرانيا تعلن تدمير 12 مسيرة روسية    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    نيرمين رشاد ل«بين السطور»: ابنة مجدي يعقوب كان لها دور كبير في خروج مذكرات والدها للنور    تراجع سعر الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الإثنين 6 مايو 2024    أخبار التكنولوجيا| أفضل موبايل سامسونج للفئة المتوسطة بسعر مناسب وإمكانيات هتبهرك تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo وOnePlus Nord CE 4 Lite    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    سعر التذكرة 20 جنيها.. إقبال كبير على الحديقة الدولية في شم النسيم    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار النخبة مع فائز الحداد الحلقة الثامنة مع صبيحة شبر


حوار النخبة مع فائز الحداد
شاعر الثلاثية المقدَّسة وال "مدان في مدن"
الحلقة الثامنة – صبيحة شبر

أ.د.. إنعام الهاشمي (حرير و ذهب)


الحلقة الثامنة : وفيها يجيب الشاعر فائز الحداد على أسئلة الأديبة القاصة والروائية العراقية صبيحة شبر. ( تجد في نهاية الحلقة نبذة موجزة للتعريف بها)
أ. د. إنعام الهاشمي – الولايات المتحدة : أرحِّبُ بالأديبةِ القاصَّةِ والروائيَّةِ الكريمةِ صبيحة شبر أوَّل الأصواتِ من الأديباتِ المشاركاتِ في حوارِ النخبة. مما عرفتُه من سيرتِها أنّها طيرٌ مهاجِرٌ عادَ مؤخَّراً إلى موطِنِه، وفي خِلالِ هجرَتِها بعيداً عن الوطن، إضافةً إلى كونِها أديبةً وروائيةً قد واصَلَت عملَها في حقلِ التدريسِ الذي بدِأتهُ في العراقِ منذ عام 1972 وكانت، بحكمِ دراسَتِها الآداب في جامِعَةِ بغداد، أستاذةً للغةِ العربيَّةِ في الكويت لعدَّةِ سنواتٍ، والمغربِ لعِدَّة سنواتِ ولحين عودَتِها إلى وَطَنِها العراق مؤخَّراً أوائل 2011.
تحية للسنونو العائدِ إلى عشِّه ، الأديبةِ الرقيقةِ رقةَ النسيمِ صبيحة شبر.. نمدُّ لكِ عزيزتي البساطَ السومريَّ الأحمرَ الفاخِرَ ونفرِشُ عليهِ منثورَ الوردِ ونقدِّمُ لكِ طوقَ الياسمينِ احتفاءً بقدومِك...
الشاعر فائز الحداد - العراق : أرحب بزميلتي العزيزة القاصة والأديبة القديرة صبيحة شبر في حوار النخبة وأعتذر سلفا عن عدم إجابتي على بعض الأسئلة التي تكررت في حوارات سابقة، فألف أهلا بك .
الحوار:
سؤال 58 – الأديبة صبيحة شبر : هل تحرص على إرضاء القارئ ؟ وأي نوع من القراء تفضل ؟
جواب 58 - الشاعر فائز الحداد : يبقى هاجس القارئ... البحث عن الجديد دائما، وما تمليه عليه اشتراطات القراءة في كتاب أو مجلة أو جريدة، فهو يسعى حثيثا إلى تلقف أي موضوع أو نص يماثل توجهه القرائي..
لذلك وبدافع أن تكون القراءة نموذجية يشترط الإتيان بالجديد الثقافي المعبر في تضاعيفه عن المقنع على أقل تقدير ، ذلك لأن الاستهلاك ليس أقل خطورة من الإنتاج في أي جنس كتابي ، فهل من ضرورات التخلي عن المسؤولية أن نبقي القارئ يدور في حلقة المبسطات التعبيرية أو الدارج النسقي بحجة «التبسيط» المفهوماتي ؟ وبخلافه.. هل يعني ذلك التخلي أن نجعل القارئ لا يفهم ما يهدف إليه الكاتب نتيجة الإيغال بالنظريات والأطروحات الفكرية والمنهجية لغة وموضوعا؟
إن الأمانة الثقافية تقتضي الارتقاء بالقارئ تدريجياً لتحقيق أعلى فائدة تبادلية ممكنة (كتناصٍّ جدلي) ..أي خلق أفق ذهني نقدي للقارئ ولو بحدود التمييز بين المفيد والمضر، فتلك المسلمة وحدها ستكفل إنتاجا ثقافيا نوعيا واستهلاكا راشدا منتجا أيضا، وبظله سينحسر الاندثار الثقافي ويتلاشى إلى أدنى حد. إن القراءة السلبية، تلك التي تقوم على استنزاف العقل والوقت معا، و تنتج قارئا كسولا يستسهل البحث عن وجبة قرائية جاهزة.. بينما تستدعي القراءة الايجابية استدراج القارئ بطعم ثقافي دسم لاصطياده وتنشئته ، ومن ثم إعادته إلى نهر الحياة كقارئ يضاف إلى قائمة المثقفين.. فكل منا ابتدأ قارئا بسيطا لمجلة أو جريدة ثم تدرج بمرور الزمن ليصل إلى ميله المطلوب في الأدب أو الفلسفة أو علم الاجتماع وغيرها، بحيث أضحى البعض (انسكلوبيديا) وصار البعض الآخر مثقفا أكاديميا أو مبدعا، فهل صرنا لولا ذلك الاستدراج المحسوب مهنيا وتقنيا وما أملته الأمانة الثقافية لأساتذتنا من الكتاب والمفكرين الذين سبقونا؟
سؤال 59 – الأديبة صبيحة شبر : هل يمكن للقارئ الناقد أن يفهم مرامي المبدع فهما كاملا ؟
جواب 59 - الشاعر فائز الحداد : إذا كان الناقد لا يبلغ مستوى القراءة المنتجة النموذجية ولا يفهم مرامي المبدع فهما عميقا يصار بظله تحليل النص وتأويله فهذه طامة كبيرة .. ولك أن تتصوري أسفين العزلة بين عدم الفهم والكتابة عن النص .. فماذا سيكون مستوى النقد ؟ .. وأي كتابه هذه التي تدور حول النص لا فيه؟ تلك التي تقود إشكاليه الجهل بالنص إلى افتراضات وتنظيرات لا تمت إلى النص بصلة ، وقد سقط في هذا المأزق الفادح والفاضح الكثيرون ممن حسبوا على النقدية زورا وبهتانا ومنهم أكاديميون لازالوا يصدعون رؤوسنا بإنشاءات لا علاقة لها بالنقد لا من قريب ولا من بعيد، لهذا نجدهم ينظرون في الفراغ وعلى الفراغ بل ويتصدون بالسوء للأقلام النقدية الجادة تحت يافطة نقد النقد، وفي الحقيقة لا نقد هناك كي ينشئوا على أساسه قصورهم الواهنة، فهي هلامات من البدع والغوغاء الكتابي .
إنني ومع عظيم اعتباري للتنظير والمنظرين وللتفكير والمفكرين لا أجد جدوى لمسمار دق في لوح لم يبلغ اللوح الآخر، وظل هناك ثمة فراغ قابل لمرور ولو نسمة تفصل بين جسمين يراد لهما التلاحم، والتجانس.. فهذا العازل (المصنوع) سيظل شرخا يفصل كائنين ولا يعمل على خلق كائن جديد آخر، وهذا هو الفراغ الوهمي ما بين المبدع والقارئ الذي كرسته المدارس النقدية في بعض اتجاهاتها ، بينما تسعى التقنيات الثقافية الحديثة بحرص إلى خلق هذه اللحمة لضمان الاستمرار والتواصل المتجدد في كل العلوم والآداب.. فالتيمات تتوارث والثقافات تتوالد من جيل مثقف إلى جيل من المفروض أن يكون أكثر ثقافة ، فهو ككرم الكرم (أساسه حبة ومردوده جمل) كما قال أسلافنا.
سؤال 60 – الأديبة صبيحة شبر : ما هي برأيك أسباب تخلف الحركة النقدية عن الإبداع في العالم العربي ؟
جواب 60 - الشاعر فائز الحداد : هذا السؤال كتب عنه كثيرا نقديا وأكاديميا ولا تسعه هذه الفسحة كسؤال في حوار كونه يحتاج إلى بحث طويل ولكن تشخيص تخلف الحركة النقدية العربية من قبلك صحيحا جدا ويقوم على إدراك مبصر لماهية النقد المفترضة وأدوات الناقد المفروض توافرها ولا أقلها شأنا في الثقافة والمعرفيات والاطلاع على نماذج الإبداع الداخلي والخارجي التاريخي والمعاصر.. أي يجب أن يكون الناقد موسوعيا مثقفا شاملا ونخبويا متخصصا في ذات الوقت .
البعض يعزو أسباب تخلف النقدية العربية إلى تخلف المجتمعات العربية علميا ومعرفيا والإبداع العربي ملحقا به والنقد جزء من هذا التخلف ولأننا نبتغي التخصيص فيما يخص أدبنا العربي أرى بأن النقد حالة مكملة للإبداع وليس إبداعا كاملا وأسباب تخلفه عربيا له أسباب كثيرة ومتشعبة إضافة إلى ما ذكرته منها ما هو نقد إتباعي وإقطاعي ومناطقي وشللي وشخصاني أي الكثيرمن النقاد مجرور ومأخوذ بالتبعية لعلاقات غير أدبية وعلى طريقة ( شيلني وأشيلك ) وهذا يتعلق في جانب الوعي النوعي وإدراك أهمية النقد البعيد عن عوامل الميل والهوى والتعصب القبلي والسلفي ودليلنا في ذلك ما نقرأه من كتابات تقارب النقد وتلتف عليه ولا تقدم غير الضعيف وتغمط حق الناضج الأدبي في أغلبها .
سؤال 61 – الأديبة صبيحة شبر : ما هي دواعي الاختلاف ؟ ولماذا يقف أغلب الناس موقف المناوئ منه ؟
جواب 61 - الشاعر فائز الحداد : الاختلاف يجسد مفهوم الجدل والجدل الآخر وبدونه يبقى كل شيء يراوح في مكانه ويقود إلى فنائه .. فمن يقف ضد الاختلاف يقف ضد حركة التاريخ الإنساني فالظواهر كالآداب يجب أن تختلف وتتعصرن وتتعاصر وإلا بماذا نفهم الأدب والأدب المقارن؟

فإذا كان هناك من يقف ضد الاختلاف فهم قلة على كثرتهم لأنهم شخصانيون لا تشخيصيون فالاختلاف رحمة دائما وهو وحده من يقود إلى تنامي الفهم والوعي ويقود إلى التطور والتجدد والتجديد لا الاتفاق بمنأى عن عموميات الثوابت .. فالخالق تعالى قد صيّر هذا الاختلاف وأكد عليه ونصت عليه آيات وأحاديث ومن ثم اعتمده الخلق سبيلا لإنماء وتطور العلوم والأفكار والآداب والفلسفات والمذاهب والمدارس والرأي والرأي الآخر.
وفي الشعر وكتأكيد على جدل وحيوية النص الحديث كتب عن الاختلاف كبيانات وتنظيرات وفي مقدمة من كتب الشاعر الكبير علي أحمد سعيد ( أدونيس ) وهناك ما كتب عراقيا ك ( كتب مهمة في مجال التنظير الشعري مثل كتاب خزعل الماجد ي "العقل الشعري" وكتاب الشاعر شاكر لعيبي عن تجربة قصيدة السبعينيات ذات المنحى النقدي التوصيفي والإجرائي يمثلان فرصة لإعادة قراءة الكثير من خفايا الأجندة الشعرية العراقية باتجاه إعادة قراءاتها في سياقاتها الزمنية الإبداعية )..
وإن كان سؤالك يشتمل على ما أصدرته بهذا الشأن فيمكن الرجوع إلى بيان جماعة اختلاف ففيه قد دونت فهمي للنص الحديث ورؤيتي لما يعنيه الاختلاف كمشروع يعبر عن تجربتي الشعرية .
وهنا أتساءل .. أما نحن امة الاختلاف الأولى فوق البسيطة؟ إذن لنختلف دائما .
سؤال 62 – الأديبة صبيحة شبر : هل يمكن أن يكون الشعر الحر خاليا من القيود ؟ وماذا نسمي الموسيقى والصور والمجازات ؟
جواب 62 - الشاعر فائز الحداد : أنا أعيد السؤال عليك أستاذة صبيحة .. لماذا سمي بالشعر الحر إذا كان مذعنا للقيود ؟ الشعر الحر أو الأدب بشكل عام ولد كائنا طليقا سليما معافى وحرا لا تحده مسطريات الشروط والعقد المسبقة ولا أخفيك سرا قرأت شروطا للقص القصير والرواية مرات ومرات ولم احترم ما كتب فالإبداع لا يقنن وهناك تداخل الأجناس وتضارعها في الملحمة والمسرحية والشعر !؟..
الشعر الحر ما ولد ليذعن للإشكاليات التقليدية المحددة لحريته بل جافاها و تمرد عليها ليكسب حياته دون عبودية وسجون لمقنن محدد مسبقا.. فالشاعر الحداثي تبقى في ذهنه مفردتان ( السجن – الانعتاق ) وعليه أن يختار إما السجن وأقننة المخيال في المعنى والجمال وأما الحرية دون قيود كي يكون الشعر حقا شرطا ومفتاحا لها ويظفر بالمعنى والجمال غير المحددين .
النص الحديث له موسيقاه الحسية لا الإيقاعية كالشعر العمودي وله اشتغالاته الخاصة في الاستعارة والمجاز والتورية والترميز وهو أكثر وجودا وأوسع تعبيرا بكفاءة اللغة ورصانة البناء.
سؤال 63 – الأديبة صبيحة شبر : لماذا تجد إن الشعر أبو الفنون ؟ أليس في رأيك هذا تقليل من شأن الأجناس الأخرى من الآداب والفنون ؟
جواب 63 - الشاعر فائز الحداد : أولا ... أنا مع تداخل الأجناس الأدبية والفنية وما من عازل قاطع هناك غير الذي وضعته الأكاديميات خدمة للدرس والتعليم ولاشتقاق ما يمكن أن يخدم ذلك، لذلك ليس كل أكاديمي ناقداً والقلة جدا فيهم من رسخ اسمه بمنجز وكفاءة .. لكنني أؤكد أن الشعر ليس أب الفنون فحسب بل هو أبو الآداب والمعارف والعلوم والفلسفة أيضا، فكل الأجناس الأدبية الأخرى كتبت شعرا في سالف عهودها التكوينية ، فأول نص فلسفي كتب شعرا وكذلك الملاحم التاريخية الكبيرة كملحمة جلجامس والأوديسا والألياذه، وفي هذا الشأن أرجو الرجوع إلى أراء الناقد الكبير د مصطفى العقاد حول الرواية والقصة القصيرة من العصر الباروكي ولحد الآن .. وحتى النصوص الدينية في عمومها تنطوي على لغة شعرية وأود الإشارة في هذا الموضوع إلى أن ( الكنزا ربه ) الكتاب المقدس لإخواننا الصابئة المندائيين قد أعاد كتابته شعرا الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد .. فلماذا ننكر فضل الشعر ونتحسس منه ونفسره بأنه يقلل من أهمية الأجناس الأدبية الأخرى بل على العكس هو يتداخل فيها ويعزز وجودها .. فالذي يقول لك سيندحر الشعر أمام الرواية فهذا لا يفقه دور الشعر ككتاب مقدس وصدقيني لا يمكن أن يستمر العلوم الصرفة دون مخيلة شعرية كما قيل عن ذلك وفي أكثر من مناسبة.
أما حفظنا عن ظهر قلب الرأي الأدبي النقدي القائل .. بأن الأدب صفوة اللغة والشعر صفوة الأدب ؟
سؤال 64 – الأديبة صبيحة شبر : هل إعجابنا بشاعرية شاعر معين يعود إلى فهمنا معانيه أم ذائقتنا ؟ أم لأننا نرى أنفسنا في شعره ..
جواب 64 - الشاعر فائز الحداد : هذا سؤال جميل .. ويقوم على مزاوجة الفهم بالذائقة..
باعتقادي أن الفهم هو أساسي العملية ومفتاح مغاليق النص ليبدأ ميل الذائقة يعد ذلك كفلسفة فهم أما في الانتماء للمقروء من عدمه ولماذا شعر هذا الشاعر دون غيره ؟ هنا يكون للوعي القرائي الاستثنائي دوره في البحث عن مكاننا ومكانتنا في النص .
فلماذا ظل المتنبي سيد الذائقة في الشعر قبل غيره ومن ثم يأتي سواه في مجال بوحه الشعري كالبحتري وأبي تمام وأبي نؤاس ؟ أما شكل الراحل الكبير نزار قباني جزءا من ذاكرتنا في الانتماء لشعره الوجداني ومثل مرحلة مهمة في ذائقتنا وقراءتنا ؟
وفق هذا الفهم يكون الفصل والفيصل بأننا ننتمي إلى من يعبر عن ذواتنا كشاعر دون غيره لأننا نرى أنفسنا في شعره الجميل .
في الختام : أشكر الأديبة الراقية صبيحة شبر شكراً جزيلا على مشاركتها القيمة في الحوار...عسى أن أكون قد وفقت في ردي على أسئلتك الجليلة.... تحية لك وسلام مع تمنياتي لك بالتوفيق.
فائز الحداد
العراق

وبدوري أقدِّمٌ كلَّ الشكرِ والتقديرِ للأديبِة صبيحة شبر لاستجابتِها لدعوتِنا ومشاركَتِهِا القيمة في هذا الحوار الذي زخر بالمعرفيات. والشكرُ مجدَّدٌ وموصولٌ مع التقديرِ لشاعِرِنا العرّاب الفائز الحداد ، وسوفَ أصمت هذه المرة ولن أذكِّره بالشوط الذي مازال أمامنا والأسئلةِ العديدةِ والعيونِِ المتابعةِ لحلقاتِ الحوارِ و المتطلِّعَةِ للآتي منها؛ ولكني أؤكِّدَ للقراء المتابعين مرَّةً أخرى أنَّ لدينا الكثيرَ من الأسئلةِ التي تنتظرُ دورَها في المرورِ على يراعِ الفائزِ الفائز والتي ورَدَتنا من نخبةِ الأدباءِ التي سترافقُنا في الحلقات القادمة لننهلَ ممّا لديها ولدى شاعِرِنا مِن ثقافةٍ واطّلاعِ.... وقبل أن أغادِرُك إليكَ باقةً من زهورِ القُرُنفلِ الحمراءِ التي سَرَقت لونَها النارّي من لهيبِ شِعرَك في أبياتِ القصيدةِ الاخيرة " آآآآآآآآآآآه .. أرمادك أنا؟ "!
وسنلتقي في الحلقةِ القادمة.
حرير و ذهب (إنعام)
الولايات المتحدة
_________________________


سيتم نشر الحلقة التاسعة من حوار النخبة خلال الأيام القليلة القادمة وفيها يجيب شاعرنا الفائز الحداد على أسئلة الأديبة المغربية مالكة عسال.

نبذة موجزة عن المشارك في حوار النخبة
صبيحة شبر - العراق

صدر لها:
المجموعات القصصية
1. "التمثال" - مطبعة الرسالة في الكويت عام 1976
2. "امرأة سيئة السمعة" - وكالة الصحافة العربية للمطبوعات - جمهورية مصر- عام 2005
3. "لائحة الاتهام تطول" - دار الوطن في الرباط - عام 2007
4. "التابوت" - دار كيان - مصر - عام 2008
الروايات
1. "الزمن الحافي" - رواية مشتركة مع الروائي العراقي سلام نوري - طبعت في بغداد - اكتوبر 2007
2. "العرس" رواية قصيرة - العراق في بداية - مايو 2010

ولها مخطوطات في الرواية والقصة القصيرة والمقالة
التكريمات
1. نالت لقب أفضل كاتبة في العا لم العربي لسنة 2009 في مسابقة أفضل الكتاب والنقاد التي أجراها منتدى الصحافة العالمية
2. كرمت من قبل وزارة الثقافة العراقية ضمن المثقفين العراقيين المكرمين لنيلهم جوائز عربية وعالمية في 20 تموز 2011

نشاطات أخرى
- كانت عضوا في عدد من اللجان التحكيمية في مسابقات للقصة القصيرة
- اشتركت في المؤتمر الأول لمنظمات المجتمع المدني الثقافية غير الحكومية المنعقد في بغداد في الأيام 19-21 في شهر كانون الأول عام 2010
- نشرت المقالات في الصحف العرفية منذ 1960
- نشرت مقالات باسم مستعار - نورا محمد- حين كنت بالكويت بين عامي 1980- 1986
-أول قصيدة موزونة مقفاة في الرابع الابتدائي - استمر نظم الشعر مرحلة ثم انتهى
- أستاذة اللغة العربية - مدرسة الرصافي العراقية – الكويت/ 1972-1977
- أستاذة اللغة العربية- مدرسة واسط – العراق/ 1977 – 19793
- أستاذة اللغة العربية- مدرسة الأمل للراهبات العراقيات – الكويت/ 1980 – 1986
- أستاذة اللغة العربية في مدرسة جبران خليل جبران الخاصة – المغرب / 1986 – 1992
- أستاذة اللغة العربية والتربية الإسلامية - المدرسة العراقية في الرباط / 1992 لحين عودتها إلى بلدها العراق في الشهر الثالث من عام 2011


تابعوا الحلقات الكاملة بالضغط هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.